غادرت مخيلة الفتاة الموريتانية تلك الذهنية التي سيطرت عليها ردحا من الزمن " إما زوج يستحق أو أجلس في بيت أبي " .
فبعد أن ذبلت زهور أيام معظم الفتيات وبلغن سناً متقدماً في العنوسة ، أصبحت معه لعنة "لبوار" شبحا مخيفا ، في ظل قسوة الأسرة ، ووصف الأقارب " بالبايرة "وتعليقات الصديقات لها بأنها ستبقى كالبيت الواقف إن لم تقرر سريعا الالتحاق بالقطار ودخول عالم الزوجية مع أي رجل يطرق بابها ، في ظل هذا الواقع المر بدأت الصورة الذهبية التي رسمتها الفتاة قديما عن " الرجل " تتبدد تلقائيا كما بدأت صفات فارس الأحلام في التلاشي ، فالخلاص من لقب " عانس " هو الهاجس الوحيد الذي يتحكم فيها .
فهل هذه الصورة المتداولة على وسائل التواصل مؤخرا ، تؤكد أننا وصلنا إلى هذه المرحلة التي تصرخ فيها المرأة طلبا للزواج ، حتى لو كان على حساب تعدد الزوجات ؟ فالزواج نعمة الاهية للإنسان لاستمرارية بقائه وللمحافظة على النوع وليكون العبد في مأمن من نفسه الأمارة بالسوء ، وفقد راحت أيام السكوت ومجاراة المجتمع في سلبياته .