عندما وصل ولد عبد العزيز إلى مدينة النعمة سقاه مستقبلوه شربة من "دقنو" في يوم قائظ من أيام "مايا الزواي" فزاد الحر هذا الشراب تخمرا فآتى مفعولا سحريا على الرجل فبدأ يختلط عليه ما يجول في عقله الباطن و ما يريد أن يعرب عنه فطفق يعرب عن مكنونات نفسه و يقول : يا سكان النعمة الكرام فعلا أنتم كرام لكنني أحب أن أرى الكرام يتلظون في هذا اليوم الحار إرضاء لغروري و لعقد نفسية عندي. جئتكم لأكذب عليكم مرة عاشرة و لأُعيد تدشينات وهمية دأبت على تجديد تدشينها كلما ضاقت علي أمور الحكم و تفللت من بين يدي فروعه و قويت شوكة معارضتي و تضخمت حشودها. فأنا أعرف أن العاصمة مكان للوعي و الرفض و لا أستطيع مباهاة خصومي بها لذلك اخترت منطقتكم النائية هذه لأستعرض فيها قوتي رغم أنني أدرك أن الوعي بدأ يدب في جسم ولايتكم كما تدب الحياة في مراعيكم بعد الغيث. أعرف أن أطركم الذين دفعوا بكم إلى هذا المهرجان يلعنونني في قرارة أنفسهم لكنني استغل تعلقهم بالدولة و بكل من يمثلها خاصة أنني أحتكر لنفسي خيراتها و سلطتها و قضاءها و أعلامها و سلطتها التشريعية و بنوكها و صفقاتها. جئت إليكم لأرى ما تزعمون من تعلق بقيادتي لكم تلك القيادة التي جوعتكم و عطشتكم و همشت منطقتكم و قتلت مواشيكم بالأعلاف السامة و حرمتكم من ولوج عالم الأعمال و المال الذي أصبح حكرا علي و على عائلتي و المقربين مني. أنتم تظنون أنكم ستستفيدون من إظهار الولاء لي لكنني أنا لا أريد منكم غير التظاهر بالولاء و الحقيقة لا أبحث عنها لأنني أعرفكم تستقبلون من كنت أحرسهم قبلي و تظهرون لهم نفس الولاء و الفرق بيننا أنهم كانوا يصدقونكم و أنا أعرف أنكم كاذبون و أكتفي منكم بذلك لكي أزيد في ازدرائكم و احتقاركم و أتمادى في الحكم و الظلم و النهب و أدعي أنكم تتعلقون بي كما تدعون أنتم ذلك. لم أزركم في الأشهر الماضية لأنني أنتظر رؤيتكم تحصرون في الحر الشديد إمعانا في تعذيبكم و إهانتكم. جئت لتطالبوني بالبقاء في الحكم لأتمنع و أنا راغب و أنتم تعلمون جميعا أنني لن أتركه بطريقة سلمية و أنا أؤكد لكم ذلك. أتيت ليكذب بَعضُنَا على بعض لتقولوا أنتم إنكم معي و أنكم تدعمونني و لأتهجى أنا بعض الأرقام الكاذبة و الخيالية و أدشن و أعيد تدشين بعض المشروعات الوهمية. أحضرتكم من نواكشوط و فرضت حضور متزلفي لعصابة و متزلفي الحوض الغربي ليشدوا عضدد متزلفي الحوض الشرقي و أعدكم أن أنقلكم إلى أي وجهة أبتغيها لتظل نفس الوجوه تستقبلني في كل مكان خائفة طامعة مهانة تبيع هذا الوطن الذي حولته إلى مزعة شخصية لكل دعي و كل متغلب. أعرف أن عموم الشعب هنا في النعمة لن يستقبلني كما لن يستقبلني الأحرار في أي مكان لذلك أحملكم معي في كل مسرحية تطيل استرقاقي لكم و امتهاني لكرامتكم و احتلالي لوطنكم. و في الختام أعدكم أن تبقو مهمشين و ممتهنين طوال فترة حكمي كما أعدكم أن أنهب مقدراتكم وأثري على حسابكم ما بقيت في حكم هذه البلاد المنكوبة بي و بأزلامي و بهذه النخبة المتزلفة. صحيح أن هذا خيال لكنه هو الحقيقة و هو الواقع و غيره من الخطابات هو السباحة في الخيال و النسج من خيوط الكذب. من صفحة الكاتبة منى بنت الدي على الفيس بوك