في مقابلته مع قناة الساحل الفضائية تعرض الدكتور محمد إسحاق الكنتي لجماعة الإخوان المسلمين بالنقد، فكتب الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني مقالا يبدو منه عدم إعجاب الجماعة بما ورد في المقابلة، واستنكارها لكل ما قال الكنتي، ونفيها بعضه. وهذه عجالة الغرض منها إيضاح ما أشكل على القوم.
لقد تعود الكنتي توثيق ما يكتب عن الإخوان، لكن منهج الكتابة الموثقة لا يلائم برنامجا يبث على الهواء ضمن حيز زمني ضيق، لذلك لم يذكر الكنتي عن الإخوان إلا ما يمكن التحقق من صدقه بالبحث في محركات الشبكة المتاحة بأبخس الأثمان، نعمة من الله... يقول الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني، مستنكرا.."... يحكم على أكبر الحركات الإسلامية بالماسونية..." ولو كلف الأستاذ الكريم نفسه عناء الدخول إلى الشبكة، وهو عناء يسير، لاكتشف أن الكنتي إنما ذكّر بحكم أصدره الأستاذ محمود العقاد رحمه الله منذ ما يقارب سبعة عقود:" ففى مقال للعقاد فى 2 يناير 1949 تحت عنوان «الفتنة الإسرائيلية» يقول: الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمي نفسها بالإخوان المسلمين هي أقرب الفتن في نظامها إلى دعوات الإسرائيليين والمجوس، وتناول بالأدلة أن حسن البنا تنحدر جذوره إلى أسرة مغربية ذات أصول يهودية، وأن البنا وأباه وجده كانوا يعملون في تصليح الساعات وهي مهنة اليهود، وأن ترجمة كلمة «البنا» فى الإنجليزية (mason) أي ماسوني، ولم يكن لفظ البنا ضمن اسمه، ولكن أضيف إليه، والبنا جاء من كلمة بناء وهي أصل الماسونية، ويطلق عليهم «البناؤون الأحرار»، كما أن البحيرة هي مولد البنا، وكانت أكبر تجمع لليهود فى مصر." وقد حاول الإخوان اغتيال العقاد بإطلاق النار عليه. ويذكر عن الشيخ محمد الغزالي رحمه الله، وقد كان من كبار رجالاتهم قبل أن يفصلوه، أنه نسبهم إلى الماسونية.." وقد حاول إثبات هذه الحقيقة الشيخ محمد الغزالي، الذي يعد أبرز الشخصيات الإخوانية، وعندما انقلب عليهم، أصدر كتاب «قذائف الحق» شرح فيه ماسونية حسن البنا، وحسن الهضيبي الذي لم يكن من الإخوان ولكن الماسونية نصبته خلفاً لحسن البنا، كما تم اختيار مصطفى السباعي الماسوني الحمصي مراقباً عاماً لإخوان سوريا عام 1945." وعلى نفس المنوال سار ثروة الخرباوي المنشق حديثا عن الجماعة.." ويكشف الدكتور ثروت الخرباوي القيادي الإخواني المنشق، عن ارتباط إجراءات البيعة في التنظيم السري للإخوان بالماسونية العالمية، فوفقاً لتجربته الشخصية، فإن البيعة لها طقوس سرية بحيث يدخل الشخص إلى غرفة مظلمة، ويجلس على الأرض وأمامه مائدة صغيرة «طبلية» عليها المصحف والمسدس، وهذا شعار الإخوان عبارة عن سيفين وكلمة «وأعدوا»، ويدخل المبايع وسط هذه الطقوس «الظلامية»، ويأتي شخص مقنع يخفي وجهه وسط هذا الظلام الدامس، والمبايع لا يعرف من يبايع، وعند أداء قسم البيعة يضع يده على المصحف، واليد الأخرى على المسدس ويقسم على الولاء والطاعة وتتضمن البيعة إقرار هذا الشخص المبايع بحق الجماعة في إهدار دمه إذا خرج عنها، وهى نفس الطقوس التي تأخذ بها الماسونية، ولكنها تستبدل البيعة بالولاء." يظهر من هذه الأقوال المنسوبة إلى أصحابها أن الحكم على الإخوان بالماسونية يعود إلى سنة 1949 حين كان الكنتي، رغم شيبته، في عالم الذر. في ويكيبيديا الإخوان المسلمين نافذة بعنوان "شبهات وردود"، لا يرد فيها ذكر لشبهة الماسونية، والتجاهل غالبا يعني العجز عن الرد... ربما كانت هذه مجرد دعاوى عريضة لن يعجز الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني تفنيدها بالأدلة الدامغة...
النقطة الأخرى التي أشكلت على الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني هي أن يسمعوا من " يشكك في علم الشيخ الددو وفي ثقافة جميل ليسلب أقوالهما أي قيمة علمية."هذا استنتاج لا يلزم سوى الأستاذ المحترم، ومن أراد أن يلتزم به، أما ما قاله الكنتي فهو أن قول جميل منصور إن الإخوان فكرة، مأخوذ حرفيا من إحدى رسائل حسن البنا رحمه الله، وأراد الكنتي من ذكر السير العلمية لزعماء الإخوان أنهم متوسطوا التعليم وليسوا أهل فكر، ولم يأت بشيء من عنده وإنما بحث عن سيرة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، وجميل منصور، ومحمد غلام. فاكتشف أن كل واحد منهم تطلق عليه، أو يطلق على نفسه صفة مفكر، فبدا له الأمر مستهجنا؛ إذ كيف لشخص يحمل دبلوم الدراسات المعمقة، ولا يعرف له مؤلف واحد في أي مجال معرفي، أن يطلق عليه لقب "مفكر إسلامي"! وحين انتقل الكنتي لاستعراض شهادات الشيخ، قاطعه مقدم البرنامج تحت ضغط الوقت، فلم يذكر منها سوى الثانوية العامة واستغرب عدم ذكر التخصص للأمانة العلمية. وها قد سنحت الفرصة لذكر أعلى شهادة حصل عليها الشيخ:" الماجستير بامتياز من جامعة محمد بن سعود، وكانت رسالته عن "مخاطبات القضاة" في الفقه الإسلامي". هنا أيضا لا بد من سؤال: هل يعالج بحث في مخاطبات القضاء، أصول الفقه أم فروعه؟ بالعودة إلى نص الرسالة بصيغة pdf وجدنا أن الفصل الثاني يحوي مطالب منها؛ المبحث الأول: إرسال الكتاب برقيا، الثاني: إرسال الكتاب عن طريق التلكس، الثالث:... عن طريق الفاكس، الرابع:.. عن طريق الكمبيوتر. ويعالج الفصل الثالث، في مبحثه الثالث تكليم القاضي للقاضي بوسائل الاتصال الحديثة، وفيه أربعة مطالب: تكليم القاضي للقاضي بالهاتف... باللاسلكي، بالشريط المسجل للفيديو أو الكاسيت... أما مؤلفات الشيخ، فقد ذكرت موسوعة ويكيبيديا أن له كتبا مطبوعة على رأسها رسالته المذكورة. وبالعودة إلى موقع "ملتقى أهل الحديث" تبين أنها أشرطة مفرغة.." وطبع له علي حمزة العمري بعض الكتب وكلها مفرغ من أشرطة ... فهو بعيد كل البعد عن التأليف لكونه مهتما بالتعليم الشفهي ولاهتمامه بتدريس كتب السلف." فأي فكر يؤسس على الهاتف والتلكس والشريط!!!
أما محمد غلام فلم أجد له ذكرا إلا في صفحته الشخصية حيث يصف نفسه بمفكر إسلامي!!! ولا يذكر أنه درس، لا في المحاظر ولا في المدارس... فالكنتي لا يشكك في ثقافة القوم، وإنما يلاحظ عدم تطابق صفة المفكر مع سيرهم العلمية؛ فالمفكر صاحب نظرية معرفية يبسطها في مؤلفاته، وهو لفظ مرادف للفيلسوف، وقد كان علماء سلفنا الصالح يوقعون بالعبد الفقير، تواضعا...
