منصة الفيس بوك

استطلاع حول الرئاسيات القادمة

لمن ستصوت في الرئاسيات القادمة؟

الإسلام وأكاذيب العصر الثلاث / سيد محمد ولد أخليل

أربعاء, 2016-08-03 17:17

أخي القارئ أرجو أن تركز معي فيما سأقوله، وأن تحاول بنفسك البحث عن حقيقته من خلال الأدلة الكثيرة المتوفرة عليه، فما سأذكره لك هنا عبارة حقائق ملموسة لا يتخطاها إلا المتزحلقون المنزلقون..

الأكذوبة الأولى: أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى لإرجاع المسلمين إلى عهود الإسلام الأولى حيث النقاء والصفاء والجهاد.. ووو..إلخ

هذه الأكذوبة المنتشرة بقوة في عالمنا الإسلامي للأسف، تجدها عند العامي والمثقف وحتى العالم والسياسي، لكن يفضحها منهج القوم البدعي المنحرف الثابت، فهم للأسف أقرب إلى الديمقراطيين الغربيين منهم إلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر تمسكا ببنائيهم من امسكهم برجال الإسلام الأوائل وعلمائه الراسخين في العلم، يكذبون من أجل تحقيق منافعهم بل ويقتلون – كما هو مشاهد في مصر وغيرها، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بحالهم، حاقد على حاكمه المسكين بغير وجه حق..
أما بعدهم عن الشريعة التي نادوا بها من أجل طرح مرسي على سدة الحكم فالأدلة عليه كثيرة، ومن بينها أن مرسي نفسه لما سألته إحدى المذيعات عن تطبيق حدود الشريعة (القتل قصاصا، وقطع الأيدي...إلخ)، هتف مقاطعا: "لا، لا.. دي مش من الشريعة" !!. الفيديو موجود على اليوتيوب (كما أن فيديوهات المشايخ والدعاة الذين دعموا مرسي ليطبق الشريعة كما وعدهم، ونحن جميعا نذكر أن الإخوان جعلوا أساس حملتهم الانتخابية تطبيق شرع الله في مصر فماذا جرى؟ لم يطبقوا شيئا بل أدخلوا الشيعة ورئيسهم، ورخصوا للمنكرات أكثر مما كان مرخص لها، مما جعل هؤلاء المشايخ يعترضوا على مرسي وإخوانه حتى وصفهم بعضهم بالبعد عن الدين، والفيديوهات موجودة، انظر مثلا كلام الشيخ مصطفى العدوي ومحمد حسان وغيرهم ممن تهاون ولا زل يتهاون – مثل الثيرين هنا- بالتعامل مع هذه الجماعة.
ولعل بعض رجال الدين يحب في جماعة الإخوان قدرتها التنظيمية الخارقة وفعالية إشهارها التي تضاهي أقوى شركات الإشهار في العالم، فرجل الدين المعروف والمغمور يحب فيهم – إذا كان من أهل الدنيا – قدرتهم العجيبة على رفعه إلى عنان السماء، وحشد الناس حبا وتأييدا له حتى يكاد الواحد منهم يوضع في مرتبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وضعوا حسنهم البنا وقطبهم، حتى أن أحدهم كتب منشورا يمدح فيه حسن البنا ووضع في آخره "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"، بدون كلمة "قل" حتى يتوهم القارئ أن القائل هو حسن البنا، وهذا جنون وتطرف لا يستغربه المطالع لكتب هذه الجماعة الخارجية المتطرفة التي ما خرج الإرهاب والتطرف إلا من عباءتها !
لقد أقسم أولئك المشايخ الذين اغتروا بمرسي أثناء الحملة الانتخابية على أنه لا يسير وفق منهج الشريعة التي كان يتغنى بها هو وجماعته قبل الرئاسة، ويكفيك فقط البحث عن أقوالهم في اليوتيوب بدل تكذيبي لأني أعلم أن دعاية الجماعة السياسية والنفخية للعلماء تجعلها جماعة البر والإحسان المثلى الوحيدة المثنى عليها في كل المنابر خاصة السياسية – لأنها جماعة سياسية - في عالم المسلمين، وأغلب المسلمين مغتر بها وبتشدق أعضائها أعضاء "جمعية حطام الدنيا"، لذا أخاطب من يقرأ ويكتب: اقرأ يا أخي ثم اكتب..
كذلك أجاب مرسي على سؤال حول الفرق بين العقيدة النصرانية والعقيدة الإسلامية، فقال مجاملا للنصارى: لا فرق بين العقيدتين، كل واحد يختار ما يشاء ! فكان بذلك مثل عالمهم القرضاوي الذي أثنى على بابا النصارى الميت، ودعا له بالرحمة والجنة ! ومرة أخرى فيديوهات القرضواي ومرسي موجودة على اليوتيوب..
أما الطوام الموجودة في كتب حسن البنا وسيد قطب فقد محصها العلماء جيدا على مر عقود من الزمان، وردوا ما فيها من أوساخ بالدليل والبرهان، وكتب التي ترد عليها موجودة مجانا على الإنترنت لكن الشيطان يعمي الأبصار والبصائر عنها. فابحث عن الحق بدل الهتاف المبحوح خلف هذه الجماعة الخارجية التي لا تدين لله بقبول الحكام ولا تحترم أسس الدين..
أما داعش وقاعدتها فأهم أكذوبة تتبعانها هي أكذوبة أن سفك الدماء المحرمة هي من الإسلام في شيء، وهذه الجماعات منبثقة من جماعة الإخوان ما هو ثابت (للقرضاوي قول مسجل أن البغدادي السابق من هذه الجماعة، كذلك ابن لادن والظواهري، لا ينكر ذلك إلا مكابر)، وأساس هذه الجماعات الإرهابية كلها هو الخروج على حاكم المسلمين، نفس الخروج السابق المعروف في تاريخ الإسلام، فهي جميعا – وأمها الإخوان في هذا العصر - ترفض الحاكم وتكفره وتكفر كل مسلم يؤيد (الجيش)، وحتى الذين يعيشون في كنفه (المواطنون الأبرياء)، مما يعطيهم المبرر التافه لسفكهم للدماء والعياذ بالله، وإلا فإن قتل المسلمين أمر صعب على المسلم، ولا يمكن أن يقدم عليه إلا إذا توفر لديه يقين تام بأنه يقتل الكفار (ولو عقل لعلم أن الكفار المسالمين لا يجوز الإعتداء عليهم لكنه لا يتبع دينا ولا يتبع عالما معروفا بل يجري بمثل المجنون خلف أشخاص مجهولين أطالوا اللحى كالدواعش، أو وضعوا ربطة عنق كالإخوان، وخدعوه بالكلام الحماسي المعسول كما يفعل الدواعش أو بالسياسة والولاء للجماعة الذي يستحق التضحية كما يفعل الإخوان ! وهذا ما يبرر عمليات القتل التي نراها في العالم ومصر اليوم لرجال من الجيش والشرطة كفرهم الوحيد أنهم دانوا للحاكم الكافر بالطاعة.. وهذه للأسف حقيقة كل الجماعات الخارجية..

