سلطان القاسمي يفتتح فعاليات الدورة 33 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

خميس, 2014-11-06 10:36

أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أنه يرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض، ساكنين وسط كل الدمار والخراب الذي يحطيان بهما" مضيفاً أنه يعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب".

جاء ذلك خلال افتتاح سموه صباح اليوم (الأربعاء)، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 5-15 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة.

وقال صاحب السمو في كلمته الافتتاحية للمعرض عن الظروف التي واكبت هذه الكلمة: "قبل يومين، كنت على مائدة الطعام مع أولادي، فأصروا أن ألقي كلمتي إرتجالاً، فتركت الموضوع إلى هذا الصباح، بدون تحضير، حتى إذا جلست في هذا اليوم، في غرفتي هادئاً، وما حولي ساكناً، وإذا بقلبي يطرق طرقاتٍ متواصلة، قلت ماذا بك يا قلب؟ هل هذه حوافر خيولك تغدو إلى نصرٍ، أم حوافر خيلك متراجعة بالهزيمة، فلم يجب؟".

وأضاف سموه: "قلت: هل هذه الطرقات طرقات مطارق مصانعنا، أم أنها تفجيرات ومعاول تهدم.. ثقافتنا ومتاحفنا وعلمنا.. فسكت.. قلت: أيها القلب.. لقد أشقيتني وأتعبتني.. كل ما دعمت منك شرياناً مال شريان.. رأفةً بي.. قال: أيعجبك الذي يحدث الآن في عالمنا العربي من الخزي ومن التدمير والتشريد.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الإنسانية؟.. استحلفك بالله يا سلطان هل هذا عمل من أعمال الشيم العربية؟.. استحلفك بالله هل هذا من أعمال تعاليم الدين السمح".

وأردف سموه: "قلت: مهلاً يا قلب.. استكن، لا تدفعني إلى أن ألعن الظلام بل ادفع بي لأوقد شمعة تنير لنا الطريق في هذا العالم المتظلم.. قال: عرفت شمعتك.. قد كنت أعرفها منذ كنت صغيراً.. في شأن الكتب أخذت خنجرك الذهبي وأنت لم تبلغ الثانية عشرة من عمرك، فرهنته لتشتري به كتباً، ألم يحدث؟.. قلت له: حدث.. واخوتي كلهم، كل واحد لديهم خنجر مذهب فأين خناجرهم؟.. قيمة خنجري لا تزال في صدري علماً ومعرفةً.. قال: شاهدتك في أول معرض للكتاب.. تجول ولم يكن من الزوار إلى ذلك المعرض في أول دورة له من يشتري هذه الكتب.. ولم أشاهدك حزيناً بل كنت أشاهدك ذا عزيمة.. حتى إذا قال الآخرون نكتفي بهذا.. لأن لايصلح أن يكون معرض للكتاب في هذا الجزء من العالم العربي.. وبادرت واشتريت كل الكتب.. جزء منها في المكتبة العامة وجزء في المدارس وجزء لي شخصياً.. واستمر التصميم على متابعة إقامة ذلك المعرض.. قال: قلبي وأنت الآن تصل إلى الدورة 33.. وهنا مثل ما شاهد معك اليوم.. المكتبات العالمية أتت إلى هذا المعرض.. وكُتاب الدنيا أتوا.. والمؤسسات الفكرية أتت هل استكفيت.. قلت له: لا.. قال: وماذا تريد؟".

وأضاف سموه: "قلت لقلبي: أنا قرية في عالم كبير اسمه العالم العربي.. أنا نقطة في محيط.. ليت لي تلك الأذرع التي أصل بها كل مكان في هذا العالم العربي.. الذي أصبح في هذا الموقف المخزي أمام الدنيا... قال: كيف تراه.. هل تراه حقيقةً..

واختتم سموه كلمته المؤثرة: "قلت لقلبي: إني أرى الحقيقة والفضيلة ككتابين عظيمين قائمين على وجه الأرض.. ساكنين وسط كل الدمار والخراب.. الذي يحطيان بهما.. أحياناً أجدهما مغطيان بالسحاب عندئذ يتحرك الناس في الظلمات.. ظلمات الجهل.. ظلمات الجريمة.. ظلمات التعصب.. ظلمات الهمجية، وإني أعمل جاهداً على تبديد هذه السحب لكي تشرق شمس الحقيقة شمس الفضيلة عبر الكتاب".

