حكم بالسجن على ناشط حرض على قتل صحافي

ثلاثاء, 2016-03-08 13:50

دانت محكمة وهران بغرب الجزائر، اليوم الثلاثاء، الناشط المثير للجدل، عبدالفتاح حمداش زيراوي، بالسجن 6 أشهر، 3 أشهر منها مع التنفيذ، بسبب دعوته إلى قتل الكاتب الصحافي المعروف كمال داود إثر كتابات وصفها بـ"المسيئة للذات الإلهية".

وظلت الأوساط الإعلامية والسياسية تترقب منذ شهور، مصير الدعوى القضائية التي رفعها الصحافي الذي يكتب بجريدة "لوكوتيديان دوران" (يومية وهران)، الناطقة بالفرنسية. وغاب عن المحكمة صاحب الشكوى، والناشط الذي عرف بمواقفه المتشددة من ظاهرة التشيع في الجزائر.

وكانت النيابة طلبت من القاضي الذي عالج الملف، إنزال عقوبة 6 أشهر سجنا نافذا ضد زيراوي. وتتمثل التهمة في "التحريض على القتل".

ولم يصدر رد فعل من المدان بعد صدور الحكم، وكان ذكر في وقت سابق على صفحته بـ"فيسبوك"، أنه دعا إلى "إسكات كاتب يعادي الإسلام ويسب الله، وبدل أن توقفه السلطات عند حده راحت تقبل شكواه ضدي".

ورحب أنصار داود بحكم القضاء عبر كتاباتهم في شبكة التواصل الاجتماعي، واعتبروه "انتصارا لحرية التعبير على الفكر المتعصب".

ويأخذ زيراوي على داود أنه "يسيء للدين الإسلامي وللغة العربية، وللهوية الجزائرية المستمدة من الإسلام". وقال في تصريحات للصحافة، إن الصحافي "يكتب بناء على إملاءات من تنظيمات صهيونية مستقرة في فرنسا".

أما داود فاحتج على "محاولة زيراوي ممارسة وصايته على الدين"، وطالب من السلطات توفير حماية له على أساس أن مواقف الناشط حياله بمثابة دعوة لقتله.

ويعد زيراوي أحد نشطاء "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المحظورة. دخل السجن مطلع تسعينيات القرن الماضي في إطار موجة الاعتقالات التي مست قاعدة "الإنقاذ"، مباشرة بعد تدخل الجيش لمنع "الجبهة" من الزحف نحو الحكم على إثر فوزها في انتخابات البرلمان.

وعاد زيراوي إلى النشاط بشكل لافت على خلفية الاعتداء الإسرائيلي على غزة نهاية 2008، عن طريق مسيرات قادها تضامنا مع الغزاويين وانطلقت من مساجد بالعاصمة. ولم يتعرض زيراوي لمضايقة السلطات، ما ترك الانطباع بأن نشاطه مسموح به. وأطلق الناشط حزبا في 2013 سماه "صحوة المساجد الحرة" لكن وزارة الداخلية رفضت الترخيص له.

أما داود فقد سطع نجمه العام الماضي، لما فاز بجائزة "غونكور للرواية الأولى" بفرنسا، عن روايته "مورسو: تحقيق مضاد"، المستلهمة من رواية "الغريب" للكاتب الفرنسي الراحل ألبير كامو، الذي عاش فترة بالجزائر. وأثارت رواية داود جدلا كبيرا في الجزائر بسبب تعرضها لطابوهات، ألهبت الصراع حول الهوية الجزائرية في بعدها العربي الإسلامي.

اقرأ أيضا