بتكر عالم فيزياء هولندي نظرية جاذبية جديدة قد تقود إلى تفسير المادة المظلمة (dark matter) في الكون، التي تشكل أكثر من 70% من مكوناته، وأطلق على هذه النظرية اسم "النظرية الناشئة للجاذبية" (emergent theory of gravity).
وفقا لموقع "إنفيرس" المعني بالشؤون العلمية، فإن نظرية الجاذبية الحالية تصبح غريبة قليلا عندما يتعلق الأمر بتفسير بعض المواقع في الكون، ومن بينها الأطراف الخارجية للمجرات، حيث إن النجوم في المناطق الخارجية للمجرة تدور حول مركز المجرة أسرع مما يمكن توقعه، وهذه السرعة الزائدة يبدو أن سببها نوع من قوى الجاذبية الإضافية. ولأننا لم نشاهد المادة المسؤولة عنها، فإن العلماء أقحموا المادة المظلمة في نظرية الجاذبية لتفسير سرعة الدوران الكبيرة.
ولكن -بحسب موقع إنفيرس- فإننا قد لا نحتاج حقا إلى المادة المظلمة لتفسير السرعة الزائدة، ففي ورقة نُشرت قبل أيام على موقع "أركايف" (arXiv) يجادل أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة أمستردام الهولندية إيريك فيرلاندي بأن نظريته حول الجاذبية الناشئة مسؤولة عن السرعة الزائدة بدون إقحام المادة المظلمة.
وتساءل فيرلاندي في تغريدة على تويتر قائلا "إن العيوب تظهر في التفسير السائد للمادة المظلمة، فهل هناك شيء أكثر قبولا ليحل مكانها؟".
وكان فيرلاندي قد نشر "نظرية الجاذبية الناشئة" أول مرة في العام 2010، ومنذ ذلك الوقت وهي مثار جدل في مجتمع الفيزيائيين. وتصوّر نظريته الجاذبية كخاصية طارئة أو ناشئة في الكون نتيجة اضطراب أو عدم انتظام، بدلا من النظر إليها على أنها قوة أساسية من قوى الكون. ويعارضه في ذلك فيزيائيون آخرون مستندين إلى نتائج اختبارات تتعلق بجزيئات الكم.
ورغم أن تحدي نظريات نيوتن وآينشتاين يعتبر أمرا جريئا، فإن النظر إلى الجاذبية من وجهة نظر فيرلاندي قد لا يسهم فقط في أن يفهم الفيزيائيون بشكل أفضل كيف تتحرك النجوم في الحدود الخارجية للمجرات، وإنما أيضا كيف تتصرف المواد حول الثقوب السوداء وأوضاع أخرى لم تستطع الجاذبية التقليدية تفسيرها بشكل صحيح.
مواقع