الشروق ميديا - نواكشوط| أكد وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، اليوم الثلاثاء خلال حوار مع مجلس نواب الشعب (البرلمان)، على "إن تونس تقيم علاقات جيدة مع جميع الدول العربية ودول المنطقة، بما فيها السعودية وايران ولبنان، وترفض أن تكون طرفا في أي محور، وتحرص على تغليب نهج الحوار لحل الإشكالات العالقة بالمنطقة".
وحول العلاقات مع الولايات المتحدة، أشار الجهيناوي إلى "وجود خلط لدى البعض بين مذكرة التفاهم المشتركة بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية، ومنح تونس صفة الشريك غير العضو في حلف الشمال الأطلسي (الناتو)".
كما نفى الوزير في ذات السياق "أن تكون تونس وافقت على اتفاقية عسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، تسمح للقوات العسكرية الأجنبية بالقيام بتدخلات عبر أراضيها".
وبخصوص الوثيقة التي تم إمضاؤها مع الجانب الأميركي، والمتعلقة بالتعويض عن خسائر الإعتداء على السفارة الأمريكية والمدرسة التعاونية الأمريكية في 14 سبتمبر 2012 ، بعد هجوم ارهابيين على السفارة، قال الجهيناوي "أنها لم تدخل بعد حيز النفاذ لإقتضائها إجراءات قانونية، من قبل مصالح رئاسة الحكومة".
وأضاف الوزير "بأن الحكومات المتعاقبة منذ سنة 2012، عبرت عن قبولها مبدأ التعويض للحفاظ على العلاقات المتميزة مع الجانب الأمريكي، ودرءا للآثار السلبية لعملية الاعتداء، واقترحت صيغة يتم بمقتضاها غلق الملف، بعد تمكين الجانب الأمريكي من قطعة ارض، عوضا عن المبلغ المالي المشط الذي تم تقديره".
وقال أن قطعة الارض مستغلة من قبل المدرسة التعاونية الأمريكية بتونس، بمقتضى عقد تسويغ ممضى من قبل وزارة املاك الدولة والشؤون العقارية، ورئيس مجلس مديري المدرسة، يمتد على ثلاثين سنة منذ سنة 1995.
أما بخصوص اشغال البناء الجارية على قطعة الارض، فقد أوضح ان وزارة الشؤون الخارجية، تلقت في شهر جويلية الفارط مكتوبا من النيابة الخصوصية لبلدية حلق الوادي، يفيد بموافقتها على طلب رخصة لإنجاز توسعة للمدرسة الامريكية بعد موافقة وزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية
وذكر الجهيناوي، بأن الإعتداء على السفارة والمدرسة الأمريكيتين من قبل مجموعات متطرفة، قد ألحق بهما أضرارا جسيمة، وأثر سلبا على العلاقات الأمريكية التونسية، وصلت حد مطالبة أعضاء من الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي إلى مراجعة العلاقات مع تونس، لإخلالها بإلتزاماتها وفق مقتضيات الإتفاقيات الدولية.
كما بين أن وزارته، قد امضت مذكرة اتفاق مع الجانب الأمريكي في شهر ماي 2015 ، تقضي بإبرام تسوية نهائية بين البلدين، يتخلى بموجبها الجانب الامريكي عن المطالبة بتعويض مادي، مقابل تمكينه نهائيا من قطعة الأرض التي يرغب فيها منذ سنة 2008.