تعود ثورة الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني إلى تقليد إخواني مستقر منذ نشأة الجماعة يتمثل في تقديس القادة، وعد الخلاف معهم مخرجا من الملة. لقد كان الشيخ محمد الغزالي ضحية لهذا الغلو، يقول، في كتابه «من معالم الحق»، «إن الذين يحسبون أنفسهم جماعةَ المسلمين يرون مخالفة الأستاذ حسن الهضيبي ضرباً من مخالفة الله ورسوله، وطريقاً مُمَهِّدة إلى النار، وبئس القرار! وقد كنتُ أسيرُ مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شُعبة المَنيَل، فمرَّ بنا اثنان من أولئك الشُّبّان المفتونين، وأَبَيا إلاَّ إسماعَنا رأيهم فينا، وهو أننا من أهل جهنم». ويذكر الشيخ محمد الغزالي استغلال الإخوان لمنبر الجمعة لمهاجمة خصومهم، كما يستغلونه اليوم لنفس الغرض.. «إنني تذكرتُ بعد أيام هذا العداء المُر، والأوامر التي أوحتْ به، فعزَّ عليَّ أن يُلعَب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، وأن تتجدَّد سياسة الخوارج مرة أخرى، فيُلعَن أهلُ الإيمان ويُتْرَك أهلُ الطغيان! فمِن المُضحك أو المُبكي أن يخطب الجمعةَ عقب فَصْلِنا من المركز العام (للإخوان) مَن يؤكد أن الولاء للقيادة يُكَفِّر السيئات، وأن الخروج عن الجماعة يمحق الفضائل، وأن الذين نابذوا القيادة عادوا إلى الجاهلية الأُولى، لأنهم خلعوا البَيعة..." يستوي في هذا التقديس عامة الجماعة وخاصتهم. يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.. « وبمثل هذا الأسلوب رُسِمَ مجرى المعاملة بين مرشد الإخوان والجماعة، فلمَّا استغربناه وتأبَّينا عليه تعامله، مُخطئاً أو مُصيباً، غيرَ مُقرِّين هذه الهالة التي أضفاها الأغرارُ عليه، مَقَتَنا الرجلُ أشدَّ المقت، مَقَتَنا كما يمقتُ الكُفّارَ والفُّسّاق». إنه نفس الأسلوب الذي يستخدمه إخوان تواصل مع كل من يجاهر بمخالفة شيخهم في مواقفه السياسية؛ فهو يسيء إلى الشيخ، ويأكل لحوم العلماء المسمومة!!!
ومما أشكل على الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني أن "...يرون من ينسب إلى الإخوان المسلمين آراء شاذة كان الإخوان أول من أنكرها وفندها سواء صدرت من الترابي أو الشنقيطي أو غيرهما؟" مرة أخرى لو كلف الأستاذ المحترم نفسه عناء البحث لوجد ما يناقض ما ذهب إليه.. فليست مواقف الإخوان من حد الردة، وحد الرجم مواقف شاذة، ولم نسمع أحدا من قادة الإخوان في الفكر، أو في السياسة يرد عليها.. فأقوال القرضاوي، والترابي، وغيرهما ليست أقوالا شاذة. فالترابي ينكر هذين الحدين، وغيرهما بشكل صريح، ولم نسمع أحدا من رموز الإخوان رد عليه، وإنما تصدى له علماء من غير الإخوان، وانتصر له إخواني تسمونه مفكرا. أما القرضاوي الضليع في الفقه، المتمرس بتقية الإخوان فيذهب إلى آراء تؤدي إلى إبطال الحدين؛ فيرى استتابة المرتد أبدا، وبذلك يبطل الحد. ويعد الرجم تعزيرا متروكا لاجتهاد الإمام، يقول عن حادثة أبو زهرة الذي أنكر حد الرجم.." قلت له: يا مولانا، عندي رأي قريب من رأيك، ولكنه أدنى إلى القبول منه. قال: وما هو؟ قلت: جاء في الحديث الصحيح: “البكر بالبكر: جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب: جلد مائة، ورجم بالحجارة”. قال: وماذا تأخذ من هذا الحديث؟ قلت: تعلم فضيلتك أن الحنفية قالوا في الشطر الأول من الحديث: الحد هو الجلد، أما التغريب أو النفي، فهو سياسة وتعزير، موكول إلى رأي الإمام، ولكنه ليس لازما في كل حال. وعلى هذا فثبت ما جاءت به الروايات من الرجم في العهد النبوي، فقد رجم يهوديين، ورجم ماعزا، ورجم الغامدية، وبعث أحد أصحابه في قضية امرأة العسيف، وقال له: اغد يا أنيس إلى امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها. وكذلك ما روي أن عمر رجم من بعده، وأن عليا رجم كذلك." ما أراد عليه القرضاوي أبا زهرة هو التدليس والمداهنة. فالغرض إبطال الحد لكن بأسلوب يجوز على الناس بالحيلة التي تجعل التعزير متجاوزا للحد (جلد مائة) إلى القتل!!!
وفي برنامج لشيخهم عن حرية الرأي سأله المقدم عن رأيه في ما ذهب إليه أبو زهرة من إنكار حد الرجم، فرفض الشيخ رأي أبي زهرة متمسكا بحد الرجم، وحين أبلغه مقدم البرنامج أن للقرضاوي رأي مشابه، أنكر أن يكون للقرضاوي رأي كذلك انتصارا للمحازب، بدل الرد على باطله الذي ينكره الشيخ إذا أسند لغير الإخوان!!! والجميع يعلم آراء القرضاوي في الحدود، والمصافحة، والربا...
