شكل إدماج مدارس الهندسة الثلاث التي أنشئت في موريتانيا منذ بداية هذا العقد (مدرسة التقنيات العليا التابعة للجيش و مدرسة المعادن في اكجوجت و مدرسة الأشغال العمومية في ألاك) في المدرسة التابعة للجيش تطبيقا للقرار الذي اتخذته وزارة التعليم العالي في نهاية السنة الجامعية المنصرمة، شكل ضربة معنوية قاتلة للطلاب الذين أنهوا السنتين التحضيريتين في هذه المدارس و كانو يتأهبون لمرحلة التخصص خلال السنوات الثلاث القادمة. لقد دخل هؤلاء التلاميذ المدارس المذكورة على أساس أنهم يدشنون مسارا تربويا مدته خمس سنوات سيفضي بهم إلى التخرج في مختلف التخصصات. و قد دخلوا هذه المدارس كنخبة من تلاميذ الشعب العلمية في مدارس الإمتياز و الثانوية العسكرية. و بذلوا هم و آباؤهم جهودا مضنية للحصول على أعلى المعدلات التي يتطلبها هذا المسار و إنهائه بتفوق و هو ما حققوه بجدارة. و اليوم جاء قرار وزارة التعليم العالي ليقطع الطريق على تطلعاتهم و يحطم الآمال التي كانت تنير دربهم فبعد أن أنهوا السنة التحضيرية الثانية و ضمنوا التجاوز إلى أولى سنوات التخصص أخبروا بأن عليهم أن يخضعوا في ظرف عشرين يوما فقط لمسابقة و لن تكون هذه المسابقة في المواد التي درسوها في السنة الأخيرة و أن المقاعد المخصصة للناجحين منهم في السنة القادمة لن تتسع إلا لخمسة و سبعين من أصل واحد و تسعين. و هو ما يعني أن ستة عشر من هؤلاء الطلاب سيطردون ببساطة. و رغم هذا كله فقد حث آباء الطلاب أبناءهم على خوض هذه المسابقة آملين نجاحهم و معتمدين على ما تلقوه من وعود من بعض المسؤولين. لكن الكارثة جاءت مع نشر نتائج المسابقة.
فقد إتضح أن المواد التي تناولتها لم يدرسها الطلاب في السنتين الماضيتين و أن الأسئلة كانت قد وضعت في إحدى كليات دولة أجنبية قبل سنتين أو ثلاث. و قد كان عدد الناجحين في هذه المسابقة التعجيزية و الإقصائية إثنين فقط من أصل واحد و تسعين. أما التسعة و الثمانون الباقون فقد خيرتهم إدارة المدرسة العليا للتقنيات بين أن يعيدوا السنة الثانية و سيخضعون في نهايتها لنفس المسابقة و قد لا تحمل لهم حظا أفضل أو يذهبوا لسبيلهم.
إن من ضيع مستقبل هؤلاء الطلاب يتذرعون بضعف مستوياتهم و لكنهم في نفس الوقت يتغاضون عن كون زملائهم في السنوات الثلاث الأولى في المدرسة العليا الذين تخرجت أولى دفعاتهم قبل أيام كانوا يدرسون من قبل الأساتذة أنفسهم و يتجاوزون بنفس المعدلات.
إننا نحن آباء الطلاب نرى أن أبناءنا قد تعرضوا لظلم شديد و نطالب السلطات العليا و على رأسها رئيس الجمهورية السيد محمد ول عبد العزيز أن ترفع هذا الظلم عن أبنائنا و تتركهم ينهون تعليمهم في مدارسهم المختلفة على أن يبدأ تنفيذ قرار دمج هذه المدارس سنة 2019م.
بتاريخ : 06/08/2016
آباء الطلاب المنهيين للسنتين التحضيريتين في مدارس الهندسة المدموجة