الشروق ميديا - نواكشوط: أمل متجدد؛ واكتساب خبرة أكبر؛ وتعزيزات أمنية جديدة.. ملامح طبعت ثاني أيام المنقبين عن الذهب السطحي قرب سياج شركة تازيازت المنجمية، ضمن رحلة البحث عن عسجد صحاري الشمال الموريتاني، الذي استقطب آلاف الحالمين بالثراء السريع خلال الأسابيع الأخيرة .
وحدات جديدة من الدرك …
مع حلول صبيحة اليوم الأحد بدأت تتكشف معطيات جديدة على ميدان التنقيب قرب شركة تازيازت الكندية، حيث وصلت خلال الساعات الأخيرة قرابة 30 سيارة من الدرك الوطني، لتنضاف إلى خمس سيارات كانت ترابط بالأمس على مقربة من السياج المحيط بأرضية الشركة، وهو الأمر الذي خفف من حدة تفكير البعض في الاقتراب أكثر ولربما تجاوز السياج، حيث يروج منقبون لخصوبة الداخل بالذهب الخالص، ويتحدث البعض الآخر محرضا بإسهاب .
التعزيزات الأمنية الجديدة كانت محل ترحيب من طرف العشرات، وباعث طمأنينة للمئات من المتوجسين من حصول أي انفلات أمني أو وقوع جريمة لا قدر الله، في وقت تمركزت وحدات الدرك على بعد 200 متر فقط من سياج الشركة، وهي النقطة التي تشهد ضغطا قويا من طرف المنقبين، حيث تفصلهم عن الدرك أمتار قليلة، دون حصول أي احتكاك حتى الساعة .
اكتساب خبرة جديدة في التنقيب …
محمد سالم ولد البخاري (47 سنة)، يقول إنه وصل قبل 12 أياما، وهو في عملية التنقيب دون الحصول على أي مؤشر لوجود الذهب قبل الأمس، حيث حصل على 15 جراما من الذهب قرب سياج تازيازت، بعد أن اكتشف أن جهاز الكشف الذي بحوزته لم يكن مضبوطا فنيا، مضيفا أن بعض الشباب الذين التقاهم، نبهه أحدهم على المشكلة التي تجتاح مئات الأجهزة، حيث ينقص الآلاف الخبرة الكافية في طريقة تشغيل واستغلال هذه الأجهزة .
أما سيدي أحمد (29 سنة) فهو شاب يمتلك خبرة حديثة عهد بالأجهزة، اكتسبها من خلال تجربة الأيام الماضية ومتابعة عشرات مقاطع الفيديو على اليوتيوب، وقد ساهم حتى الساعة في حل المشاكل الفنية لعدد من الأجهزة، تطوعا منه دون أن يؤثر ذلك على المهمة التي جاءت به . وفق قوله
كميات جديدة من الذهب …
وخلال اليوم الثاني لفريق موقع تكنت قرب سياج تازيازت، حاول الزملاء استطلاع بعض آراء المنقبين الذين توافدوا بالآلاف خلال الــ24 ساعة الماضية، حيث أكد بعضهم حصوله على كميات نسبية من الذهب، فيما تسلل الأمل مجددا للبقية، في الحصول على الحلم المنشود، مع تباين كبير في الآراء، بين متفائل يعززه الصبر، ومتشائم يطبعه الاستياء .
إحدى المجموعات القادمة من مدينة تكنت، وصلت قبل خمسة أيام، يتحدث قائدها مطالبا عدم الكشف عن اسمه، يقول عثرنا قرب السياج ومنذ الأمس على كمية تقدر بملء كأس الشاي .
فيما يوضح السالك ولد الطاهر أن المنطقة خالية من الذهب، وإذا تم العثور على شيء فيكون في أحسن الحالات محدود الكمية، ولا يتجاوز جراما واحدا لمعدل الشخص الواحد في الأسبوع، ودونه من المشقة والعناء والتكلفة الشيء الكثير، دعيا الذين قدموا إلى المنطقة الالتزام بالصبر والتحلي بالثقة في الله والاتكال عليه .
أما محمد فيقول إن أغلبية الذين اكتسحوا رقعة السياج هم رجال أعمال وتجار معروفون في الشارع الموريتاني، وقد شكلوا بأجهزتهم ومعداتهم منافسا كبيرا للطبقات الأخرى .
ويذهب صهيب ولد اميه إلى القول إنه أصبح أكثر أملا في الحصول على حلمه من الذهب رغم التنافس الكبير والضغط الشعبي المتزايد على المنطقة، دعيا الذين يستعدون للمغادرة ودخول المغامرة إلى التريث .
وقد شهدت الساعات الماضية توافد جموع كبيرة على منطقة السياج، فيما لا يزال منقبون في مناطق الدواس ونقطة ساخنة تحديدا، وسط حركية ونشاط متواصلين، وحديث متزايد عن اكتشاف المزيد في الرقعة الصغيرة .
ويعتذر موقع تكنت عن نشر صور بعض المنقبين الذين حصلوا على كميات من الذهب، وذلك مراعاة للمعايير المهنية في ما يتعلق بالمجال الأمني، ونزولا عند رغبة عدد منهم .