بدأت بعض الأصوات ترتفع ضد قرار سلطات الجمهورية الإسلامية الموريتانية إعادة البلاد إلى نسق عطلة الأسبوع العالمية التي يتبناها العالم. على الأقل أثُار نائب واحد من حزب تواصل الإسلامي ومركزيتان نقابيتان الخصوصية الثقافية وأسباب تتعلق بالإلتزام بمبدئ الدين الإسلامي للتأكيد على قدسية الجمعة التي كانت حتى الساعة عطلة الأسبوع. على صفحات الفيس بوك وبعض وسائل الإعلام تطرق البعض إلى أحاديث تدور حول أجر المؤمن الذي يقوم بأعمال الإخلاص والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة. لم يتناول شخص واحد حديثا واحدا عن رسول الله يدعو المؤمنين لتخصيص يوم الجمعة للراحة. بيد أن الأمر يبدو كأنه إشعار الموريتانيين بالضرر في العمل يوم الجمعة من الساعة الثامنة وحتى الثانية عشر،كأنهم لن يجدوا وقتا بعد الثانية عشر للتطهر والذهاب إلى المسجد للحصول على مكان في الصفوف الأمامية كما يوصي الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم: (من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة (وفي رواية من راح في الساعة الأولى) ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قدم كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر). لا أرى من الطبيعي أن يكون يوم الجمعة للراحة لأن سورة الجمعة تدعو المؤمنين للذهاب للعمل بعد الصلاة " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ( 10 ) وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ( 11".من الواضح من هذه السورة أن الناس مدعوون للعودة إلى أنشطتهم للبحث عن فضل الله من خلال العمل،شغل مع مواصلة ذكر، الله لأن كل حياة المؤمن مرتبطة منطقيا بالإحساس بهذا الوجود المتعالي الذي لا مكان فيه للصدفة. إذن لا راحة بالجدارة.الله جل جلاله يعلم أن المؤمنين يتاجرون يوم الجمعة ،ويأمرهم فقط بتوقيف أنشطتهم عند النداء للصلاة وترك التجارة والتفرغ للإخلاص ،" ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون".من جانب آخر على المسلمين الحذر اعتبار يومهم هم للراحة ،لأن ذلك لا يوجد في القرآن....إذاكان اليهود المسيحيون تبنوا يوم السبت ويم الأحد بناء على معتقدات مفادها "أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام وأستراح في اليوم السابع،فإن الإسلام لا يتصور فكرة أن "الله يستريح".لأن الراحة لمن يتعب .الله العالم القاهر جل جلاله عن وضعية التعب والراحة. في سورة ق يقول الله:" وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ"،أليس الله القائل في سورة الرحمن :" يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ"،إن الخالق لا يستريح ولا يأمر مخلوقيه بالراحة،ولا تخصيص يوم للترفيه و التجارة . لأنه " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" من الواضح أن الذين يظنون أن يوم الجمعة يوم مقدس يجب احترامه عليهم على الأقل أن لا يفرحوا لأنه جنب أن يكون يوم راحة أسبوعية ينتهزه البعض للإنشغال بالملاهي والأفعال التافهة وحتى المحرمة. لم أقل هذا دعما للسلطات التي لا أنسى جانبها الغريب الأطوار....
ترجمة:أبو معتز
بقلم: كيسيما جاكانا صحفي
الإخباري