أما المفكر الإسلامي جميل منصور فيميل، في "مقارباته" إلى رأي الإخوان في إنكار حد الردة.." لا أريد فتح نقاش هنا حول موضوع الردة و الحد المقرر لها شرعا مع أن هذا النقاش مطلوب خصوصا أن دائرة الأقوال و الاجتهادات تتسع في شأنها ، صحيح أن المشهور و المعروف عند أغلب العلماء هو أن حد المرتد القتل اعتمادا على حديث البخاري " من بدل دينه فاقتلوه "،..." لا يخفى ما في الصياغة من تشكيك في الأسس التي يقوم عليها حد الردة، بالحديث عن اتساع دائرة الأقوال والاجتهادات، ونسبة الحديث إلى البخاري، مع إغفال كلمة صحيح البخاري، وتحاشي نسبة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكأن الحديث مفرد في مجاله، مغفلا الحديث الصحيح.. " عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة." رواه البخاري ومسلم .وهو أسلوب إخواني معروف يقوم على المراوغة والتضليل. ثم ينتهي جميل إلى تقرير أنه.." إذا كان العالَم على استعداد للاتفاق على قيم الحرية و رفض الإكراه و العنف فلا أخال [إخال] الإسلام و الفاهمين من أهله إلا على استعداد لعقد من هذا النوع يعلي قيم الحرية و الإنصاف و قبول الآخر و سنجد في كتاب الله ما يؤسس و يشجع:..." وبذلك يعلق إبطال حكم الله على استعداد العالَم للاتفاق على قيم الحرية، ويورد الآيات التي يعتمد عليها منكرو حد الردة... فهل هذه أقوال شاذة!!! وأين الردود عليها؟
وما علمنا أحدا من رؤوس الإخوان رد على الشنقيطي أقواله التي أخذها عن شيوخه من الإخوان سوى الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني، وما علمناه من قادة الجماعة إلا أن يكون من القيادة السرية...
تلكم هي المواضيع التي صرح الأستاذ المحترم محمدن ولد الرباني باستنكاره لها، وهناك قضايا أخرى قيلت في المقابلة تحدث عنها في تدويناته (هو وغلام صديقا صفحتي، بطلب منهما) مثل وصف الإخوان بأنهم أعداء الوطن، وهو وصف أكرره اعتمادا على أن من سعى إلى تدمير وطننا مثلما دمرت ليبيا واليمن وسوريا وعمل لذلك شهورا عديدة لا يمكن إلا أن يعد عدوا للوطن. الثانية وصف فتوى التنقيب بأنها فتوى فتنة وهي كذلك حقا. فقد أصدر المجلس الأعلى للفتاوى والمظالم فتوى حول التنقيب عن الذهب، وهو هيأة رسمية، فما الذي يدعو شيخا لا يشغل أي منصب ديني، ولم يذكر أن أحدا سأله، أن يفتي عكس الفتوى الرسمية، منكرا على الدولة الترخيص للمنقبين، داعيا بذلك إلى الفوضى في عصر يعتمد التنظيم والخضوع للسلطة. ولم تأت الفتوى في سياق سؤال عابر، وإنما اختار لها منبر الجمعة ليضع أنصاره فتواه على الشبكة قصد الشغب، والتحريض على النظام. وإذا كانت علة انتفاء الترخيص البعد عن العمران فلماذا لم تشمل الفتوى كل المعادن، واختصت بالذهب!!!
القضية الأخيرة هي مسألة تسييس الأحوال الشخصية، ودعوة الكنتي إلى استحداث مأذون شرعي في كل حي يعقد القران، مخافة أن يتخذ البعض تلك المناسبات فرصة للظهور، فتكون مثار شقاق بين الفقهاء. فما لا يعلمه الكثير من الموريتانيين هو أن الحملة الشرسة التي شنها إعلام تواصل مؤخرا على العلامة ولد النيني استغلالا لذكره اجتهادا لم يصرح بتبنيه، تعود حقيقة إلى عقد قران قبل ذلك، سبق شيخهم إلى بعض أهله مرشحا نفسه لتصدره، غير أن البعض الآخر أصر على استبعاده وإسناد المهمة إلى العلامة ولد النيني، فلم يغفرها له الإخوان، فتصيدوه...
وختاما.. سيظل الكنتي حربا على بدعة الإخوان إلى أن يلق الله صابرا محتسبا، رادا عليهم حسناتهم، طمعا في ما عند الله، ومتأسيا بالخليفة الثاني الذي لا يريد أن يخاصم مسلما إلى الله... فاشهدوا، معشر القراء، أني غفرت لهم ما استحلوا، لعل الله يغفر لي ولهم...