وانقشعت سحابة التزلف وغيمة النفاق السياسى وعادت " البطحة كما كانت شاحبة الوجه متناثرة السيارات تقرأ في نظرات زوارها معالم الصدق وأصالة الوفاء وذلك درس لم يستفد منه كل زوارها
غادر الرئيس وفيلقه الجوي منه والبري أرض النعمة ليعود اليها طهرها بعد تطاير لا ينجس ماء بلغ القلتين
سيحفظ المواطن البسيط وعود الرئيس التى أطلق رغم نسيان الساسة المتملقين لها وسياتى نفس الرئيس ليطلق نفس الوعود في زيارة تاريخية قادمة
دشن الرئيس مصنع الألبان للمرة الثالثة وشرب كاسا من اللبن لم يؤثر بها غيره ولو كان امرأة
أطلق وعود الماء والكهرباء وذلك وعد مؤجل الى ثالث تدشين
تحلل الناس هنا من إحرام لم يشهدوا ميقاته فنزعوا صور الرئيس وهو فى انبيكة وتلك رسالة بالغة الدلالة على ان الترحيب فى القلب لا فى اللسان
فشل الحشد الاكبر فلم تمتلئ الساحة أصلا وما اتفق سادة السياسة هنا إلا على الاختلاف
اليوم بدأت ساحة المهرجان تعود الى اصلها ملعبا لكرة القدم التى تحمل آخر قيم العدالة فى هذا العالم الظالم ولتؤكد الأيام الهوة السحيقة بين الجد واللعب
سيعود الرئيس الى قصره حيث لا تزعجه أصوات المظلومين ولا أنات المحرومين ولا يلفح وجهه حر انبيكة ولا يُسيل عرقه زفير النعمة ولن ينغص عليه نعيمه بكاء طفل يريد ماء يشربه في ضواحي أحياء عاصمة الحوض الشرقي
يتسمر المواطنون كل ليلة أمام الشاشة الصغيرة فيسكت الوالد اطفاله حتى عن البكاء ليستمع الى قرارات تخفض سعر الأرز او اللحم او اللبن او حتى سعر حفاظة لأحد ابنائه - الذين لم يتبع في إنجابهم عبقرية الرئيس- لكن كل احلامه تظل حبيسة صدره ولو أطلقها عبر زفرات تحسرا على كذب في العهد وإخلاف فى الوعد
هي حلقة من حلقات مواسم الافتراء في اعماق الأعماق تدثرت بالزمن مرات وبتدشين الوهم مرات أخر لكن الحقيقة عرتهم من اي لبوس عدى خرقة بالية عليها هياكل حروف كتبت بخط " الانقلاب " إنكم قوم تكذبون
محمد يحيى ابيه