أعمر كان تلفزيونا لوحده يستحق المتابعة والمشاهدة/محمد الأمين محمودي

ثلاثاء, 2016-04-19 12:30

عرفته مقدما لنشرات الأخبار وللبرامج المهمة في تلفزيون لايهم فيه الا الحضور المتميز للشاب اعمر ولد بوحبيني .

كنت اقلده وهو يقدم النشرة،احاول تقليد البحة التي تميزه،كم قدمت من نشرة اخبار للأطفال بطريقة اعمر،والسهرة الرمضانية بطريقة اعمر.

مضت الأيام وكبرت ككل الآدميين لأدرك ان اعمر كان لونا في صحافتنا،كان يقدم بلكنة جنوبية،وبطريقة جنوبية،وكان مشاهدوه والمهتمون به من كل جهات البلاد لأنهم يريدون شخصا يعيش بدون تمثيل،يريدونه بهذه الطريقة العفوية،يريدونه كنتاج لثقافتين عريقتين..سحر الألباب لعقود،كان اعمر لوحده تلفزيونا يستحق المتابعة والمشاهدة دون ملل..ثم كان ان توغل في بلاده فارتبط بعلاقات خاصة مع جميع ساكنة موريتانيا فازداد تشكلا وتنوعا لتولد ثقافة جديدة لدى الرجل انها ثقافة الوطن بجميع مكوناته.

هنا اتذكر الرجل الذي حج الديار المقدسة اربع مرات وفي احداها كان موفدا للتلفزيون فجاءت مراسلته الشهيرة التي بكى فيها وابكى مشاهديه حيث لم يتمكن من اكمالها لقوة الخطب وشعور الرجل بأنه في مكان وزمان مختلفين.

اعمر كان مؤمنا،صابرا، ظريفا، مثقفا خفيف الظل،لطيفا،رائعا،ساحرا،عارفا بموريتانيا،كان ملهما للكثيرين.

لكنه مات اليوم دون ان يشعر محبوه بمرضه فقد صبر واحتسب، لن نشاهده مرة ثانية على شاشاتنا ولن نسعد به ومعه فقد انتهى وذهب الى حيث منتهى الرحلة ومبتدأ رحلة اخرى سيحسب له فيها انه كان مؤمنا، برا بوالديه عطوفا رحيما بهما،سيحسب له فيها انه ادى فريضة الحج مرات،وسيحسب له فيها انه لم يغتر بزخرف الحياة وكان مظنة لذلك بشبابه وقدراته وحب الناس له، فظل بسيطا حتى رحل،وفي الحساب ايضا ولعلها الأهم ان الله غفور رحيم بعباده..

اللهم ارحم عبدك اعمر ولد بوحبيني وادخله فسيح جناتك وتقبله برحمتك وببره وايمانه فوحدك القادر على ذلك. وانا لله وانا اليه راجعون

محمد الأمين محمودي

اقرأ أيضا