لأول مرة في العالم يختفي رئيس دولة، ويتوارى عن الأنظار دون سابق إنذار، مثلما وقع لبلادنا موريتانيا التي اختفى رئيسها محمد ولد عبد العزيز، في أيام العيد، حيث كان من المفترض أن يلقي خطابا يهنئ فيه الشعب بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك كما جرت العادة في كل مرة..
غير أن الرئيس وحكومته وحزبه، والناطقين باسمه جنحوا إلى الخشوع والصمت، وفضلوا التكتم على مكان وجوده، وعلى وضعه الصحي، تاركين الرأي العام الوطني في حيرة من أمره، وفاتحين بابا لا طائل من ورائه للشائعات والأكاذيب..
فأنصار الرئيس ومحبيه يؤكدون أنه بصحة جيدة، حيث يقولون تارة إنه يوجد في فرنسا لأخذ قسط من الراحة والاستجمام، وتارة في المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج بعيدا عن الأنظار والرياء..
فيما تناقلت بعض المواقع الإخبارية صورة قالت إنها حديثة من الرئيس، إلا أنها لم تقنع الرأي العام كما لم تقنعه رواية وجوده في المملكة..
أما مناوئي الرئيس ومن يريدون زواله وزال حكمه، فيجزمون أنه تعرض لوعكة صحية قوية، وأنه يخضع لعملية جراحية دقيقة في فرنسا، قد يستغرق الاستشفاء منها أسابيع طويلة، بعد أن نصحه الأطباء بضرورة الحفاظ على صحته، وعدم إجهاد نفسه في الأسفار وشؤون الحكم.
بينما فضلت المعارضة الصمت حيال الموضوع لكي لا تقع في الأخطاء التي سبقت وأن وقعت فيها أيام حادثة 13 من أكتوبر.
وبين هذا وذاك يبقى المواطن البسيط مغيبا عن الحقيقة، ولا يجد من يجيبه على أشئلة كثيرة، منها:
أين الرئيس؟ ماهو وضعه الصحي؟
متى سيعود؟
وهل سيطول غيابه؟
من يدير شؤون البلاد في ظل غيابه؟
وما الضير في أن تعلن الحكومة للرأي العام الوطني حقيقة وضع الرئيس؟ فليس من العيب أن يخضع لعملية جراحية، كما أن من حقه أن يقضي بضعة أيام من أجل أخذ قسط من الراحة..فلماذ التكتم إذن على هذا الأمر؟
وفي ظل رزمة الأسئلة هذه توضع الحكومة الموريتانية على المحك خلال الـ24 ساعة القادمة، التي من اللازم أن تعلن فيها الحكومة أسباب ودوافع اختفاء الرئيس، أو تدعوه إلى الظهور بمقابلة أو تصريح، أو صور مقنعة للرأي العام الوطني والدولي.
بقلم: عزيز ولد الصوفي
صحفي