بعد الاتفاق على حكومة وفاق في ليبيا، ارتبكت التنظيمات الإرهابية في البلاد التي تعمها الفوضى منذ 2011، وبدأت على ما يبدو تبحث عن وسيلة لرص صفوفها، لاسيما إثر الخلافات التي نشبت بين قاداتها.
فقد كشفت صحيفة الشرق الأوسط استناداً إلى وثائق حصلت عليها، عن بحث داعش والقاعدة والإخوان في ليبيا الاندماج في "مجلس شورى" موحد.
وأشارت تلك الوثائق السرية إلى أن قيادياً في "الجماعة المقاتلة"، سأل زعيما إخوانيا مؤيدا للحكومة المقترحة: "يا دكتور أريد أن أفهم بوضوح موقف الإخوان من حكومة السراج. من جهة تعلنون دعمها ومن جهة تقولون لنا إنكم ضدها".
فأجاب الزعيم الإخواني الليبي: "الذي لا يقال ولا ينشر للعامة هو الصدق. أما ما ينشر فهو لمواكبة الظروف حتى تتاح فرصة لتحطيمها". وتحدث الرجل عن فايز السراج بمعلومات تتعلق بماضيه السري المثير للجدل خاصة في أوروبا، قال إنه استقاها من قائد جماعة الإخوان في تونس.
ووفقاً للمعلومات التي استقتها أجهزة أمنية معنية تعمل في الداخل الليبي، فإنه لوحظ تفرغ قادة المتطرفين في طرابلس وبنغازي لإدارة عمليات تحالف عليا في داخل البلاد، وأخرى عابرة للحدود، في محاولة لإظهار القوة والقدرة على التفاوض أمام عدة أطراف دولية خاصة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط.
ويسعى قادة المتطرفين الكبار في تنظيمي الإخوان و"الجماعة المقاتلة" إلى احتواء الأمراء الصغار الموالين لداعش. وجرى بالفعل غض الطرف عن مقار داعشية في العاصمة وضواحيها، إضافة إلى أجدابيا وبنغازي. ورصدت الوثائق طوال شهر ديسمبر جنوح قيادات من الجماعة المقاتلة ومن الإخوان، إلى التحالف مع داعش بشكل صريح ومعلن، مع زيادة الدعم للمتطرفين في الداخل الليبي وفي دول الجوار أي في كل من مصر وتونس والجزائر، في محاولة للضغط على المجتمع الدولي، وإجباره على التعامل مع هذا التيار في ليبيا كـ"سلة واحدة".
وبحسب ما ورد في الوثائق، فإن قيادياً آخر في الجماعة المقاتلة قال إن "الوضع صار يستلزم الاندماج مع داعش، وأن تكون طرابلس لنا (للجماعة المقاتلة والإخوان)، وسرت لهم (لداعش)، ويأخذ تنظيم داعش التمدد المساحي شرق سرت، وما يحتويه، ونأخذ نحن طرابلس وامتداد الغرب لنا، ونواصل دعم مجلس شورى ثوار بنغازي (هذا المجلس كان يقتصر على تنظيم أنصار الشريعة، وأصبح منذ عدة أشهر يضم خليطا من الإخوان و"المقاتلة" وداعش)، ومجاهدي درنة (خليط مشابه لكنه على خلاف مع الدواعش).