أيها السيدات و السادة:
في بداية كلمتي هذه لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إقامة هذا المؤتمر لقضية أخي العادلة , و أخص بالذكر صاحب المبادرة السيد النائب Brake و من خلاله إلي كل النواب الذين شرفونا بحضورهم هذا المساء .
كما أشكر كل الناشطين و ممثلي الهيئات الحقوقية و أخص بالذكر الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ACLU و منظمة العفو الدولية و اللتين تبنتا قضية أخي و جعلتاها علي رأس الأولويات .
كما أني سأنتهز فرصة هذا الجمع لأقدم من خلاله جزيل الشكر لآلاف الأشخاص حول العالم و الذين تعاطفوا مع أخي وعبروا صراحة عن رفضهم لسجنه الظالم. باسم محمدو و باسم عائلته و باسم الشعب الموريتاني أقول لكل هؤلاء شكرا لكم , شكرا لكم.
كلي أسف لعدم حضور السفير الأمريكي و رفضه دعوة النائب Brake , تمنيت فقط أن يكون معنا هنا و يسمع الحقيقة و يقول ما لديه. و بالمناسبة أتقدم بجزيل الشكر إلي السفارة الموريتانية في المملكة المتحدة لقبول الدعوة, و من خلالكم أرحب بسعادة المستشار.
أيها السيدات والسادة :
ضيق الوقت لا يسمح بسرد قصة أخي , و اعتقد أني لو جلست أياما أتكلم عن هذه المعاناة ما كنت لأفيها حقها . إن ما حدث لأخي باختصار هو ما عبر عنه هو بنفسه في كتابه إنها "عملية اختطاف". لم يعتقل أخي في منطقة نزاع مسلح و لا متلبسا بجريمة بل اعتقل في وطنه و أمام عائلته و سلمته سلطات بلاده في عملية سرية لم تتبع فيها أبسط المعايير القانونية.
رُحل إلي سجن سري في الأردن لمدة 8 أشهر ثم بعد ذلك إلي باغرام بأفغانستان ثم أخيرا و صل إلي غونتانامو في اغسطس 2002 و لا يزال هناك حتى اليوم , و في كل هذه المحطات تعرض أخي للتعذيب.
كثيرا ما يسألني البعض هل أنا غاضب من حكومة الولايات المتحدة ؟ الواقع أني لست غاضبا منها كما أني بالمقابل لست مسرورا ولا راضيا بأفعالها, كلما أستطيع قوله أن سجن غونتانامو أثبت للعام أن الحكومة الأمريكية لا تهتم لتطبيق القانون , و أن شعاراتها من أجل الحرية و حقوق الانسان هي شعارات جوفاء.
لقد ذهل العالم من هول ماجري في سبتمر, ولقد صدمت شخصيا من هول الكارثة و تألمت لما حدث وحزنت لمعاناة أهالي الضحايا, والواقع أني أتفهم مع صدمة و دموية تلك الهجمات الإرهابية أن يجد البعض عذرا للولايات المتحدة في احتجاز أي مشتبه به , لكن أن يستمر الأمر بعد كل هذه السنين, و تواصل الحكومة الأمريكية احتجاز الأبرياء لأجل غير مسمي , هذا ما أعتبره أمرا ظالما و مشينا. الولايات المتحدة و بكل بساطة تخلت عن قيمها الحضارية و انصاعت وراء أوهام "المخاوف المحتملة"
لقد قامت الولايات المتحدة و هي من تعتبر نفسها رائدة العالم الحر باستغلال ضعف و فساد الحكومة الموريتانية كي تخطف أخي و تمارس عليه أبشع أنواع الإختفاء القسري . لقد أمضي محمدو أكثر من سنة و عائلته لا تعلم في أرض هو ! و لا أستطيع أيها السادة أن أعبر لكم عن الكم الهائل من الكذب و الخداع الذي قام به النظام الموريتاني الحاكم أنذاك كي يخفي قبح جريمته.
أيها السيدات والسادة :
في 2010 برأ قاضي فيدرالي أمريكي ساحة أخي و أمر باطلاق سراحه , لكن المؤسف أن إدارة أوباما التي وعدت بإغلاق غونتانامو هي نفسها التي استأنفت قرار القاضي و واصلت احتجاز أخي لأجل غير مسمي .
أيها السيدات و السادة :
أخي شخص لم يرتكب أي جريمة و أول من يدرك هذه الحقيقة هي الحكومة الأمريكية ! لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا علي شخص بريئ أن ينفق 15 عاما في السجن دون أن توجه إليه أبسط تهمة ؟ ثم لماذا لا يزال هناك ؟؟
رغم كل ما عاناه ذكر أخي أنه قد صفح عن الجميع و أكد مرارا أنه لا ينوي مقاضاة أحد , أحب فقط أن اننوه أننا في العائلة ارتأينا هذا الرأي و نحن مستعدون لفتح صفحة جديدة و نسيان الماضي في اليوم الذي يخرج فيه محمدو إلي النور .
أعتقد أنه حان الوقت كي ننهض جميعا و نعمل كي يعود محمدو للبيت , محمدو بحاجة أن يخرج و يستأنف حياته من جديد .
أيها السيدات والسادة :
في الختام أجدد لكم الشكر والتقدير و أتمني أن نري قريبا محمدو حرا طليقا
شكرا لكم