الشروق ميديا: ما هي الإرهاصات الأولى لولوجكم الساحة الفنية؟
لمرابط: أولا أتشرف بهذه الاستضافة، البداية كانت تقريبا منذ حوالي تسع سنوات، عندما بدأت أكتب في بعض الصحف الوطنية أعمدة ساخرة، في صحيفة العلم هي "مذكرات مواطن" ونقلته أخيرا إلى صحيفة أخبار انواكشوط.
ثم تحولت تلك الأفكار إلى المجال السمعي البصري في قناة المرابطون، حيث تم إنشاء برنامج "لبجاوي" وهو إنتاج مشترك بين دار السينمائيين الموريتانيين وقناة المرابطون، ثم انتقلت بعد ذلك إلى النشرة الساخرة في إذاعة نواكشوط، لتأتي بعد ذلك تجربة "خدمة العللاء".
الشروق ميديا: متى راودتك فكرة خدمة العللاء وهل بث برنامج من هذا القبيل قبلك وطنيا أو دوليا؟
لمرابط: راودتني الفكرة على أن نقوم بصناعة كوميديا مختلفة، ونقوم بكسر القاعدة التي تقول "إن الممثل الكوميدي هو من يضحك على نفسه" فأنا أرى عكس ذلك تماما ارى أن الكوميدي هو من يضحكك على نفسك وعلى واقع مرير تعيشه، لذلك فكرنا مليا في برنامج كوميدي وليس مسلسلات، فأنشأنا برنامج "لبجاوي" أولا لعلمنا أن المجتمع يستهلك النكتة، ثم بعد ذلك جاءت فكرة برنامج "خدمة العللاء" ولا ننكر أن هنالك أفكارا عالمية تقودك إلى هذه البرامج.
كما حاولنا أن نصحح مفهوما شائعا عند بعض الجمهور أن الكوميدي هو من يرتدي ثيابا رثة ممزقة، حتى يضحك الناس، لا بالعكس الكوميدي هو من يضحك الآخرين بأسلوب نقدي مع أن الضحك حالة نفسية لا يمكن أن تضمنها لأي شخص.
الشروق ميديا: لماذا لا تشركون في البرنامج الجديد بعض الشباب ويكون المستقبل والمتصل في شخصكم أنتم؟
لمرابط: هناك مجموعة كبيرة هي المصورين وقسم المونتاج، وقسم الجرافيكس، ودعني أذكرك بأن اسم البرنامج "خدمة العللاء" من اختراعنا كمجموعة وهو بالمناسبة اسم يحمل نقدا آخر فهو محاكاة لبرامج خدمات الاتصال التي تقول إنها تقوم ب"خدمة العملاء"، وعادة خدمات هذه الشركات تقترب من خدماتنا نحن,
أما من حيث الإعداد والتقديم فهو من إعدادنا وتقديمنا يعني شخص واحد يلعب عدة أدوار، ولا أرفض أن يشاركني شخص آخر في تقديم البرنامج لكن لا بد أن يكون مقنعا بالنسبة إلي. لأن من لم يستطع أن يقنعني فبالضرورة لن يقنع بقية المجتمع.
الشروق ميديا: ما هي الرسائل التي يتم تمريرها داخل هذا البرنامج؟
لمرابط: نحن بكل بساطة نقتطع قطعة من الواقع، ونجعل عليها بعض الرتوش، نحن لا نؤلف من أنفسنا لأننا أبناء مجتمع يحتاج إلى معالجة بعض الظواهر، والمأساة الموجودة في البرنامج فيها جانب من السخرية، وكثيرا من الأسر التي تشاهد البرنامج تستفيد فعلا من هذا النقد الساخر، فالعلمية النقدية تتم عن طريق سؤال وجواب وهي على بساطتها عميقة جدا فهذا القالب الذي نستخدم يعالج الواقع بطريقة مختصرة جدا، وقد نصادف عشرات النكت اليومية لكنها غير قابلة للاستخدام,
الشروق ميديا: اختفى برنامج "الشيباني" بعد بث عدة حلقات ما هي رسالة برنامج الشيبابي؟ وهل هو موجه لنقد الإخراج الفني للمؤسسات التلفزيونية؟
لمرابط: برنامج "الشيباني" هو واحد من الشخوص الموجودة في برنامج "خدمة العللاء" وهو شيخ خرف لا يعرف شيئا عن هذا الواقع، نحاول أن نمرر من خلاله ظاهرة مقص الرقيب الموجودة في مؤسساتنا، فتصول معي أن هذا الشيخ الخرف لم يسلم من وجود مقص ينبهه عند كل فكرة يقولها. فالرقيب موجود بطبيعة الحال في كل مكان هناك الرقيب الأخلاقي والرقيب الاجتماعي، هناك مقص الرقيب وأنت إعلامي تعرفه جيدا. فهذا الشيخ كما قلت لك ينبغي أن يكون مرفوعا عنه القلم لم يسلم من مقص الرقيب، فما بالك بغيره من الكتاب والصحفيين والمبدعين.
