أدى ارتفاع مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الهواء بسبب النشاط الصناعي إلى نمو هائل للأشجار وغيرها من النباتات.
وقالت دراسة حديثة إن الأوراق شديدة الخضرة تنمو نتيجة ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الهواء إلى حدٍ يمكن معه أن تغطي ضعف مساحة الولايات المتحدة.
لكن المهتمين بالمناخ حول العالم يرفضون مجرد التفكير في أن يكون لثاني أكسيد الكربون أي فوائد لكوكب الأرض.
في المقابل، يقول علماء إن أثر تلك الانبعاثات على الخصوبة يتلاشى بمرور الوقت.
كما يحذرون من أن إيجابيات ثاني أكسيد الكربون تتضائل مقابل السلبيات التي تنتج عن ارتفاع مستوياته في الهواء.
وقال رانغا مينين، الأستاذ بجامعة بوسطن والمشرف على الفريق البحثي المعد لهذه الدراسة، لبي بي سي إن نمو الأشجار شديدة الخضرة لن يعوض الأرض عن الأضرار التي تنتج عن الاحترار، وارتفاع منسوب مياه البحار، وانصهار الجليد، وتحمض مياه المحيطات، وفقد الجليد في البحر القطبي، ولن يحول دون تحقق التوقعات بعواصف استوائية عنيفة.
نُشرت الدراسة في مجلة "نايتشر كلايمت تشانج" بعد انتهاء 32 باحث من 24 مؤسسة بحثية من إعدادها في ثمان دول.
واستند البحث الحديث، الذي عُنون بـ "اخضرار الأرض ومحركاته"، إلى بيانات جمعها مجسين فضائيين حُملا على أقمار صناعية أمريكية هما موديس وآفار على مدار 33 سنة.
ورصد المجسان زيادة ملحوظة في درجة الاخضرار بنسبة تتراوح من 25 إلى 50 في المئة على الأراضي المزروعة، وهو ما يشير أيضا إلى تباطؤ في التغير المناخي، إذ تحصل النباتات على ثاني أكسيد الكربون من الجو.
وأشارت البيانات إلى أن 4.00 في المئة فقط من الأراضي المزروعة فقط هي التي فقدت ما كان عليها من نباتات.
Image copyrightThinkstock
Image caption
يرى علماء أن ثاني أكسيد الكربون أسهم في زيادة ازدهار النباتات على مدار سنوات
يتوافق ما ذهبت إليه الدراسة مع فرضية "غايا" للعالم المثير للجدل جيمس لافلوك الذي يفترض أن الغلاف الجوي، والصخور، والبحار، والنباتات تعمل معا كعضو واحد ذاتي التحكم. وتطلق الأوساط العلمية على ذلك "ردود أفعال"
وقال علماء إن العديد من العوامل تلعب دورا في ازدهار النباتات، من أهمها التغير المناخي الذي يؤثر في النبات بنسبة 8.00 في المئة، وزيادة النيتروجين التي تؤثر بنسبة 9.00 في المئة، علاوة على الاختلاف في الطريقة التي تُدار بها الأراضي.
لكن العامل الأساسي، وفقا لباحثين، هو استهلاك النبات لثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية في زيادة الخصوبة التي يتمتع بها، وهو ما يسهم في ازدهار النباتات بنسبة 70.00 في المئة.
ويعتمد النبات في نمو الأوراق الخضراء على ضوء الشمس، وثاني أكسيد الكربون، والمياه، والمواد المغذية التي تحتوي عليها التربة.
ولاحظ معدو هذه الدراسة أن الأثر الإيجابي لثاني أكسيد الكربون، والمتمثل في إسهامه في زيادة خصوبة النباتات، قد استخدم في وقت سابق من قبل من يرون أننا لسنا في حاجة إلى خفض انبعاثات الكربون.
وقال بيير فرايدلينجستاين، الأستاذ بجامعة إكستر البريطانية لبي بي سي إن امتصاص الكربون ضُمن بين العوامل التي درستها اللجنة الحكومية المشتركة للتغير المناخي وما وضعته من نماذج، لكن هناك مصدر واحد للقلق؛ هو مدى تأثير امتصاص هذا الغاز على التوقعات المناخية المستقبلية.
وأضاف: "من الممكن أن يتحول الكربون إلى موارد مفيدة إذا فقدت الأرض النسبه الأكبر منه المسؤولة عن الاحترار مقابل النسبة التي تسهم في زيادة خصوبة النباتات."