حضر حفل الافتتاح كل من معالي محمد بن أحمد المر، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني، المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ عصام بن صقر القاسمي، المستشار في مكتب سمو الحاكم، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخ خالد بن سلطان القاسمي، رئيس مجلس التخطيط العمراني، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"،  والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية،والشيخ محمد بن صقر القاسمي، والشيخ طارق بن فيصل القاسمي، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مسؤولة الاتصال والبرامج العامة بمؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ محمد بن حميد القاسمي.

كما حضر الحفل معالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الصحة، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ ايسيسكو، وسعادة راشد أحمد بن الشيخ، رئيس الديوان الأميري، والأميرة أميره الطويل، نائبة رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، والدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء المصري الاسبق، والدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري السابق، وأحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الأسبق،  والمهندس صالح العبدولي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الامارات للاتصالات "اتصالات"، وعبدالعزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام اتصالات الإمارات الشمالية، والدكتور عبيد سيف الهاجري، مدير مكتب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – ايسيسكو بالشارقة، والفنان عادل إمام، وعدد من أعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري لامارة الشارقة، وممثلي السلك الدبلوماسي العاملين لدى دولة الإمارات، وجمع كبير من الأدباء والمثقفين والمفكرين وممثلي وسائل الإعلام وأفراد المجتمع.

وابتدأت مراسم الحفل الذي قدمه الإعلامي محمد خلف بعرض لفيلم وثائقي لأبرز محطات إنجازات ومبادرات الشارقة الثقافية، وفي مقدمتها معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ إنطلاقة دورته الأولى عام 1982، تلاه كلمة سعادة عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، جاء فيها: "تزدان الشارقة كعهدها بحللها الوضاءة، في سبيلها القويم للتأكيد على مبتغاها الثقافي الجاد ومسعاها المعرفي الرائد، الذي ينهل من معين وأفكار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ذلك المعين المعطاء، وتلك الأفكار الساطعة، الرامية للجدة في العمل نحو بناء الإنسان، وتدعيم أواصر اللقاء الفكري والحضاري بين الشرق والغرب، والتي منحت الشارقة موقعها المتفرد، كونها عاصمة للثقافة العربية، ثم نالت بفضلها مكانتها المرموقة بوصفها عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام، حيث تسهم في تحقيق النجاحات المشهودة لدولة الإمارات العربية المتحدة على الأصعدة والميادين كافة".

وأضاف العويس: "لقد امتد الحضور الثقافي للشارقة إلى أرجاء العالم، ناقلاً الحقيقة السمحة  لحضارة العرب والمسلمين، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي نحتفي اليوم بدورته الثالثة والثلاثين، تحت شعار "الكتاب للجميع"، هو أحد أبرز ذلك الحضور، ببلوغه المرتبة المتقدمة بين المعارض العالمية الكبرى، ليقف بذلك شامخاً وشاهداً ومُحدثاً عن رسوخ المشروع الثقافي للشارقة، المتألقة دوماً وأبداً في حضرة الكتاب، وفي رحاب الكلمة، بما حظي به من توجيهات سديدة، ورعاية سامية من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة".

وألقى معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (إيسيسكو) كلمة ضيف شرف الدورة الحالية، والتي استحقتها منظمة "الإيسيسكو" تقديراً لجهودها بدعم الثقافة في العالم الإسلامي، وقال التويجري في كلمته: "أتشرف باستلام جائزة الشخصية الثقافية لعام 2014، وهو تكريم أعتز به أيما اعتزاز، وتشريف أقدره بالغ التقدير، لي وللمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) التي أتحمل مسؤولية إداراتها، إسهاماً في خدمة العالم الإسلامي، والنهوض به تربوياً وعلمياً وثقافياً. وأحمد الله تعالى على أن وفقني للقيام بالمهام المنوطة بي، ولأداء الأمانة التي كلفتني بها الدول الأعضاء كافة".

وأضاف التويجري: "لقد جعل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الثقافة قوة دفع للنهضة الشاملة التي تصنع التنمية المستدامة، واستطاع بإيمانه وبثاقب فكره وبرؤيته البعيدة، أن يفجر ينابيع الثقافة في حقولها المتنوعة، وأن يستثمر الوسائل الثقافية في صناعة التقدم والرقي والرخاء والازدهار، فكان سموه القائد المثقف المبدع، ليس في حقل الإبداع الذاتي من خلال الفكر والقلم فحسب، ولكن كذلك في حقول العمل الثقافي الشامل والفاعل والمؤثر والمنتج للتطور والنماء".

ثم ألقى سعادة عبد العزيز تريم، مستشار الرئيس التنفيذي مدير عام "اتصالات" الإمارات الشمالية، كلمة "اتصالات"، الراعي الرسمي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وقال: "يسعدني الوقوف أمامكم في هذا التجمع الثقافي الكبير في مدينة العلم والنور، الشارقة، حاضنة الثقافة وعاشقة الحروف والكلمات والكتب. ويشرفني أن أكون في حضرة حاكم أثرى المعرض بدعمه السخي فجعله وجهة للباحثين والمثقفين وأعاد في الشارقة أمجاد قرطبة وجهة النسّاخين والعلماء والمؤلفين في عصر من تاريخنا جميل".

وأضاف: "يعود المعرض هذا العام بأكثر من ثلاثة عقود من النجاح ليذكرنا بالمكانة الكبيرة التي أصبح يحتلها من بين أبرز الفعاليات الثقافية ليس في منطقة الشرق الأوسط بل في العالم، برؤيا مثقف كبير أدرك منذ الصغر أن الكتب ثمرات الفكر والإبداع وأهم وسائل العلم والمعرفة. ويدعم ذلك فريق عمل يسير بخطى واثقة ويبذل جهوداً نوعية وجبّارة وما نراه في هذا المكان خير دليل على ذلك. حيث يضطلع معرض الشارقة الدولي للكتاب بدور ثقافي راسخ، وأصبح قبلة لكل مثقف حريص على متابعة مسيرة المعرفة ومستجدات المشهد الثقافي من مختلف بلدان العالم".

وأكد حرص "اتصالات"، على دعم المبادرات الوطنية الثقافية المعرفية المبدعة، للمساهمة في نجاح المؤسسات المشاركة في دعم تلك المبادرات التى تبحر بالعقول نحو المزيد من التقدم والرقي. مشيرا إلى أن "اتصالات" وضعت معرض الشارقة الدولي للكتاب محل اهتمامها على صعيد المبادرات المجتمعية التي تستهدف في المقام الأول المساهمة في جهود الدولة الرامية إلى الارتقاء بمستويات الفكر والثقافة لتصبح عنصراً فاعلاً في نهضة الدولة وتقدمها على الأصعدة كافة.

وقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائزين بجوائز معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2014، يرافقه عبد الله بن محمد العويس، وأحمد بن ركاض العامري، مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب والتي جاءت على النحو التالي:

جائزة شخصية العام الثقافية: معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري، مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو)

جائزة أفضل دار نشر محلية: وفازت بها دار مدارك للنشر، وتسلّمها تركي الدخيل، رئيس مجلس إدارة الدار

جائزة أفضل دار نشر عربية: وفازت بها دار الفارابي، وتسلّمها جوزف منصور بو عقل، مدير الدار

جائزة أفضل دار نشر أجنبية: وفازت بها دار تاشين، وتسلّمها وليم مارك

جائزة أفضل كتاب إماراتي لمؤلف إماراتي في مجال الإبداع: وفازت بها الدكتورة سعاد العريمي عن روايتها "دِريب الغاوْيات"، وتسلّمها ابنها ناصر الجنيبي

جائزة أفضل كتاب إماراتي/ في مجال الدراسات: وفاز بها الدكتور يوسف الحسن عن كتابه "أية ثقافة.. أيُ مواطن.. نريد في المستقبل؟"

جائزة أفضل كتاب إماراتي/ مطبوع عن الإمارات: وفاز بها كتاب "بث حي من الإمارات"، الصادر عن صحيفة "البيان"، وتسلّمها ظاعن شاهين، رئيس تحرير الصحيفة ومدير عام قطاع النشر

جائزة أفضل كتاب عربي/ في مجال الرواية: وفازت بها الكاتبة منصورة عز الدين عن روايتها "جبل الزمرد"

جائزة أفضل كتاب أجنبي/ خيالي: وفاز بها ديفيد بالدّتشي عن روايته "The Finisher"

جائزة أفضل كتاب أجنبي/ واقعي: وفاز بها يوسف إسلام عن كتابه "Why I Still Carry a Guitar?" وتسلّمتها ابنته حسنة إسلام

