الشروق ميديا - نواكشوط| أعلنت واشنطن عن تأييدها لخطة الحكم الذاتي بالصحراء الغربية المتنازع عليها، واصفة إياها بأنها "موثوق بها وواقعية"، حسب ما جاء على لسان المتحدث باسم البعثة الأميركية في الأمم المتحدة كيرتس كوبر على حسابه على "تويتر"، يوم أمس السبت.
وهو ما وصفه بعض المحللين، "انتصارا للمغرب في سياق الخلاف المتصاعد بين الرباط والأمم المتحدة، على خلفية تصريح أمينها العام بان كي مون"، التي وصفها المغرب أنها "لم تعد محايدة في الصراع بشأن الصحراء"، محذرين في نفس الوقت من أن "يتحول بان كي مون إلى شجرة تخفي الغابة".
وقال اليزيد البركة، المحلل السياسي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن "موقف بان كي مون غير المحايد ما هو إلا مؤشر على خطط ومؤامرات تحاك ضد الوحدة الترابية وأنها ستبقى مستمرة"، داعيا إلى "تشكيل جبهة صحراوية سياسية وعسكرية شعبية من كل المشارب والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية والشبيبية والنسائية بالأقاليم الصحراوية فضلا عن المثقفين بالمنطقة، تعبر عن الاتجاه الوحدوي بالمنطقة، وتشتغل باستقلال عن الدولة في مواجهة دعاة الانفصال".
من جهته اعتبر البشير الدخيل القيادي السابق في جبهة البوليساريو، في تصريح لـ"العربية نت"، أن "المئات من الصحراويين من مثقفين وسياسيين ومجتمع مدني، لهم الحق في الترافع عن القضية الوطنية في المحافل الدولية بما ينسجم مع الحق والتاريخ". مشيرا إلى أن "نخب الساكنة الصحراوية وفعالياتها السياسية والاجتماعية ملمة بالملف ولها المشروعية السياسية والنضالية والتاريخية للحديث باسمهم، عكس جبهة البوليساريو التي لا تمثل إلا نسبة ضعيفة من دعاة الانفصال" .
وأضاف الدخيل أن "أبناء الصحراء ممن قدموا تضحيات جسام في سبيل الوحدة الوطنية، لهم الجاهزية لقلب مجموعة من المعادلات وفضح مناورات الخصوم عبر خطاب ذي قوة إقناعية بتفكيك خطاب المظلومية، الذي يتاجر بالمأساة والمعاناة الإنسانية التي فرضت على المحتجزين بمخيمات تيندوف".
واعتبر الدخيل، أن المغرب "أخطأ حين قبل التفاوض مع جبهة البوليساريو، الشيء الذي أعطاها دورا أكبر من حجمها، داعيا في ذات السياق إلى تقييم جميع المبادرات لأجل بناء استراتيجيات فعالة وناجعة، إعلامية وسياسية وتشاركية، داعمة للمقترح المغربي الهادف إلى إيجاد حل سياسي في إطار الحكم الذاتي لجهة الصحراء في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية" .
واستبعد البشير الدخيل، أن "يتقدم بان كي مون في آخر ولايته بمقترح إجراء الاستفتاء بالصحراء، الذي استحال تطبيقه على الأمم المتحدة نظرا لصعوبة تحديد الجسم الناخب"، مشيرا إلى أنه "قبل خروج الاستعمار الإسباني كان عدد الساكنة لا يتجاوز 74 ألف نسمة سنة 1975، وبالتالي فإن المشكلة التي واجهت الأمم المتحدة كانت في تحديد الهوية من هو الصحراوي؟"
وأبرز المتحدث، على أنه "بعد ترسيم الحدود من طرف القوى الاستعمارية الأوروبية، تم تقسيم هذه القبائل بحكم الأمر الواقع، حيث استقر بعضها الذين كان أغلبهم رحل في كل من شمال مالي وجنوب الجزائر وشمال موريتانيا والمغرب. إضافة إلى ما تبع ذلك من هجرة بعض القبائل من المنطقة شمالا لباقي المغرب بعد الحرب الإسبانية ضد المقاومة".
"الآن بعد أربعين سنة، لم تقم الجزائر (الدولة المسؤولة عن اللاجئين فوق ترابها الوطني حسب القانون الدولي) بإحصاء ساكنة المخيمات، فكيف لها وللبوليساريو أن تطالب بالاستفتاء، إنها مجرد مناورة لربح الوقت وللالتفاف على المقترح المغربي الداعي إلى حكم ذاتي في إطار جهوية متقدمة، فضلا عن إطالة المشكل لأجل الاستمرار بالمتاجرة بمأساة المحتجزين الإنسانية"، يقول الدخيل.