بعد خطابه المتهافت و المتصالح مع مشايخ الإقطاع بأمر و تآمر من موكله وزعيمه ، في جينيف 1 و جينيف 2 في شهري أكتوبر و نوفمبر من العام الفارط 2015 ، و انحدار ذلك الخطاب يومها إلى ماتحت خطاب المرحلة الإنعتاقية و مستوى التضحيات الجسام ، التي بذلها المناضلين الشرفاء في ساحات الشرف و مخافرالشرطة وعنابر السجون وفي قاعات المحاكم ، و بعد أربعة أشهر من التزمير و التضليل الإعلامي عبر وسائط التواصل الاجتماعي ، و الدعاية الكاذبة على النفس و المناضلين و الاهل، في العواصم و الأرياف ، بانتصارات ومكاسب وهمية كاذبة لاوجود لها إلا في مخيلة الزمرة البرامية ، فضلا عن كونها خادعة و غادرة و متاجرة بطموح و احلام شبابنا و نسائنا البررة الزكية ، التوافة للحرية و العدل و الكرامة و المساواة .
يطالعنا اليوم السيد / عابدين مرزوك و بقية عصابته المتاجرة بالقضية ولآلام و التضحيات الجسام ، بخطاب مهزوم و مهترئ يترنح صاحبه بين توبة زعيمه و موكله و تصالحه مع مشايخ الإقطاع و الإفتاء ، متخبطا بين كل موجة شاردة و مرتدة يتلقف طرف الخيط الذي باع ، مضيعا بوصلة النضال و سقف المطالب الإنعتاقية التحررية الذي وصلنا إليه في السنتين الماضيتين ، ليخرج النظام و أدعيائه بفوز ثمين دون كبير عناء أو كثير تكلف..
فمنذ متى كان( برنامج في الصميم ) و قضية (سجن ولد أبيبكر) و (جواز سفر )صال زكريا و (مدرسة نسيبة) و دهاليز (محاكم نواكشوط )، هي باكورة نضال الحركة الإنعتاقية و سنام قضية شعب لحراطين العظيم التي يمتد تاريخها الأكثر من تسعة قرون ؟! 
وهل كنا نبذل النفس و الاهل والصحة و المال و العمر ، ونجوب الأدغال و الوديان و الأحراش و الأرياف و آدوابه ، و نعبر المحيطات و القارات ليفرج عن برنامج في الصميم؟!
الذي لم يخصص حلقة واحدة لحملتنا الانتخابية و لا لمحاكماتنا و لا لمعاناة شعبنا في الكبات و الكزرات و آدوابه شمامة و الضفة و الحوضين،.
ام ان سفر جبر يل صال زكريا الذي لم يمبث في حياته بكلمة واحدة في حق العبيد ( عند البيظان حين كان مديرا أمنيا ) ولا عند الزنوج حين أصبح حرضا ملقيا هي المهمة ؟!.
أم أن جيش الحرسي المتقاعد الذي سلم سلاحه و الذي طال ما هاجم رموز وقادة لحراطين هو من سيحرر العبيد و ينصف شعب لحراطين ؟! . 
أف لكم .. ولما تلهثون خلفه أيها الانتهازيون المتاجرون بالقضية و المصير .... إن هي إلا دريهمات وتجارة سيارات و بيع إطارات مستعملة ... تلك التي جعلتكم تخذلون، الأم الحرطانية البالية و الأخت الباكية و عرق وعضلات الشيوخ و الشباب الحراطين العاطية .
أين أنتم من آهات و أنين أم .. و أخت .. و بنت .. جافية في ضيعة سيدها الخاوية ؟! 
أين دموع و عرق و دماء أطفال و شباب و شيوخ لحراطين التي ضاعت بين مآدب الشيخ و مواخر الزعيم و مزارع و حقول و واحات و مؤسسات و موانئ و مخازن اﻹقطاع ؟! . 
أين ريع الدعاية والتحصيل بحالة ( هابي رباح و امباركة منت أساتين و الطفلين سعيد ويرك )، ؟!
ام أن وديعة و جبريل و بيبكر أقرب منهم لذاكرتكم في هذا المقام الموعود و المنتظر منذ ردح من الزمن ، بعد تأمين تذاكركم و مقامكم و عيشكم و ذكركم وذكر زعيمكم ، على حساب قضيتهم و صورهم وماساتهم الباقية ، لتضيع في النهاية القضية و احلام الأجيال النقية و طموحات البقية ، بين النوازع البرامية و الانتهازية المرزوكية و الرعونة الديكوا هنونية ، إلى حين دورة أخرى مؤاتية أعدكم إنشاء الله على أن لا تدور على بقية منكم باقية .

نقلا عن صفحة الكاتب  السعد ولد لوليد