..وحبس التاريخ أنفاسه؛ وسكتت الجغرافيا.. وأنصت الموريتانيون جميعا.. فمن سيتحدث هو باني موريتانيا الحديثة؛ ورائد نهضتها؛ ووالدها الحدب العطوف.
وزهت مدينة النعمة حاضرة الإباء والعلم والعلماء في شرق موريتانيا المجد.
تحدث رئيس الحمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز عن الحوار الذي يعرقله دوما دعاة المصالح الشخصية؛ تحدث عن مقترحات عملية؛ تنبع من الشعب؛ عن تعديل دستوري يعرض على استفتاء شعبي ويقضي بإلغاء مجلس الشيوخ باعتباره يعرقل المسار التشريعي، كما يقضي بتشكيل مجالس جهوية لتنمية الولايات.
قال بوضوح إن الحوار الوطني سينطلق خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، مبرزا أن المستعدين للحوار خدمة للشعب الموريتاني، سيكونون موضع ترحيب بدون شروط مسبقة والصدر رحب للوصول معهم للحلول المناسبة لمصلحة البلاد.
تحدث عن المنجزات؛ عن تدشين مصنع للالبان لصالح سكان الولاية والشعب الموريتاني بأسره، داعيا المواطنين في الولاية إلى تضافر الجهود لإنجاح هذا المشروع الهام.
قال بنبرة الغيور على موارد البلد إن الاحصائيات الموجودة تؤكد أن الدولة تصرف 22 مليارا من الأوقية في شراء الألبان، وهو دليل إضافي على أهمية إقامة مصنع الألبان وضرورة المحافظة عليه وعدم الإنصات لأي محاولة للتقليل من شأنه أو التشكيك في جدوائيته.
تعهد بحزمة منشآت صناعية لصالح الولاية؛ من بينها مصنع للأعلاف، وبالموازاة مع ذلك ستقام شبكة كهربائية واسعة تمكن من ضمان التغطية اللازمة في مجال الكهرباء.
توجه إلى الموريتانيين جميعا؛ قائلا بلدكم بخير؛ رغم دعايات المغرضين؛ وأضاف: أن موريتانيا تعتبر اليوم من حيث الظروف الاقتصادية من أحسن البلدان، حيث سجلت الميزانية في ال 31 دجمبر 2015، فائضا بلغ 19 مليارا من الاوقية، مشيرا إلى أن ذلك ما كان ليتحقق لولا وجود حسن التسيير.
وواصل في حديث لغة الأرقام؛ قائلا إن الرواتب شهدت نقلة نوعية حيث بلغت 135 مليار أوقية سنة 2016 بعد أن كانت في السابق 64 مليار أوقية، مشيرا إلى تضاعف رصيد الدولة من العملات الصعبة والتحسن الذي تم فيما يخص الديون الداخلية.
وأوضح أن الدولة قدمت لصندوق الإيداع والتنمية 29 مليار أوقية وأكثر من سبعة مليارات لدعم الصناديق الصغيرة وخمس مليارات في مجال التشغيل وحوالي مليارين لتوفير السكن.
وأضاف أن حساب الدولة في الخارج المخصص للموارد البترولية،كان يوجد فيه سنة 2007 مبلغ أربعة عشر مليار أوقية، أما اليوم فإن المبلغ أصبح ثلاثين مليار أوقية من مداخيل البترول رغم الانهيار الذي تشهده أسعار البترول عالميا.
ذكر الجميع بأن هناك مقدسات يجب أن تحظى باحترام الجميع من بينها أمن وسمعة البلاد، مستغربا محاولة البعض المس باقتصاد البلاد عبر إشاعة أكاذيب لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
أعاد لمواطنيه بكل فخر أن موريتانيا بلد ديموقراطي ليس به سجين سياسي أو سجين رأي وليس هناك حبس أو تضييق على صحفي والحريات مطلقة في البلد ولا يمكن التراجع عنها مستقبلا.. ولم يغفل الدعوة إلى ترشيد هذه الحرية وعدم تسخيرها ضد مصالح البلد.
الشباب كان بيت القصيد في خطاب الرئيس اليوم؛ دعا الشباب للانخراط في العمل السياسي والاستعداد لاحتلال مواقع هامة في البلاد من أجل تجديد الطبقة السياسية وتمكين هذه الشريحة من مواكبة المرحلة التي تعيشها البلاد بدل أن يظل الشباب حبيس أفكار قديمة.
دور المرأة الموريتانية كان حاضرا في ثنايا الخطاب الشامل؛ وكيف لا وهي تحظى بتسع حقائب وزارية .
الوحدة الوطنية التي أصبحت شعارا يستخدمه المرجفون لاغراض سياسية نالت نصيبها من اهتمام الرئيس، الذي نبه إلى كون الوحدة الوطنية أهم من بعض السياسيين الذي أكل عليهم الدهر وشرب وتسنموا مناصب سياسية هامة ولم يتذكروا حينها الوحدة الوطنية.
الوحدة الوطنية حسب فخامة الرئيس هي الرقم الثاني في معادلة الكينونة الموريتانية بعد الدين الاسلامي الذي لا ينبغي كذلك توظيفه للاغراض السياسية والمكاسب الحزبية.
وبعد الدين الواحد واالشعب الواحد تأتي ثروة البلاد التي حيثما وجدت من التراب الوطني فهي ملك لجميع الموريتانيين.
الرئيس الناصح الأمين حذر من الدعايات العرقية التي يروج لها دعاة الفتنة، مؤكدا أن هؤلاء ليس لهم مكان في بلدنا المستقر والمستقل والمحافظة على استقراره واستقلاله مسؤولية الجميع.
ملامح قليلة؛ وعينات شاهدة مضيئة من خطاب بحجم أمة؛ لرئيس يعي التحديات التي تواجه شعبه وبلده في محيط يمور بالتقلبات؛ غير أن حكمة الرجل كفيلة بإيصاله إلى بر الأمان.