جائزة أفضل كتاب أجنبي/ في مجال الطفل:وفازت بها جوليا جونسون عن كتابها "The  Turtle Secret"

ثم تفضل سموه بتكريم رعاة الدورة الثالثة والثلاثين من المعرض، وتسليمهم الدروع التذكارية، وهم مؤسسة الشارقة للإعلام، الراعي الإعلامي، وتسلّم التكريم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس المؤسسة، ومؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات)، الراعي الرسمي للمعرض، وتسلّم التكريم سعادة صالح العبدولي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وقناة العربية، الشريك الإستراتيجي للمعرض، وتسلّم التكريم ناصر الصرامي، مدير الإعلام والأخبار في القناة، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة ومركز إكسبو الشارقة، وتسلّم التكريم سعادة عبدالله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة ومركز إكسبو الشارقة.

بعد ذلك قام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها السادسة، يرافقه سعادة صالح العبدولي وسعادة عبد العزيز تريم، والتي جاءت نتائجها كما يلي:

جائزة كتاب العام للطفل (للفئة العمرية من 0-12 عاماً): كتاب "قط شقي جداً" للمؤلفة عبير إبراهيم الطاهر ورسوم مايا فداوي والصادر عن دار  الياسمين للنشر والتوزيع في الأردن

جائزة كتاب العام لليافعين (للفئة العمرية من 13-18 عاماً): كتاب "رحلات عجيبة في البلاد الغريبة" للكاتبة سونيا نمر ورسوم لبنى طه، والصادر عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في فلسطين

جائزة أفضل نص: كتاب "أمي تحب الفتوش" تأليف إيفا كوزما ورسوم عزة حسين، والصادر عن أكاديميا إنترناشونال

جائزة أفضل رسوم: كتاب "فيروز فتاة الرمانة" تأليف رانيا زبيب ضاهر ورسوم جويل أشقر، والصادر عن أكاديميا إنترناشونال

جائزة أفضل إخراج: كتاب "مشاة ماهرون" للكاتبة نبيهة محيدلي ورسوم حسان زهر الدين، والصادر عن دار الحدائق

وبعد أن تناول الحضور طعام الإفطار على شرف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، شاهد ضيوف حفل الافتتاح عرضاً مرئياً لكتاب "تحت راية الاحتلال"، أحدث إصدارات سموه، حيث وقع صاحب السمو خلال الحفل الكتاب الجديد، وتسلّم كبار المدعوين أولى نسخه ممهورة بتوقيع سموه.

وفي نهاية الحفل قام صاحب السمو بجولة في أروقة المعرض استهلها بزيارة جناح المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية (إيسيسكو)، ضيف شرف الدورة الحالية، وجناح المملكة العربية السعودية، ووزارة التربية والتعليم. كما دشن سموه المرحلة الثانية من مكتبة "القلب الكبير"، وهي المكتبة التي افتتحتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في المخيم الإماراتي الأردني خلال شهر يونيو الماضي، بتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة لشؤون الأطفال اللاجئين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبالتعاون بين المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وثقافة بلا حدود. 

وزار صاحب السمو حاكم الشارقة عدداً من أجنحة الجهات الحكومية ومن بينها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والمجلس الوطني الاتحادي، وثقافة بلا حدود، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ومؤسسة الشارقة للفنون، وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. ووقع سموه عدداً من نسخ كتابه الجديد "تحت راية الاحتلال" في جناح منشورات القاسمي، واستمع إلى مجموعة من الأطفال الذي أنشدوا ترحيباً بسموه خلال زيارته إلى جناح مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وزار صاحب السمو جناح مؤسسة بحر الثقافة المشارك في المعرض، حيث كان في استقباله الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، ومريم الرميثي، مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية.

وألقت الرميثي كلمة باسم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، جاء فيها: "نستقبل اليوم بكثير من الفخر والإعتزاز، دورة جديدة من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي استطاع منذ تأسيسه وحتى يومنا هذا أن يكرس حضوره واحداً من أبرز المنصات الثقافية في المنطقة العربية والعالم".

وأضافت: "في هذه المناسبة الثقافية البارزة نتذكر جميعاً قول مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أهمية الكتاب والثقافة: "الكتاب هو وعاء العلم، والحضارة والثقافة، المعرفة والآداب والفنون، وأن العلم والثقافة أساس تقدم الأمة وأساس الحضارة وحجر الأساس في بناء الأمم".

