لم تعجبني إطلاقا طريقة صالح ولد حننه في سرده للجزيرة وقائع المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها وزملاؤه في العام 2003. ولا أخفي أبدا استيائي من غمزه من قناة بعض رفاقه الأساسيين مثل الرائد السابق محمد ولد شيخنا، لكننا في غياب أي صوت إلا صوت صالح منذ عودة الضباط من المنافي وخروج السجناء منهم من السجن نبقى ملزمين بعدم الاندفاع وراء ما نريد "نحن" أن يكون الحقيقة ( أتحدث هنا من منطلق خاص جدا)..
حينما أراد "الفرسان" تشكيل حزب سياسي كان صالح الحقيقة الصعبة الوحيدة التي بقيت في الميدان.. لم يتحدث شركاؤه واكتفوا بالابتعاد عنه، بعضهم إلى السلطة والبعض الآخر إلى المعارضة..
لقد بدأ صالح يكتب تاريخ المحاولة الانقلابية قبل شهادته للجزيرة؛ وظل الفاعل الوحيد باستثناء إضاءات هنا وهناك من بعض الأشخاص الأقل حضورا في التنظيم العسكري السابق...
وجاءت "شهادة للتاريخ" الصادرة أمس عن النقيب السابق عبد الرحمن ولد ميني شهادة لصالح ولد حننه بهذه الطريقة أو تلك.. وعلى الذين يجدون أن ولد حننه كذب في ما قال أن يسهموا في كتابة تاريخ "الفرسان" في شكل مقنع وأن يسرعوا بذلك...
وفي الختام: صالح رجل سياسي تمكن - شاء الرافضون أم أبوأ- من أن يجعل من نفسه الزعيم الفعلي لتلك الحركة الانقلابية التي نالت تعاطف الموريتانيين.. وهي صورة لن يمحوها إلا سيل من الحقائق الدامغة فعجلوا بها أو اعترفوا للرجل بمكانته...