زار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يوم 03/05/2016 مدينة النعمة ليطلع الموريتانيين على حالة الوطن الراهنة وكان موفقا في ذلك عندما استعرض ما هو ظاهر وما هو خافي.
نعم أصبحنا على علم تام بأن الدولة بخير واقتصادها في نمو مشهود وصحتها تنعم بعناية تامة وتعليمها في طريق التصحيح وأمنها في الداخل والخارج مسهور عليه بجميع الوسائل المتاحة وسياستها الخارجية محترمة وديمقراطيتها ثابتة وكذلك الوحدة الوطنية والقضاء مستقل يوزع العدل بين الناس بالقسط الوارد في النصوص الشرعية وأن هذا العرض الشامل يطلب من الشعب لفتة وعناية ووطنية صادقة.
نعم لحل مجلس الشيوخ الذي كان ومازال عبئا على الدولة مع العلم أن دوره تشريعي فقط الشيء الذي كفيلة به الجمعية الوطنية،وتخفيفا علي الميزانية الوطنية التي تنفق فيه كثير من المال .
ويعيق(اي مجلس الشيوخ) عمل المنظومة التشريعية نظرا لطول الزمن الذي تدور به مشاريع القوانين بين الغرفتين.
وأن حله كان إجراءا حكيما وسياسيا يتماشي والمصلحة الوطنية.
نعم أيضا لإنشاء مجالس جهوية لأنها سوف تهتم وتسهر بلا شك على نمو الولايات في شتي المجالات اقتصادية والاجتماعية والسياسية،وتربط ميدانيا القاعدة بالقمة وهذا أمر بالغ الأهمية، ويسد الباب أمام المفسدين والمضللين وعليه فإن الدستور الحالي ليس ملائما للحالة الوطنية الراهنة نظرا إلي التطور الإيجابي الذي يعيشه الوطن من تقدم ملحوظ وتأثير إجابي على الهيكلة الوطنية.
وليعلم الجميع أن موريتانيا ليست الغرب ولا آمريكا نحن لنا خصوصياتنا ولايطبق علينا حتما ماهو يجري على غيرنا.
وفي هذا العرض رسالتين إحداهما موجهة إلي الشعب الموريتاني لتطلعه على الحالة الوطنية والأخرى موجهة إلي المعارضة يجدد فيها فخامته استعداد النظام مرة أخري للدخول في الحوار مرتقب والمفتوح لمن يريد المشاركة فيه .
وحدد السيد الرئيس مدة الإنذار بأربعة أسابيع يسمه للجميع أن يستعد للحوار الوطني المفتوح.
وعليه أقترح على المعارضة أن تشارك في الحوار لعلها تجد ما تريد وأن لا تضيع الفرصة وأن المصلحة الوطنية تفرض على الجميع أن يتناسى الخلافات ويتحلى بالصبر فالصبر مفتاح الرحمة.
ومن تحلى بالصبر فقد فاز ومن الحتم أن الموضوعية تملى على الأطراف أن توحد الهدف السياسي ألا وهو جلب المنافع ودفع المضار مع العلم أن دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع.
لايتم إيمان أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه(حديث).
واعلموا أن الشجاعة الوطنية تفرض علينا أن نضحي معا من أجل بناء وطننا الغالي والدفاع عن وحدتنا في إطار ديمقراطية شعبية تضمن الحريات الفردية والجماعية وتصون المال العام ،وتكون مصدرا لإيتخابات سياسية حرة ، وشفافية تنعم فيها الإرادة الشعبية المرجع الأصلي ،ومن حاد عن هذا المنهج فهو فارعن المصلحة الوطنية.
وأن الحسد شرك أصغر يدينه ديننا الحنيف لأنه يفرق ولايجمع.
والحوار وسيلة للتقارب والتراحم والتسامح والإحترام المتبادل ومن أراد العلى فاليحترم الآخرين ذلك أفضل وأحسن ولتعلموا أن موريتانيا اليوم أمام حدث كبير ألا وهوي مؤتمر الجامعة العربية الذي ستأويه عاصمتنا انوكشوط وعلينا إذن أن نحمد الله وأن نهنأ رئيس الجمهورية الذي كان رائدا لجلب هذا المؤتمر لنا وهذا يحسب رصيدا سياسيا ودورا جبارا وناجحا علي الصعيد الدولي.
تحيى الوحدة الوطنية في إطار دستور معدل متوازن وملائم يدرعلى الجميع بخير على حد السواء وتصان فيه جميع الحقوق السياسية والمادية.
والله ولي التوفيق
الأستاذ/شيخنا ولد أحبيب
عميد هيئة المحامين الموريتانيين
بتاريخ 03/05/2016