تنتشر الدعارة في البلدان المجاورة لموريتانيا، العربية والافريقية، وفي كثير من الأحيان، تكون الأماكن التي تمارس فيها، لديها رخصة من الدولة، وتخضع النسوة العاملات في المجال، لفحص شهري، عن الأمراض المنتقلة عبر الجنس، لكن هنا في موريتانيا الأمر مختلف تماما، لعاملين مهمين، أولا: عامل ديني ما يزال يحكم المجتمع عن المجاهرة بكثير من الأشياء، ثانيا: سلطة المجتمع وهي أقوى من الجانب الديني، لأن الرجل أو المرأة مستعد (ة) لمعصية الخالق، لكن بدون علم المجتمع، ولذلك لبست الدعارة هنا في موريتانيا قناعا لكي لا تكون واضحة للجميع، ولكي يكون أصحابها ليسوا في متناول الأعين والألسن.
تعمد النسوة اللاتي يعملن كمومسات، إلى العمل في أي مجال، لكي يبعد عنهن الشبهات، فتارة تراهن صاحبات محال تجارية، يبعن أزياء النساء، وتارة تجدهن كعاملات استقبال في بعض المؤسسات، العمومية أو الخصوصية، وهذا حسب الزبائن، فإذا كانوا الزبائن شخصيات كبيرة في الدولة، فإن عملهن في قطاعات حية سيكون سهلا جدا، أما بعضهن فيفتحن مطاعم.
عندما تتحدث لإحداهن في مكان عملها، من المستحيل، أن تميز ما إذا كانت من ذلك الصنف، لأنهن خبرن العمل، لكن عندما تكون قادما من طرف وسيط، زبون دائم أو قواد، فإن المعاملة ستكون مختلفة.
حسب البحث الذي قمنا به، فإن الأسعار تختلف من مكان إلى آخر، ومن سيدة إلى أخرى، وهذا ما سبب هجرة البعض، إذ يهاجرن من روصو مثلا إلى نواكشوط، لأن ما ستكسبه الواحدة في الليلة الواحدة من شخص واحد في العاصمة نواكشوط، قد لا تكسبه في أسبوع من العمل في روصو، ويعود سبب انخفاض السعر في روصو عائد بالأساس إلى السنغاليات، اللاتي يعملن هناك، وقد لا يكترثن للسعر، فالمهم عندهن، تلك النقود فقط.
العجيب في هذه المهنة بأنها تستوي فيها كل الشرائح، وكل الأعمار..
هناك من تميزن في المهنة من هؤلاء، واكتسبن خبرة، ولذلك يقمن بتأجير شقق مفروشة، لأنسهن، أو بيتا من منزل حسب مقدرتهن، وحسب دخلهن.
أسبابها:
من أسباب هذه الظاهرة، سوء تربية الفتيات أولا، ثم صديقات وأصدقاء السوء، إضافة إلى الزواج المبكر لبعضهن، وخصوصا الفقيرات، لأنهن إذا تطلقن لا يجدن بدا من البحث عن مصدر دخل، هذا بالاضافة إلى طموح بعضهن لجني أكبر قدر من المال، وقد لا ينفقنه على شيئ مهم، فمن الثياب إلى الأحذية وربما السيارة.
في السنة الماضية، اكتشفت إحداهن، كنت في مطعم، اكتشفت لاحقا بأنه ملك لأختها، تقوم هي بجلب الزبائن، تؤمن دخلا للمطعم من جانب، ودخلا لها هي من جانب آخر، كان منزلها قرب المطعم، ومفتاحه في يده، غير بعيد مني توافقت مع أحدهن، فذهبن إلى المنرل، لا تعرفه ولا يعرفه، لكن يبدو بأنه جاء عن طريق وسيط، عندما فتحت الموضوع لصاحبة المطعم وأختها، قرأت في عيونها بأنها استاءت جدا، فهمت بأنها نصحتها لكن لم تستمع إليها.
طرق محاربة الظاهرة:
محاربة البطالة أولا في الجنسين، محاربة الزواج المبكر، ومحاولة دمج النساء في العمل، مراقبة المرأة من طرف أولياء أمورها.
استحداث جهاز أمني، يكون شرطة أخلاق، وتكون لديه أذرع مدنية، تكتشف الخلايا النائمة، ومعاقبة المتورطين من رجال دولة وتجار وشباب عاديين..
وضع استراتجية للفنادق حيث يجب ألا يدخلها غير زوج وزوجة يحملان عقد زواج.
نقلا عن صفحة الكاتب السالك ولد عبد الله