حدثني أحدهم وهو يتقطع أسى وحسرة على واقع وطن يريد له الخير والنماء أن مستثمرين من إحدى الدول العربية الشقيقة قرروا الاستثمار في الجمهورية الإسلامية الموريتانية
وتم ترتيب الموضوع وتنسيق الأمر بالطرق اللازمة وشد المستثمرون الرحال إلى دولة من دول العالم الثالث تحتاج إلى الاستثمار وحركة رأس المال لما تتخبط فيه من عوز اقتصادي بين وأزمات بطالة خانقة تقتل الأمل وتزجي الألم في نفوس كثير من الشباب وتدفعهم لهجرات جماعية تحاكي أسراب النوارس في رحلاتها الأبدية
وفي أول خطوة على الأرض الموريتانية وعند البوابة الأولى لولوج العاصمة نواكشوط اصطدم المستثمرون بواقع لا يبشر بخير ولا يبعث على الطمأنينة ولا يدل على احترام القوانين والنظم وتلك هي الشروط الأساسية لرؤوس الأموال وأصحاب الاستثمارات الكبرى انطلاقا من أن رأس المال جبان، والاطمئنان للاستثمار يحتاج انضباطا في القوانين وانسيابا في المعاملات
في المطار كانت الفوضى تضرب أطنابها ورجال الأمن والمسؤولون عن النظام يضربون أخماس جوازات المقربين وأولى الحظوة بأسداس ويقدمون هذا ويرتبون الأمور لتلك في انتقاء مكشوف يفضح هشاشة الأنظمة وعبثية الواقع أو بلغتهم "حاميها حراميها"
في زحمة الفوضى وانشغال المسؤولين عن النظام بترتيب إجراءات الدخول للبعض على حساب الطابور
وفورا قرروا بملء إرادتهم إلغاء الاستثمار في بلد هذه بوابته وهذه عقلية موظفيه ورجال أمنه وبذلك خسر البلد أموالا واستثمارات كانت ستبل صدى البعض وتفتح المجال للبعض من من كتب عليهم أن يتشبثوا بتلك الأرض عجزا عن الرحيل أو حبا في البقاء مهما كانت النوائب والمصائب
هذه ليست سوى عينة بسيطة من حالات فشل المعنيين بالأمر والسلطات العليا في جلب المستثمرين والحرص على أن تكون واجهة البلد على الخارج معبرة عن دولة القانون ... وما زال في الجعبة الكثير.. رحل المستثمرون.. وسينكص مستثمرون آخرون. وسيجني المواطن البسيط ذلك بؤسا وشقاء وفقرا مدقعا...حدثني بعدها عن أرضية مواتية للاستثمار في الجمهورية الإسلامية الموريتانية ..أحدثك عن رحلتي مشيا على الأقدام عبر المحيط الأطلسي ذات مساء حالم...وليسمح لي عميد المدونين الغائب الحاضر. هي ألا موريتاني
أحمد أبو المعالي