القائد يعبر جسر النار../ سداتي ولد سيد الخير

أربعاء, 2016-03-16 05:41

في شهر أغسطس من هذا العام تكون قد انقضت سبع سنوات على حكم الرئيس الزعيم ، ذلك الصرح الشامخ الذي يشكل رمزاً للوطنية وتجسيداً للنضال ومثالاً للعطاء ونبراساً لكل الشعوب والقادة الباحثين عن الحرية والعزة والكرامة والإيمان بعقيدته وفكره، يشهد لذلك إنجازاته وقيمه الإنسانية النبيلة التي لا يمكن تجاهلها.ذلك أن فترة حكمه لا يمكن أن تقاس بعدد السنوات ولكن بقدر عطائه ومدى تأثيره في إحداث تغيرات جوهرية ، فقد أجمع كل الوطنين على أن محمد ولد عبد العزيز الذي لم يتجاوز حكمه سبعة أعوام، كان له من السمات الشخصية والذكاء المتقد والعطاء المتدفق والإخلاص الوطني المطلق ما جعله علامة بارزة ليس في تاريخ الدولة الموريتانية  فحسب، ولكن في المحيط الإقليمي بل والعالمي عامة.

      ففكره السياسي القائم على الاقتراب من الفقراء ومبادئه الوطنية التي رسخت قيم الولاء والانتماء والعزة والكبرياء فى وجدان الإنسان الموريتاني الأبي، وهو ما يجب أن نقر به بشجاعة ونذكره بصدق رغم ما قد يكون لدى البعض من أراء مضادة لنوازع شخصية أو لغشاوةٍ تحول دون قراءة الواقع أو لتوجهات سياسيةٍ خاصة وموجهة بأجندات لا تبحث عن الحق ولا تعترف بكسر التحديات التي واجهها الرجل بشجاعة منقطعة النظير على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والاستراتيجي,  وقد تجلى كل ذلك في القرب من الضعفاء وتوجيه المشاريع لخدمتهم في المدن والقرى والأرياف، انطلاقا من مشروع "أمل" الكبير وما ساعد فيه من تخفيف عبء الأزمة الاقتصادية على البلاد وجعل الأسعار في متناول الفقراء...، إلى الاستثمار في البنية التحتية: الصحية، التعليمية ، الحالة المدنية ، مطار أم التونسي، الطرق...الخ، وما واكب ذلك من لجم للفساد عاد ريعه إلى دعم المشروع الاجتماعي الكبير، كذلك ثورته المدوية ضد مخلفات الرق والتمييز الاجتماعي بسن قوانين تبعد هذه الظاهرة السيئة إلى غير رجعة، وإنشاء وكالة للتضامن تمحو آثار الاسترقاق و....

    إن الشهادات المتتالية من مختلف المؤسسات الدولية لأكبر دليل على مدى تقدم مؤشر الاقتصاد الوطني و مدى نجاعة التجربة الموريتانية الأمنية والتي صارت مضربا للمثل ومنارة في منطقة تعج بالقلاقل والفتن مما كان له انعكاسه الإيجابي على أمن المواطنين والمنطقة ككل. ومرآة تعكس حزم هذا القائد الفذ الذي يعد نموذجاً فريداً يحق للطموح الاحتذاء به في كل مواقفه الوطنية، فقد أفاض في شرح ذلك المحللون السياسيون بما لا يتسع المقام لسرده الآن، ولكن تبقى بعض الملامح المهمة التي لم يختلف عليها اثنان :

