الشروق ميديا - اترارزة| بينتا الشيخ كي ..
إسم يرِد كلما دار الحديث عن (الإنسان المثال) في الجدية والأخلاق والتواضع والاستقامة، ويجري الحديث عنه بإسهاب مع مطلع كل عام تعليم جديد، داخل مدينة تكنت ذات النمو الديموغرافي الصاعد، والحاجة المتزايدة لإصلاح القطاع التربوي .
سيدة استطاعت من خلال ما تتمتع به من روح اجتماعية جذابة وتعاط ثقافي مرن، أن تحجز لنفسها مكانة خاصة لدى كل أم وأب يستشرفان لفلذات كبديهما مستقبلا رياديا بين صفوف التلاميذ خلال المرحلة الأساسية، بل وتمكنت من أن تجعل براعمَ مدرستها ينظرون لها مبكرا نظرة والدة حنون؛ منها يستلهمون؛ وعنها يأخذون؛ وبها يتألقون .
بينتا الشيخ كي..
سيدة من مواليد 1969 بمدينة كرمسين جنوب غربي الضفة الموريتانية، حيث تتمازج الثقافة بألوانها السريالية الفلكرولية الآسرة.. خيمة حسانية.. ولسان بولاري.. وشهامة فولانية.. وقصة عروبة إفريقية ضاربة في التاريخ .
نهلت السيدة جيدا من محيطها المحافظ، قبل أن ترضع ثديا آخر بطعم إكيدي ذي نكهة شمامية مغايرة.. ما ساهم في تسلحها بقوة اللغة واتساع ثقافة التكيف مع الآخر، فكانت “من الذين يألفون ويؤلفون” . يعلق أحدهم
بينتا الشيخ كي.. هي الآن مديرة مدرسة تكنت رقم 1، المدرسة التي حافظ تلاميذها على الصدارة في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية على مستوى ولاية اترارزة منذ العام 2009-2010، ما جعلها وجهة أولية عند مختلف الأسر في المدينة .
تزاول بينتا كي التعليم في مدينة تكنت منذ العام الدراسي 1999-2000، حيث عملت كمدرِسة في المدرسة رقم 1 طيلة عامين على التوالي، قبل إنشاء المدرسة رقم2 التي تولت إدارتها على مدى ثلاث سنوات، عادت بعدها إلى المدرسة1 في خضم سياسة مضايقتها من طرف إدارة التعليم وقتها 2007، ليستقر الحال على حاله 27 شهرا، عادت بعدها وتحديدا العام 2009 إلى إدارة مدرسة تكنت رقم 1 ومنها إلى الآن .
ورغم التقدير والاحترام الذي تحظى به بينتا في القطاع التربوي، والعطاء الكبير الذي قدمته لأجيال من أبناء تكنت، إلا أنها لم تحظى بأي تكريم رسمي طيلة مسيرتها الحافلة، عدى شهادة تقدير منحها موقع “المذرذرة اليوم” الخصوصي لها سنة 2012، أو شهادة تثمين من مفتشية التعليم العام الماضي 2015 .
تقول بينتا كي في رد على سؤال لموقع تكنت حول سر الحب الذي تُحظى به من طرف سكان تكنت، تقول إنه “عائد إلى الثقة الزائدة من طرفهم مشكورين”، متمنية في الوقت ذاته “مواصلة القفزة النوعية في مجال الإقبال على العليم في تكنت” . حسب وصفها