عّن مؤتمر جبهة البوليساريو الإستثنائي/ النانه لبات رشيد

اثنين, 2016-07-11 12:52

كنت على يقين ، كما يدرك خاصتي من الأصدقاء بأن بيت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مرتب جدا ، و أن شعبا كالشعب الصحراوي ، المصهور بالمحن و التحديات الجسام ، لا تزول ثوابته بزوال رجاله العظماء . 
كنت على يقين -و مازلت - بأن العظماء لا يقودون إلا شعوبا عظيمة مثلهم ، تواجه المصير المشترك برباطة جأش و تقف جدارا سميكا دون المساس بوحدة صفها و تصورها . 
و كنت -و ما زلت - أبكي محمد عبد العزيز قائدا مغوارا و رمزا سرمديا لنضال الشعب الصحراوي ، و بكيته كما بكاه شعبه و أولاده ، لكني لم أبكي مصير الشعب الصحراوي من بعده ، ليقيني المطلق بالشعب الجسور الذي أنجب محمد عبد العزيز و قبله الولي مصطفى السيد و قبلهما سيد ابراهيم بصيري ، و من رحمه المعطاء سقى تراب الوطن بدماء العشرات و العشرات من الشهداء البررة .
اليوم نقف بكل فخر ، مرفوعي الهامة كما كنا دائما ، شوامخ على الدوام ، و قد برهنا على أننا نقبض على قضيتنا و كفاحنا العادل قبضة قلب واحد ، مخلص مدرك حجم رهاناته . 
لقد أثبتنا كشعب متناغم الرؤى ، و كجبهة تحررية تقود مسار الحرية و الكرامة ، أننا لا نخدم غير ثوابتنا الوطنية التي من أجلها إندلعت الثورة ، و أن استقلالنا الكامل غايتنا الكبرى و ما دونه من الغايات عبث لا نلوي نحوه أعناقنا الباسقة . 
لقد كانت أربعين الحداد و التحضير للمؤتمر الإستثنائي ، فترة شفافة وضاءة كشفت معدن الإنسان الصحراوي الصلب المتفاني ، المخلص لقضيته ، الوفي لشهدائه ، إذ أبانت عن حرص هذا الشعب على وحدته ، و عزمه إفشال مرامي العدو في تفككه و زعزعة إيمانه بقضيته ، و حفر هوة الشك بينه و بين تنظيمه .
و ما وقع الشعب الصحراوي في حفر العدو ، و ما هزته مطباته ، فكان أن اختار وحدته فقط ،لاعتبارها ضمان الصمود حتى النصر .
كل مناضل صحراوي قادر على قيادة قاطرة التحرير ، صالح لتولي مقود جبهة البولساريو ، لأن الشعب الصحراوي هو الجبهة و هو أمينها العام الفعلي ، لهذا تنافسنا لإثبات وحدتنا و تماسكنا و لم يكن من بيننا متهافتين على خشبة الكرسي . 
عاش نضال الشعب الصحراوي .

اقرأ أيضا