أجرت شبكة البي بي سي استفتاء شارك فيه 177 ناقدا سينمائيا من 36 بلدا حول العالم لاختيار أحسن 100 فيلم خلال القرن الواحد و العشرين .
و قد ضمت القائمة فيلما عربيا في المرتبة 36 هو فيلم تمبكتو للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساغو
فيما أحرز الفيلم الأميركي " Mulholland Drive" للمخرج ديفيد لينش المرتبة الأولى.
تدور أحداث الفيلم في مدينة تمبكتو بشمال دولة مالي المجاورة لموريتانيا، وتصور جوانب من البطش والإهانات التي كانت تمارسها الجماعات المتشددة على السكان إبان سيطرتها على المنطقة منذ ربيع سنة 2012 حتى بداية سنة 2013.
جرى تصوير الفيلم في منطقة الشرق الموريتاني المحاذية للحدود مع مالي نظرا لتشابه المنطقة مع حواضر الشمال المالي، ولأن الفيلم صور في فترة كانت تمبكتو وكيدال وغاو (كبريات مدن شمال مالي) تحت سيطرة المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
المخرج عبد الرحمن سيساغو ولد في مدينة كيفة لأسرة موريتانية عام 1961 وبها قضى ردحا من الزمن، لكن تشاء الأقدار أن تهاجر أسرته إلى دولة مالي المجاورة، حيث مكث هناك بضع سنين، ثم ما لبث أن شد الرحال عائدا إلى وطنه الأم
انتقل سيساغو إلى روسيا سنة 1983 حيث درس في المعهد الفدرالي للسينما بموسكو ليتعرف عن كثب على أعمال عمالقة السينما، بينما كانت تشغل باله فكرة واحدة بأن يصبح في يوم ما مخرجا سينمائيا.
لم تمض ست سنوات حتى أثمرت تجربة سيساغو الوليدة حينها أول فيلم كان بمثابة مشروع تَخرُج وقد حمل عنوان " اللعبة" وتدور أحداثه في جمهورية تركمانسان.
وفي سنة 1994 أخرج فيلمه الثاني، لتتوالى بعد ذلك أفلام هذا المخرج الذي يعتمد أسلوب التريث في إنجاز أعماله بحسب رأي المخرجة الموريتانية لاله بنت كابر التي تقول "يعجبني في سيساغو أنه غير متسرع. ليس من نوعية المخرجين الذين يخرجون كل يوم فيلما قد يكون عدد منها غير ناجح بدون أي مستوى."
وتضيف بنت كابر في حديث مع موقع قناة "الحرة" أن "سيساغو يخرج فيلما رائعا وناجحا ويصبر سنوات وينتظر ليخرج أروع الأفلام؛ هذه الميزة هي أكثر شيء يعجبني فيه".
وتمكن فيلم تمبكتو من المنافسة في القائمة النهائية للحصول على الأوسكار سنة 2015، وحصد في السنة ذاتها معظم جوائز سيزار التي تمنحها أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية