شهدت الليلة الرابعة من ليالي مهرجان أبوظبي السينمائي 2014؛ العرض الأول للفيلم الموريتاني "تمبكتو" لمخرجه عبد الرحمن سيساكو وذلك بقاعة العرض بسينما المارينا مول بالعاصمة أبوظبي. 

وقال المخرج سيساكو؛ في تقديم مقتضب لفيلمه أمام الجمهور، إنه فخور بمشاركته في الدورة الحالية من مهرجان أبوظبي السينمائي، مؤكدا أن الفيلم يناقش ظاهرة الإرهاب في منطقة الساحل من خلال عرض نمط الخوف الذي فرضه المتشددون على السكان الأصليين الذين وجدوا أنفسهم عرضة لتطبيق الكثير من الأمور بشكل قسري مخيف. 

بعد ذلك تابع جمهور سينما المارينا مول؛ فيلم "تمبكتو" (100 دقيقة) الذي حاول إظهار الطريقة التي تعايش بها سكان مدينة تمبكتو المالية مع سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة على المدينة وأجزاء كبيرة في الشمال المالي، مقدما صورة قاسية عن طريقة معاملتهم للأهالي وفرض الكثير من القيود التي أضفت على الفيلم طابع الرعب. 
  
سيساكو تمبكتو صور في مدينة ولاتة 

بعد نهاية العرض بدأ نقاش الفيلم حيث طرح الجمهور الإماراتي والخليجي وحتى الأجنبي الكثير من الأسئلة على المخرج عبد الرحمن سيساكو؛ تمحورت في الأساس حول نزعة الرعب في الفيلم والصعاب التي واجهته، وما إذا كان يخشى انتقام هذه الجماعات منه، وهل بات هدفا لها؟ 

سيساكو أوضح أن الفيلم لم يقدم إلا صورة ضئيلة عما عاشه سكان الشمال المالي إبان سيطرة الجماعات الإسلامية على المنطقة، مؤكدا أن أكبر دليل على خطورة الوضع هناك أنه لم يستطع التصوير في تمبكتو إلا يومين فقط، أما باقي أحداث الفيلم فتم تصويرها في ضواحي الشرقي الموريتاني وتحديدا مدينة ولاته التاريخية، معتبرا أن هذا أكبر تحدي واجهه أثناء إنتاج الفيلم. 

وفي رده على أسئلة الجمهور المتعلقة بتخوفه من الانتقام وهل يعتقد أنه سيسلم من ردة فعل محتملة لهذه الجماعات أو المتعاطفين معها؛ قال عبد الرحمن سيساكو: "ليس هناك ما يدعوني للخوف، وإن كانت الناس تخاف كثيرا في زمننا هذا، وما يهمني حاليا أن هذا الفيلم ناقش قضية عالمية يجب أن يتعامل معها الجميع كل من موقعه ومجال اختصاصه". 

يشار إلى أن العرض الثاني لفيلم "تمبكتو"؛ المشارك في مسابقة "الأفلام الروائية الطويلة" ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي (23 أكتوبر وحتى 1 نوفمبر 2014)؛ سيكون مساء غد الثلاثاء في سينما قصر الإمارات، ومن المتوقع أن يحضر سيساكو رفقة "إبراهيم" وهو أحد أبطال الفيلم وفنان موسيقي الحفل الختامي لهذا المهرجان السينمائي الدولي. 

صحراء ميديا