محمدو ولد صلاحي يصدر كتابا عن معاناة اغوانتنامو

اثنين, 2014-09-15 14:04

يستعد محمد ولد الصلاحي، الذي يقبع في قاعد غوانتنامو منذ العام 2002 على الرغم من عدم إدانته بأي جرم، لنشر مذكراته خلال 12 سنة من السجن في القاعدة الأمريكية سيئة الصيت. مذكرات يسرد فيها الرجل صنوف العذاب التي تعرض لها و يكشف الغموض الذي يلف السجن الكوبي.
كتاب ولد الصلاحي المزمع نشره مطلع العام القادم سيكون أول مذكرات يتم نشرها من لدن معتقل لا يزال يقبع في سجن اغوانتنامو، حسب ما صرحت به الدار التي حصلت على حق نشر المذكرات من خلال مزاد علني.

 المذكرات كتبها ولد الصلاحي في زنزانته الانفرادية عام 2005 حيث كانت بداية عبارة عن رسائل يبعث بها السجين إلى محاميه الذين نجحوا بعد سبع سنوات من الصراع في نزع طابع السرية عن المخطوطات رغم أن بعضها ما زال محجوبا حتى الآن.
مذكرات ولد الصلاحي بلغت 466 صفحة بخط اليد حررها باللغة الانجليزية التي أتقنها في السجن.
"مذكرات غوانتانامو" ليست مجرد تسجيل حي لإخفاق العدالة بل هي مذكرات شخصية عميقة، مرعبة، تحوي روح الدعابة في حزن و تفاجئ القارئ برقتها، و هي إضافة إلى ذلك وثيقة تاريخية بالغة الأهمية" يقول ناشر الكتاب المنتظر.

حملة دولية

كتاب ولد الصلاحي المقرر نشره بتاريخ 20 يناير 2015 سيراجعه و يقدم له الكاتب و النا شط الحقوقي المحامي لاري سيمس الذي يخطط لجعل المناسبة أساسا لإطلاق حملة دولية للإفراج عن السجين الموريتاني محمدو ولد الصلاحي.
و كان مقتطف من رسائل ولد الصلاحي تم نشره السنة الماضية كشف تفاصيل مروعة عن العذاب الذي يتعرض له الرجل، بدءا بالإذلال الجنسي و ليس انتهاء بالتعرض للبرد القارس داخل زنزانة انفرادية...

" الزنزانة أو دعني أقول العلبة يتم تبريدها بشكل قوي مما يجعلني أرتعش أغلب الوقت" كتب ولد الصلاحي و أضاف: " كانوا يمنعونني من رؤية ضوء النهار، و كانوا يجعلون وقت الفسحة إن وجدت في الليل لكي لا تتاح لي فرصة رؤية أي معتقل أو الحديث معه.
إنني أعيش فعلا في رعب، لا أتذكر أنني نمت ليلة واحدة بشكل مطمئن. خلال 70 يوم قادمة لن أذوق لذة النوم، سيكون الاستجواب لمدة 24 ساعة متواصلة، مع ثلاث أو أربع تحولات في اليوم...".

رحلة عذاب

ولد الصلاحي كان قد اعتقل في بلاده موريتانيا سنة 2001 حيث تم استجوابه قبل أن تستلمه الاستخبارات الأمريكية لتنقله إلى الأردن حيث تم استجوابه لمدة ثمانية أشهر ليبرأه الأردنيون.
لم تشفع تبرئة الأردنيين للرجل حيث قررت أمريكا إرساله إلى سجن باغرام في افغانتستان ثم إلى اغوانتانامو حيث تعرض هناك لانتهاكات صارخة في إطار برنامج تم إعداده خصيصا للرجل المتهم بالانتماء لتنظيم القاعدة.
في العام 2010 أمرت المحكمة الفدرالية في واشنطن بالإفراج الفوري عن ولد صلاحي لكن الحكومة الأمريكية استأنفت الحكم ليظل ولد الصلاحي و محاموه في انتظار جلسة أخرى.

المحامي سييمس الذي ساهم في إعداد تقرير حول برنامج التعذيب عند إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، يتحدث عن معاناة ولد الصلاحي قائلا: "محنة ولد الصلاحي تفوق التصور.. لقد تعرض لأكثر الاستجوابات المسجلة وحشية و قسوة بالرغم من عدم إدانته بأي جرم."
سييمس يؤكد: " أن المعاملة التي يتعرض لها ولد الصلاحي في غوانتنامو من أفظع حالات التعذيب الموثقة..."

الصمود و التعلم

 أما نانسي هولاندر محامية ولد الصلاحي فتؤكد عدم إدانته بأي جرم و تقول: " لقد كنا نصارع من أجل الافراج عنه منذ علمنا بحالته عام 2005.
و تضيف نانسي معلقة على مذكرات ولد الصلاحي: "هذا الكتاب يمثل نافذة في السجن كتب من طرف شاب عانى التعذيب الجسدي و النفسي و لا زال رغم ذلك يميز الخير من الشر و الحقيقية من الكذب ليقدم كل ذلك بلغة اكتسبها من سجانيه.... قارئ هذا الكتاب سيتعرف على ما حاولت الحكومة الأمريكية إبقاءه سرا."
المحامية التي قابلت ولد الصلاحي الأسبوع الماضي أكدت أنه كان "مسرورا" بموضوع مذكراته و ممتنا لكل من ساهم في تجسيد هذا العمل واقعا، و بالرغم من سجنه لمدة 14 سنة لا يزال الرجل يتمتع بمعنويات عالية و يواصل التعلم حيث أصبح الآن قادرا على التحدث و الكتابة باللغة الاسبانية خامس لغة يتقنها.

 

ترجمة السراج الإخباري
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية

اقرأ أيضا