يعيش أكثر من خمسة آلاف من الحمالة طروفا صعبة منذ عدة أشهر في ميناء الصداقة أو ميناء الإستعباد علي الأصح .قبل ثلاث سنوات من الآن انتطم هؤلاء العمال تخت لواء "النقابة المهنية للحمالة" و تم توقيع إتفاق أشرف عليه الوزير الأول الحالي حين كان يومها وزيرا للتجهيز و النقل ..
و قد تم الإلتفاف علي معطم بنود ذلك الإتفاق بإستثناء نقطة واحدة تتعلق بزيادة سعر الحمل بالنسبة للطن الواحد.
و رغم أن البنود الأخري لم تري النور إلا أن الحمالة استبشروا خيرا بتلك الزيادة الطفيفة التي استحدثت , إلا أن الطرف الآخر (التجار) و علي رأسهم السيد سيد محمد ولد غده ابن عم الرئيس الموريتاني فرض صيغة لإخراج البضاعة من الميناء علي متن حاويات (سورتي – تي – سي) مما يعني ان الحمالة لم تعد لديهم ايه فرصة للإستفادة , حيث يبقى الحمال اكثر من شهرين ينتظر دوره للعمل ذلك الدور الذي قد لا ياتي البته لأنه لم تعد هناك بضاعة للحمل!
اذا بقيت آلاف الأسر الموريتانية بدون أي دخل مما يندر بوقوع كوارث في الميناء و الرياض و باركيول و ألاك و كل آجوابة و القري النائية , لأن الحمالة من فئة واحدة كلهم ( احراطين) حملهم التجهيل و الإقصاء و الغبن إلي استخدام رؤوسهم لحمل الأثقال بحثا عن خبزهم من خلال الأعمال الشاقة ( انظر مقال محمد فال سيد ميله القديم عن الحمالة"سامحينا يا أمعاء العبيد") .
رغم ان النظام الحالي حمل شعار الإنحياز للفقراء فإن هؤلاء العمال الذين يمثلون فعلا أبشع آثار الرق وجدو أنفسهم في العراء حيث لا عمل و لا دخل و لا حتي متعاطف , لقد قرر الحمالة الإحتجاج عند مدخل الميناء للفت أنظار السلطات إلي المأساة التي يعيشون و تذكير الوصاية بالإتفاقيات التي تم توقيعها معهم و التي لم تطبق مثلها في ذلك مثل كل القوانين و الإتفاقيات التي يفتخر بها النظام الحالي , لكن رد فعل السلطات كانت كالعادة بالقمع و الضرب و السحل رغم أن الحمالة كلهم عجزه مما أدي إلي وفاة أحدهم!!
اللافت في هذه القضية أن الإعلام (الفئوي) لا يعيرها أي إهتمام و المعارضة منشغلة بالتنديد بتصريحات وزراء لا حولة لهم و لا قوة , حول تغير للدستور لا مفر منه حين يريده الجنرال أما السلطة و رئيس التجار (بدل الفقراء) فله مشاغل أخري اهم من وضعية لحراطين الحمالة في ميناء الصداقة, فهو البحث عن اقصر الطرق المؤدية إلي مؤمورية ثالثة و أقلها ثمنا , و هو الواثق كل الثقة بأنه يملك كل المفاتيح للوصول إلي ما يريد ... و علي الحمالة السلام!
يجب علي السلطات أن تأخذ مسألة الميناء علي محمل الجد و تتدخل بسرعة لمنع خروج البضاعة عن طريق الحاويات و ذلك من خلال فرض غرامة علي كل حاوية تخرج تدفع للفرق التي عليها الدور.
ابراهيم بلال رمضان نائب
رئيس إيرا سجين رأي