مأساة إنسانية توشك أن تقع فى السجن المدني بالعاصمة إنواكشوط , من جراء إضراب عن الطعام كان قد بدأه السجناء السلفيون منذ أكثر من (36يوم) . لقد اصبحت ظروف هؤلاء الصحية حرجة للغاية دون أن تظهر فى الأفق أية مبادرة من السلطات لفتح حوار معهم بغية إنهاء الإضراب قبل أن يفوت الأوان .. فهل قررت الدولة ترك هؤلاء الفتية يموتون ..فى هروب واضح إلى الأمام و تقاعس عن الواجب ..
لماذا صمت الإعلام ؟ و نامت المعارضة ؟ و تخلفت المنظمات الحقوقية ؟
أليس من حق الجار " ولو جار " علي جاره أن ينبه إلى أن هناك أرواح ستزهق إذا لم تنتشل بسرعة ؟
أين الوازع الديني الداعي إلى حفظ الأنفس و "فك رقبة ..."
فلماذا تصر الدولة على إهانة هؤلاء و إذلالهم ؟ أين القيم ؟ أين حقوق الأسير ؟ أين دولة القانون ؟
الواقع أن الغرب هو وحده "الحامي"لحقوق الإنسان و حدها الدول الغربية تقيم وزنا للإنسان لكن فقط الإنسان الغربي الذي يستحق الحياة! الغرب هو وحده " من" تخاف الدولة الموريتانية .. فلا أحد فى هذه الجمهورية الإسلامية يعتقد فعليا في أن الرازق هو الله و الحامي هو الله .. و أن الغرب لا حول له و لا قوة مثله في ذلك مثل الشرق!
فالغرب الذي - يخافه الجنرال - لا يدعوا إلي التنكيل بهؤلاء و لا تعذيبهم لأن ذلك يتعارض مع مبادئه لكنه يغمض عينيه عما يتعرضون له علي أيدي جلاديهم..
أين رابطة العلماء ؟ فلماذا لا تنبس ببنت شفة مقدمة النصح.. لا أحد ينكر أن هؤلاء الفتية إرتكبوا أخطاء كبيرة و قد نالوا عقابهم ..لكن حق الجار يفرض علينا أن ننادي بإنقاذهم من الهلاك و بصفة عاجلة !