الشروق ميديا - اترارزة: اختتمت الليلة البارحة في قرية التيسير 3 كلم شمال شرقي مدينة تكنت في ولاية اترارزة بالجنوب الموريتاني، فعاليات مهرجان براعم المديح، في نسخته الأولى التي حضرها جمهور واسع من العلماء والأئمة والمثقفين والسياسيين والإعلاميين، إلى جانب ممثلين عن المنتدى العالمي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووفد من زاويتي الهادي ولد سيدي مولود فال، والشيخ محمد الأمين الجكني، إضافة إلى مشاركين من محاظر من ولايات موريتانية مختلفة .
وقد شهدت السهرة استعراض عدد من القصائد المديحية لمجموعة من شيوخ وعلماء الطريقة الصوفية – العقيدة الأشعرية، قدمها 20 طفلا من براعمة المهرجان بأسلوب وحضور رائعين على الخشبة، نالا تفاعل وإعجاب الجمهور الحاضر، الذي أشاد بهذا المهرجان الأول من نوعه للأطفال من الفئة العمرية 7 سنوات إلى 13 سنة .
وقال مدير المهرجان أبو محمد ولد محمد الحسن ولد أحمد الخديم، خلال كلمة الافتتاح: ” أنتم الليلة في ضيافة قرية التيسير دوحة المجد والمثل والقيم المعرفية، حيث يبلغ العلم النافع أوجه ازدهاره، فينهل منه طلاب العلوم الشرعية والعربية من كل القارات والجنسيات والإثنيات”، مردفا “هنا تزهو العقيدة الأشعرية ويزهو تصوف الجنيد ويتألق فقه الإمام مالك” .
وأوضح أبو محمد أن أطفال اليوم هم أجيال المستقبل وهم أمانة في أعناق الآباء والمربين، في عالم تتعدد فيه أنواع التفاعلات والتأثيرات وتتشابك فيه العلاقات وتتنامى فيه العوامل والوسائل المؤثرة في تربية الإنسان وتوجيهه، الأمر الذي دفع إلى تنظيم هذا المهرجان “الغير مسبوق في شكله ومضمونه، ليمد جسور الصلة بين الطفل وخانته من خلال الصفات الخلقية والخلقية، للنبي صلى الله عليه وسلم، الباعثة على اتباعه والاقتداء به واستشعار مكانته وقربه من الله” .
وخلص مدير المهرجان إلى الإشارة إلى أن براعم المديح لم يأتي ليضيف رقما جديدا إلى قائمة المهرجانات الوطنية أو الدولية ذات الصلة، وإنما ليحقق مجموعة أهداف منها تنشئة جيل مقتنع بقيمه، إضافة إلى تفجير الطاقات الإبداعية عند الأطفال ما بين سن السابعة والثالثة عشر، فضلا عن معالجة محبة النبي صلى الله عليه وسلم من زاوية حداثية . وفق قوله
ودعت رسالة المهرجان على لسان أحد الأطفال، إلى تقوية أواصر الوحدة الوطنية، مضيفا “إننا نحن الأطفال نريدكم أن تبلغوا عنا أن مواطنينا يحتاجون أكثر من أي وقت مضى، إلى رش لهب الخلافات بماء الرحمة والتقارب والمحبة، من أجل بناء صروح مستقبل يعمه السلام، إن أطفال المهرجان من هذه القلعة العلمية الراسخة، يناشدون الفاعلين بأن يسعوا جديا إلى ترسيخ كل ما من شأنه زيادة لحمة الموريتانيين، وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه توسعة الفجوة وتعميق الشرخ” .
وقال براعم المديح إنهم يريدون العيش كرجال في مستقبل ديدنه العدل، لا سيد فيه إلا العدل ولا مشاغل فيه غير التنمية ولا عدو فيه غير بؤر التخلف وأسبابه .