الشروق ميديا - نواكشوط: حذر المرجع الديني الموريتاني الشيخ علي الرضا ولد محمد ناجي الصعيدي، جميع أحبابه من سباب المسلمين عامة وأبناء الصالحين خاصة، مناشدا إياهم بالابتعاد عن الوقيعة في أعراض المسلمين وسخرية بعضهم من بعض .
واستحضر الشيخ الرضا في بيان صادر عنه قبل قليل، بعض الآيات والأحاديث التي تحذر من أكل أغراض الناس والسخرية منهم .
وسبق للشيخ الرضا وهو رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن دعا في أوقات سابقة جميع محبيه وتلاميذته إلى عدم الرد على أي شخص سبه هو شخصيا، داعيا إلى بث روح التآخي والمحبة بين المسلمين لحاجتم الماسة لذلك .
نــص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى.
أما بعد ….
فإني أُناشدكم يا أحبابي في الله مناشدةً صادقةً من قلبي، ليست مجامَلةً ولا مُراوَغةً ولا مَكراً ولا خديعة.
أحبابي في الله حيثما كانوا، ومَن هم كانوا، أُحذِّركم كُـلَّ التحذير من سِباب المسلمين عامَّةً، وأحذركم من سباب أبناء الصالحين خاصة.
أحبابي في الله، إياكم والوقيعةَ في أعراض المسلمين.
أحبابي في الله، إياكم والسُّخريةَ من المسلمين.
أحبابي في الله، امتثلوا قولَ الله تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَّـكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسىٰ أَنْ يَّـكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ ۖ بِيسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الِايمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا اَيُحِبُّ أَحَدُكُم أَنْ يَّاكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيِّـتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقاكُم ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وفي صحيح البخاري: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ».
قال ابن حَجَر في فتح الباري: (قَوْلُهُ: سِبَابُ) بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَمُوَحَّدَتَيْنِ وَتَخْفِيفٍ؛ مَصْدَرٌ. يُقَالُ: سَبَّهُ يَسُبُّهُ سَبًّا وَسِبَابًا.
وَهَذَا الْمَتْنُ قَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ أَوَّلَ الْكِتَابِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ؛ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، وَفِيهِ بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي رَفْعِهِ وَوَقْفِهِ. وَتَقَدَّمَ تَوْجِيهُ إِطْلَاقِ الْكُفْرِ عَلَى قِتَالِ الْمُؤْمِنِ، وَأَنَّ أَقْوَى مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ أُطْلِقَ عَلَيْهِ مُبَالَغَةً فِي التَّحْذِيرِ مِنْ ذَلِكَ، لِيَنْزَجِرَ السَّامِعُ عَنِ الْإِقْدَامِ عَلَيْهِ، أَوْ أَنَّهُ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ فِعْلُ الْكَافِرِ، كَمَا ذَكَرُوا نَظِيرَهُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَه.
وَوَرَدَ لِهَذَا الْحَدِيثِ سَبَبٌ أَخْرَجَهُ الْبَغَوِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْأَنْصَارِ، وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ عُرِفَ بِالْبَذَاءِ وَمُشَاتَمَةِ النَّاسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ.
زَادَ الْبَغَوِيُّ فِي رِوَايَتِهِ: فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ لَا أُسَابُّ رَجُلًا ….. الْحَدِيثُ.
وفي صحيح البخاري أيضا: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ».
قال ابن حجر في فتح الباري: (قَوْلهُ: لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا) بِالْقَافِ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ؛ أَيْ: لَا يَتَأَمَّلُهَا بِخَاطِرِهِ، وَلَا يَتَفَكَّرُ فِي عَاقِبَتِهَا، وَلَا يَظُنُّ أَنَّهَا تُؤَثِّرُ شَيْئًا، وَهُوَ مِنْ نَحْوِ قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَتَحْسِبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .. إلى آخر كلامه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسير ذنبه المفتقر إلى ربه: علي الرضى بن محمد ناجي الصعيدي رئيس المنتدى العالمي لنصرة رسول الله عليه وسلم.
16\فبراير\2016