وقالت: "لقد شكلت الثقافة ووعاؤها الكتاب، مكانة مميزة عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فأولى الكتاب رعاية خاصة، انطلاقاً من إيمانه العميق بأن بناء الإنسان يبدأ بناء فكره وهو ما لا يتحقق ما لم ينهل من معين الثقافة التي تجعله منفتحاً على ثقافات الشعوب والحوار معها، بما يعود عليه بمزيد من الفهم لذاته وواقعه ومحيطه. وقد تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة قياسية من اللحاق بركب الدول المتقدمة، وأقامت العديد من المشاريع العلمية والثقافية، وقدمت رؤى غصرية وحجزت مكانها بين دول العالم".

وأردفت: "في ضوء القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تابعت الثقافة سيرها قدماً فقدمت المؤسسات الاماراتية المعنية بالثقافة نموذجاً متقدماً وأسست لحراك معرفي وثقافي متميز متيحة الفرصة لنخبة من المؤلفين والباحثين والناشرين ليجدوا في دولة الإمارات مساحة واسعة قادرة للخلق والابداع بأشكالهما كافة، وكان لمعارض الكتب مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وغيرهما مساهمة بارزة في هذا الدور والحضور".

وقالت: "لا يسعني هنا إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على احتضانه للثقافة والإبداع وعلى اهتمامه بالفكر والمفكرين وعلى رعاية سموه لحركة البحث والتأليف والترجمة والنشر سواءً في دولة الإمارات وخارجها، حيث ترك بصماته في أكثر من بلد وساحة ثقافية. كما لا يفوتني أن أنوه بدور الثقافي والانساني والاجتماعي المشهود لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، الذي أسهم في إثراء الشارقة والإمارات عموماً بالمبادرة الثقافية والاجتماعية المهمة، اضافة إلى دورها الرائد في العديد من القضايا الإنسانية عربياً ودولياً".

وأضافت: "لا بد هنا أيضاً من التوقف ببهجة عند انتخاب ابنة الإمارات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي عضواً في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين كأول امرأة عربية يتم اختيارها في هذا الدور، ما سيعود بالنفع الكبير على الواقع الثقافي الإماراتي والعربي".

وأضافت: "إن شارقة الثقافة التي تحتفي اليوم بالكتاب أيما احتفاء، وتمنحع كل الاهتمام تجمعنا من المحيط إلى الخليج ومن أقصى الأرض إلى أقصاها في أيام مباركة نعيش معها زهو الكتاب وعرس الثقافة وفي هذه المناسبة المهمة أتمنى لابنة الإمارات الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة مؤسسة بحر الثقافة، كل النجاح والتوفيق، فما تقدمه مع عضوات مؤسسة بحر الثقافة جدير بالاحتفاء والتقدير خاصة وأنها تمنح المرأة فرصة حقيقية لتطوير معارفها وإبداعها وقدراتها على التفاعل مع الآخر وتعزيز عشق القراءة لديها بالاضافة إلى إيجاد جيل جديد من القارئات القادرات على الحوار والنقاش".

واختتمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالقول: "أعلم أن مسؤولية "بحر الثقافة" كبيرة، وأن الطريق التي اختارته صعب، لكني متأكدة أن كل سيدة تنتمي إليها ستعمل على إنجاحها فما قدمته المؤسسة حتى الآن جدير بالتقدير وجدير أيضاً بأن نحافظ عليه، فهو دليلنا على أن المرأة مبدعة وقادة على تخطي الصعوبات وبامكانها أن تثبت حضورها في ساحة الفكر والثقافة. وأتمنى ختاماً كل النجاح والازدهار لمعرض الشارقة الدولي للكتاب حتى يواصل دوره الرائد شعلة تنير درب الثقافة للأجيال المقبلة".

وشكر صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على كلمتها، كما شكر القائمين على مؤسسة بحر الثقافة على جهودهم، وتمنى لهم كل التوفيق.

وألقت الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان كلمة ترحيبية، جاء فيها: "نلتقي في هذا المعرض برعاية ودعم حكومتنا الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وترجمة لمقولته في بناء الوطن، وسيراً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في بناء رأس المال البشري الوطني في المجالات كافة". 