الأكذوبة الثانية: قول الزعماء الغربيين بعد كل عملية إرهاب إنهم مصرون على مواصلة نهجهم التحرري الديمقراطي الإلحادي وأن ضربات الإرهابيين لن تثنيهم عن ذلك النهج ! وهذا القول نفسه يتردد في قنواتهم مما يوحي لشعوبهم بأن الإرهابيين المجانيين يضربونهم بسبب حريتهم وتعاليم حضارتهم الزائفة الماجنة التي تشمئز منها النفوس ! وهذه أكذوبة كبرى، يعرفون هم أنفسهم قبل غيرهم أنه لا أساس لها، ولكنهم يريدون الكذب على شعوبهم وعلى العالم لمواصلة أذية غيرهم.
إذا كان لهؤلاء الإرهابيين سبب في ضرب أوروبا وأمريكا، فإنه معروف، وهو في الأساس ظلم ساسة تلك البلدان الباردة للعالم الإسلامي وتدخلهم المتواصل في شؤونه، ودعمهم لعدوه اليهودي الذي زرعوه فيه (اليوم قرات عن دعم امريكي عسكري لإسرائيل ب 40 مليار دولار، فما بالك بالأيام السابقة!)، هذا هو السبب الذي لا ينطقون به في خطاباتهم، ولا يناقشونه في إعلامهم، مما يدل على إصرارهم على مواصلة سفك دماء المسلمين، ورغبتهم في مواصلة الإرهابيين لسفك دماء شعوبهم، اللهم إلا إذا كان هذا الإرهاب مدبر له في أوكارهم، ومسخرة له كل وسائل الدعاية القوية التي أصبح الإنترنت أعظم تجلياتها، وغير ذلك لتجنيد بعض جهلة شباب المسلمين بالدين ممن لا علماء له يتبعهم ولا آباء، ولا فيهم من يميز حرمة سفك دماء الآمنين.
وإذا تأملت في حال هؤلاء الإرهابيين وجدت أن آخر ما يدعوهم إلى التفجير في تلك الديار الباردة هو ما يردد هؤلاء الزعماء "حريتنا، مبادئنا الإلحادية، فجورنا، مثليتنا المعلنة"، وهم يعرفون ذلك جيدا لكنهم يكذبون على العالم وعلى شعوبهم، فحرياتهم وإلحادهم ليست من الأمور التي يحسدهم غراب ملتحي واحد عليها بل هي أمور مثيرة للإشمئزاز والغثيان لدى كل المسلمين الصادقين، فمن من المسلمين يدعو لهذا الإلحاد البغيضة والحرية السكيرة الفاجرة القذرة التي جعلت رؤساء حكومات ووزراء بلدان غربية يخرجون في الأسبوع المنصرم في مسيرات للمثليين بعضهم يرافقه أبناءه وأفراد أسرته الذين سيكون لهم الخيار بطبيعة الحال في الإنقلاب على الطبيعة مستقبلا ؟!
إذن الإرهابيين – إن وجدوا - هم شباب من الجهلة المتحمسين الذين تدفعهم أذية شعوبهم المتواصلة من طرف القوم إلى الإنتقام، لا حسد هؤلاء الضالين على ضلالهم كما يزعم رؤساؤهم بعد كل حادثة إرهابية (وتفطن لذلك حتى يتجلى لك مثل كل ما ذكرته في هذا المقال المتواضع) !
حاول الإستماع إلى زعمائهم بعد هذه العمليات الإرهابية التي لا تخدم إلا الشيطان، ولن تسمع إلا: يحسدوننا، لا يحبون خمورنا، لا يريدون ديمقراطيتنا التي أرغمناهم عليها.
وهنا ملاحظة: ما دامت ديمقراطية القوم هي الأفضل عندهم لماذا يرغمون الناس إذن على استبدال دينهم بها؟ ألا يدل ذلك على أن دين المسلمين وحريتهم وشوراهم خير منها ؟ الحكومات يتم إرغامها على الموافقة على قوانينهم العجفاء وتطبيقها، ودين المسلمين مستهدف كأن المسلمين يعيشون في قعر أوربا المتجمدة ، وهذا أمر عجيب لا يبرره إلا وجود إبليس على عرشه في البحر، وتجنيده لجنوده من هؤلاء الرؤساء ليضربوا الحق الوحيد الموجود في هذه الدنيا وهو الإسلام.. فالحمد لله كثيرا على نعمة الإسلام، وكفى به دليلا على صحة هذا الدين، وإلا لما انشغل ابليس وأتباعه به، ولما سمعت عن تدخل دولة ضخمة كأمريكا في شؤون دويلة جائعة من دول المسلمين ؟.