    كون تلك الميزات نابعة من عقيدة دينية صحيحة وموروث ثقافي أصيل وإحساس مرهف بأحداث التاريخ ودروسه، والأهم من ذلك أن تفاعله الوجداني مع ما آمن به واعتنقه كان تفاعلاً كاملاً مخلصاً بكل خلجات النفس وأغوارها، حتى صار الشخص والفكرة التي يدعو لها أو القيمة التي يعمل من أجلها وكأنهما شيء واحد، وليس أدل على ذلك من المشهد المهيب صيف 2015  خلال زيارته للداخل، حينما خرجت الآلاف الهادرة في كل ربوع الوطن دعما لحركة التغيير التي قادها, معبرين أصدق تعبير عن رفض الشعب الموريتاني لمطالب الرحيل التي نادى بها بعض السياسيين الحاقدين الذين تغلب عليهم المصالح الشخصية بدل المصلحة الوطنية العليا، حيث جاء الرفض ردا صارخا على تشكيكهم في قدرة القائد على الاستمرار في المسيرة, فكان الإجماع على الدعم ليس حباً صادقاً للشخص فحسب، ولكن إحساساً وشعوراً يقينياً بأن حكم ولد عبد العزيز يعنى كل قيم الحرية والتحرر والسيادة والعدالة والمساواة التي آمن بها الشعب واتحد حولها. فهو يعتبر من الزعماء الوطنيين القلائل على مستوى العالم الذين ظلت مواقفهم الوطنية ثابتة كما ظلت إرادتهم قوية صلبة، ودامت قاماتهم شامخة أبية...

    إن الفكر الوطني المخلص الذي يتوافق مع طبائع الشعب ويستند إلى مرجعيات صحيحة   ومقومات واقعية، لا يمكن طمسه لأي ظرف سياسي أو اجتماعي، فالفكرة بهذا الوصف تظل نابضة في وجدان الشعوب إلى أن تتحقق بالإرادة الحرة الواعية والإيمان المتأصل في الذات، ومن هنا قيل بحق إن الفكرة أخطر من الفعل والمعتقد الدفين أهم من السلوك الظاهر، ومن هنا أيضاً كانت سياسة حكم الرئيس الزعيم محمد ولد عبد العزيز في قضايا الوطن والسيادة والاستقلال والعدالة الاجتماعية والحماية الاقتصادية والوحدة الوطنية، فكراً وطنياً خالصا لدى الموريتانيين استطاعوا استنهاضه من جديد والإفصاح عنه بقوة حركة التغيير الرائدة منذ خريف 2009.

وهكذا تتالت المكائد الموروثة من الماضي وثقافته السياسية ومن الشائعات المرتبطة بحادث اطويلة إلى فبركات" أكرا" إلى إفك النائب الفرنسي إلى الهجمة العالمية للإرهاب وقبل ذلك وبعده ركوب موجة "التعطيل" التي ركبها من يسمون المعارضة الموريتانية من مطبة دكار إلى احتراف التكتلات التي لا تبحث عن شيء سوى التشكيك والشائعات و...., ليرد على كل ذلك بتعبيد الطريق لقافلة البناء واستمرار الورشات الوطنية الكبرى والتركيز على انتشال الطبقات المسحوقة والابتعاد بها عن فكر المتاجرة إلى المناصرة ليثبت أن ما ينعق به البعض مردود عليه بطريقة أصبح معها يعجز عن الحديث أمام الناس ,ورد عزيز على كل ذلك ببناء قدرات جيشنا الباسل ودحر كل المتآمرين وشذاذ الآفاق و..., ورد أيضا على كل ذلك بنجاح دبلوماسي موريتاني لم يشهده التاريخ قبله من رئاسة موريتانيا لأهم المنظمات العربية و الإقليمية والدولية ...  

لقد عبر الرئيس كل تلك المطبات بسيف الحكمة والثبات ووضوح الرؤية والدفاع عن مقدرات الأمة.. يمتطي جواد حب شعبه والاستماتة في خدمته والمثابرة على تحسين أوضاعه والعبور به إلى بر الأمان رغم الأزمات المحيطة بنا ورغم اشتغال البعض على ملء النهر الفياض المتدفق بكرات اللهب المتدحرجة.

اقرأ أيضا