الشروق ميديا - اترارزة| دفعته الوضعية المادية إلى ترك مقاعد الدراسة مبكرا، ليدخل طابور الباحثين عن عمل يكسب من خلاله قوت يومه، في بلد ترتفع فيه أرقام البطالة والتسرب المدرسي سنويا بشكل مقلق، فكانت مهنة النقل البري أقرب شيء إلى نفس الشاب اتقانَ ولد سعدبوه؛ وسريعا أصبح أحد فتيان المهنة بامتياز في مدينة تكنت .بولاية اترارزة جنوب موريتانيا 
اتقان ولد سعدبوه شاب من موليد العام 1991، وهو من أبناء قرية النمجاط التابعة لبلدية تكنت، والتي بدأ مشواره التعليمي من ابتدائيتها، قبل التحاقه بمدارس تكنت، ليودع مقاعد التعليم سريعا بفعل قهر الظروف المعيشية، التي لم تعد تسمح له بمواصلة دراسته .
سنة 2014 وبعد استغلاله لسيارة تحصَّل عليها إثر قرض من طرف بعض أفراد الأسرة والأصدقاء، دخل على خط النقل البري بين مدينة تكنت والقرى المجاورة لها، حيث كان دخله اليومي في البداية لا يتجاوز 1000 أوقية، قبل كسبه لشبكة علاقات وأصدقاء في المجال، ليتحسن الدخل تدريجيا، إلى أن وصل في أفضل أوقاته إلى 4000 أوقية يوميا . حسب قوله
يؤمن اتقان بمهنته ويفتخر بها كثيرا.. في وقت يؤمل العودة إلى مقاعد الدراسة؛ حيث يحضر الآن للترشح لامتحانات الباكلوريا للعام الدراسي الجاري .
وعن ظروف العمل يجيب اتقان: “نطالب البلدية التي تقتطع منا شهريا 600 أوقية، أن توفر لنا مكانا مناسبا يمثل محطة للنقل، بدلا من المساحة الحالية، المطلة على الشارع، والتي تسد على المحلات الجارية الطريق، وتزيد من الضغط داخل المدينة” .