الشروق ميديا: حدثونا عن واقع الكوميديا في موريتانيا؟
لمرابط: الكوميديا في موريتانيا ما زالت تعيش الإرهاصات الأولى وتعيش مراهقتها الأولى بل تعيش مرحلة الطفولة، لا ننكر أن هناك بداية مشجعة ولله الحمد، هناك فنانون كوميديون يحاولون تطوير المسرح الموريتاني مثل "خدمة العللاء" مع أنني لا أضخمها عن حجمها الحقيقي، ولكنني شخصيا أستبشر لها بمستقبل واعد، وقد فاجأني تلقف الجمهور لها، وذلك لأننا حوالنا أن لا تكون مادة نخبوية فهي تستهدف كل الجمهور الموريتاني، فتقبلها الجمهور على نطاق واسع بل استهلكها في بعض مجالسه، فكم مرة أسمع من بعضهم "أمالي ال كلتهالكم" وهي فقرة من "خدمة العللاء".
فقط أنا أنصح أي مثثل كوميدي ليست لديه فكرة جديدة أن لا يكرر فكرة سابقة هذا ليس من الأمانة في شيء.
الشروق ميديا: هل تفكرون في أعمال فنية أخرى غير خدمة العللاء؟
لمرابط: نعم أقول لجمهور "خدمة العللاء" أن البرنامج متواصل إن شاء الله، وهناك إنتاج أعمال جديدة ستفاجئ الجمهور وهي من إنتاج "300 للإنتاج" وستكون الأولى من نوعها بحول الله على مستوى الوطن العربي.
الشروق ميديا: هل تنصحون الشباب الذين غادروا المسرح أن يعودوا إلى الخشبة؟
لمرابط: أعتقد أن أي شاب يؤمن بالمسرح عليه أن يعلم أنه بحاجة إلينا جميعا، ولا أستثني هنا أحدا سواء تعلق الأمر بالممثلين، أو المخرجين أو مديري الخشبات، أو الإضاءة، كل ما يتعلق بفن التمثيل أو يمت إليه بصلة نحن بحاجة إليه جميعا، المسرح يحتاج إلينا جميعا، وهناك حقيقة لا بد أن ندركها أن هناك منافسة فنية شبه إقليمية غصبا عنا، ففي فترة التسعينات هنالك تلفزيون وطني وحيد مفروض على المشاهد وليس لديه بديل، اليوم نحن على عربسات وفي الثورة الرقمية الجديدة ليس هناك من يستطيع أن يفرض عليك قناة معينة أحرى أن يكون مضمون البث ركيكا من حيث الشكل ومن حيث المضمون. المشاهد لديه مادة متوفرة بكثرة ولم يعد أحد يتحكم فيه.
الشروق ميديا: ما هو موقفكم من المسرح الجاد أو الدراما الحزينة؟
لمرابط: المسرح عموما فن جميل بل هو أبو الفنون، نحن نحتاج إليه، وهناك من يستهلكه على نطاق واسع، وأنا متأكد أننا لو قمنا بتأليف مسرحية جادة وعرضها على إحدى خشبات المسرح، سيقبلها الجمهور على نطاق واسع إذا كانت بالفعل محبوكة في الشكل والمضمون، فعملية استجلاب الجمهور سهلة جدا، ولكن المحافظة على جمهور الخشبة هو التحدي الأكبر أمام كثير من الفنانين.