وأكدت أن معرض الشارقة الدولي للكتاب أصبح ملتقى للفكر المعرفي الحديث بفضل رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشيدة برعاية ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أم الإمارات، للمرأة وتشجيعها على الإبداع، فكانت الصالونات الثقافية الأدبية مشاريع تترجم هذه المشاركة للارتقاء بالوعي الثقافي والاجتماعي في المجتمع.

وقال أحمد بن ركاض العامري: "نشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته ودعمه المتواصلين للمعرض، حيث كانت توجيهات سموه المحفز الرئيسي لفريق العمل لتنظيم الدورة الحالية الأضخم في تاريخ المعرض، والتي تتزامن هذا العام مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، لذلك كان الجهد مضاعفاً في استضافة دور نشر مميزة من كافة أنحاء العالم، إضافة إلى تنظيم برنامج فعاليات ثري ومتنوع، واستضافة شخصيات رائدة تركت بصمات واضحة في العمل الثقافي والفكري والإعلامي". 

وأكد العامري أن المعرض الذي اختتم قبيل انطلاقته، الدورة الرابعة من البرنامج المهني للناشرين، بمشاركة نحو 300 ناشر من مختلف دول العالم، وكذلك استضافته للمؤتمر المشترك بين المعرض وجمعية المكتبات الأمريكية وذلك للمرة الأولى في المنطقة خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر المقبل، تعكس الدور الرائد الذي يلعبه في المجالات المرتبطة بصناعة النشر والكتاب، حيث تجاوز دوره التقليدي من معرض للكتاب، إلى مشروع ثقافي متكامل، يجد فيه القارىء والكاتب والناشر والمترجم وبائع الكتب وأمين المكتبة وغيرها من فئات المجتمع مكاناً فيه.

ويشارك في المعرض 1256 دار نشر من 59 دولة من بينها 35 دولة أجنبية، تشارك 12 دولة منها في المعرض للمرة الأولى وهي أيسلندا وفنلندا والمكسيك وكرواتيا ولاتفيا وليتوانيا وسلوفينيا وهنغاريا ومالطا ونيوزيلندا وماليزيا ونيجيريا. وتتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة الدول المشاركة في المعرض من حيث عدد دور النشر بواقع 141 داراً يليها مصر بـ140 داراً ولبنان بـ105 دور وروسيا بـ75 داراً ومن ثم سوريا التي تشارك بـ 68 داراً والهند بـ56 دار نشر. وتعرض دور النشر المشاركة مجتمعة أكثر من مليون وأربعمائة ألف عنوان في مختلف العلوم والثقافات والمعارف واللغات. ويتضمن المعرض 780 فعالية تتوزع على البرنامج الفكري وبرنامج الطفل وركن الطهي ومحطة التواصل الاجتماعي إضافة إلى فعاليات أخرى عامة. ويستأثر الطفل بالنسبة الأكبر من هذه الفعاليات، وبواقع 480 فعالية.

وسيحضر في فعاليات المعرض عدد من أبرز الشخصيات العربية والعالمية والتي تشمل كتاباً وشعراء ومفكرين وفنانين وإعلاميين من أبرزهم الروائي العالمي دان براون، والنجم عادل إمام، ووزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط، وحسين حقاني، السفير الباكستاني السابق إلى الولايات المتحدة، والأميرة أميرة الطويل، واللواء حميد محمد الهديدي، قائد عام شرطة الشارقة، واللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، وشاشي ثارور وزير الخارجية الهندي الأسبق ووزير تطوير الموارد البشرية السابق في الهند، والروائية والشاعرة أحلام مستغانمي، والإعلامي حمدي قنديل، والدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر سابقاً، والكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، والدكتور أحمد عمارة، والكاتبة الباكستانية كاملة شمسي، والكاتبة الأسترالية الجنسية العربية الأصل رندة عبد الفتاح.

ويعتبر معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تأسس عام 1982، واحداً من أهم وأكبر معارض الكتاب عالمياً، وهو الرابع على مستوى العالم من حيث بيع وشراء حقوق الملكية الفكرية. وبفضل دعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم الشارقة، أصبح المعرض من خلال ما ينظمه من فعاليات وما يستضيفه من شخصيات، منافساً قوياً لأبرز معارض الكتاب العالمية مثل معرض فرانكفورت، ولندن، والولايات المتحدة.

اقرأ أيضا