الشروق ميديا - نواكشوط: أوفدت الحكومة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، وزيرها للشباب والرياضة الهادي ولد علي، إلى مدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، وهي كبرى المناطق التي ينطق سكانها باللغة الأمازيغية، لإقناعهم بمقاطعة المسيرة التي دعا إليها التنظيم الانفصالي "حركة الحكم الذاتي بالقبائل"، غدا الأربعاء.
وقال مصدر حكومي لـ"العربية.نت"، إن الوزير الأول عبد المالك سلال اجتمع مع الوزير ولد علي قبيل انطلاقه إلى تيزي وزو، وشدَد عليه بأن يجند الجمعيات والتنظيمات والأحزاب الموالية للحكومة، التي تملك مناضلين بالمنطقة، لإجهاض المظاهرات التي تريدها المنظمة لانفصالية حاشدة.
وذكر نفس المصدر أن قوات الأمن ستتواجد بكثافة في كل ولايات القبائل، التي يفترض أن تشهد مسيرات، وهي البويرة (100 كلم شرق) وبجاية (250 كلم شرق)، وذلك بغرض الحؤول دون وقوع أعمال عنف.
وجاءت الدعوة إلى المظاهرات، بمناسبة مرور 36 سنة على الصدام الدامي المشهود الذي وقع بين قوات الأمن، ونشطاء "الحركة الثقافية البربرية"، الذين خرجوا يومها في مسيرات للمطالبة بالاعتراف بـ"الهوية الأمازيغية للجزائر". ولم يرفع أحد آنذاك شعار الانفصال. وقال الوزير الهادي ولد علي، الذي كان عضوا بارزا بـ"الحركة البربرية"، لصحافيين اليوم، أن السلطات "لا ترى جدوى من تنظيم مسيرة، طالما أن الأمازيغية أصبحت لغة رسمية في الدستور الجديد".
ويتزعم "حركة انفصال القبائل"، شخص يدعى بوعزيز آيت شبي (43 سنة) يقيم بتيزي وزو، وهو على اتصال دائم برئيس "حكومة القبائل" فرحات مهني، الذي يقيم بفرنسا. وقال مهني في مظاهرات بباريس الأحد الماضي، شارك فيها دعاة انفصال منطقة القبائل، أن "مسيرة 20 نيسان/إبريل بالجزائر ستكون للمطالبة بكيان مستقل عن بقية مناطق البلاد، وليس للاعتراف بالثقافة الأمازيغية".
وأثار مهني جدلا العام الماضي، عندما زار "المجلس التمثيلي للهيئات اليهودية بفرنسا" والتقى برئيسه ريشارد براسكييه، وبحث معه "القضايا التي تهم الشعب اليهودي والشعب القبائلي"، بحسب بيان صدر عن "المجلس" بباريس. وتثير كلمة "الشعب القبائلي" حساسية كبيرة لدى السلطات وقطاع من الجزائريين.
وتتحاشى الحكومة الدخول في مواجهة مع دعاة الانفصال، للحؤول دون ظهورهم في صورة "أقلية إثنية تتعرض للقمع". ولكنها تحرص بشدة على وضع حدود لمساعيهم في نشر أطروحة الانفصال، التي لا تحظى بتأييد كبير في ولايات القبائل. ولا يتعاطى الإعلام المحلي مع هذا الموضوع في الغالب، وإذا فعل يشن هجوما.