الأكذوبة الثالثة: أكذوبة هذه البدع المتفشية في العالم الإسلامي للأسف، والتي طغى السكوت عنها على محاربتها مما جعلها تزداد تفشيا حتى أصبح أهلها يعقدون المؤتمرات ليل نهار دون رادع أو محاور يفضحهم. وقد وضعت هذه الأكذوبة في الأخير لأن تأثيرها أقل اليوم من تأثير سابقتيها المرتبطتين بالدماء وإن كان أهلها أكثر جندا وعددا.
هذه الأكذوبة منحصرة في الإختلاف الفكري الذي قد يحوله التعصب نادرا إلى الأذية، والذي يؤثر في معظم المسلمين الذين نرجو لهم كل الخير والسلامة من هذا الضلال كما نرجو لأنفسنا.
ضع كلمة "بدعة الـ....." في جوجل، وسارع بالبحث عن حقيقة ما تنتهجه إن كنت تتبع إحداها، فالجنة أحق أن يتحرى عنها من العروس التي في عالمك، ولا تتبع الأهواء وخطوات شياطين الإنس والجن الذين يضلون الناس من أجل تحصيل منافعهم الخاصة أفقرهم الله.. ولن أقول لك أكثر من هذا احتجاجا على سكوت معظم العلماء..

أخيرا كلمة تحذير من المد الشيعي، ومن التعاطف مع الشيعة حتى أصبحنا نسمع المقابلات العلنية مع هؤلاء المروجين في إذاعتنا المتواضعة، فاحذروا من أموال الشياطين أيها المثقفين والإعلاميين فما عند الله أبقى وأنفع، ولا تغركم بضع دولارات زائلة تصدكم عن سبيل الله، وتدفعكم إلى وضع أيديكم في أيدي الشياطين والترويج لمذهب أساسه بغض الصحابة وآل البيت وقتل أهل السنة والجماعة، ولم يدخل بلدا إلا وسفك دماء أهله، والأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى. إضافة إلى عفن فكره المبني على وصم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها وجعلنا من زمرتها، ولاحظ أنهم بهذا، هم وكل مثقف أو إعلامي تعاطف معهم أو روج لمذهبهم أو اعتنقه، ليسوا من المؤمنين لأنهم يرمون أم المؤمنين وسيدة نساء العالمين أمنا عائشة بالزنى والعياذ بالله..

اقرأ أيضا