تقديرا لعلاقات تاريخية راسخة ؛ وحفاظا على أواصر محبة وإخاء بين شعبين شقيقين؛ واحتراما لحرية رأي وتعبير وصحافة تربعت بلادنا على عرشها العربي والإفريقي منذ نصف عقد من الزمن غضضنا خلالها في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الطرف عن كثير من التجاوزات الإعلامية في حق بلدنا كان مصدرها دائما نخب وإعلاميون مغاربة ..
ومع استمرار الهجمات الإعلامية المنسقة فيما يبدو والمدبرة من طرف من افترضنا فيهم الحكمة والرزانة ومراعاة للقواعد والأعراف الدبلوماسية وقبل كل ذلك بقية أخلاق وشيء من الترفع عن التقول بالباطل على أشقاء طالما قابلوا إساءتهم بالحسنى؛ إلا أن افتراضنا فيهم لم يكن في محله؛ ولم يزدهم سكوتنا وتغاضينا عن هجومهم الإعلامي علينا إلا مجاهرة بعداوتنا وسعيا نحو إلحاق الضرر بنا..
اليوم وقد وصل الأمر إلى هذا الحد وتكلم " حميد شباط " في أمر لا يدرك أبعاده ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه، فسياسيا لا يعدو كلامه عن تبعية موريتانيا للمغرب محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية؛ ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها فهو أمر يعلو عن كل حديث، إلا أن المطلع على أبجديات التاريخ يدرك أنا كنا الكل وهم الجزء؛ وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة.
إن الأغرب من كل ذلك هو أن ينزعج "شباط" وأسياده من النجاحات التي حققت موريتانيا إقليميا ودوليا متناسيا مقولته الشهيرة: "بأن المغاربة والموريتانيين شعب واحد في دولتين؛ وبإشادته ذائعة الصيت بأن الديمقراطية في موريتانيا أرقى وأكثر تطورا من الديمقراطية في المغرب". (تصريحات موثقة صوتا وصورة ).
إن حديث حميد شباط بالأمس ينم عن صفاقة وانحطاط إلى قاع الإفلاس السياسي وغياب للرؤية الاستراتيجية لامثيل له تعاني منه نخب مغربية أفلست ووضعت المغرب في عزلة وحالة توتر مع كل جيرانه، ولذلك لفظها الشعب المغربي في كل استحقاق رغم قوة السلطة ونفوذ المال السياسي.
إن التطاول على سيادتنا واستقلالنا لن يكون أحسن الطرق للتعاطي مع القضايا والملفات الساخنة ولن يدفع بالنزاع في الصحراء الغربية إلى الحل؛ وإن إحياء الأساليب الاستفزازية والأطماع المدفونة في مخاطبة الند للند ليست أحسن طريق لخدمة التطلعات المشتركة بين شعوب وبلدان المنطقة، وموريتانيا قيادة وشعبا ستقف بالمرصاد في وجه كل المحاولات الظلامية البائسة التي يسعى من خلالها أنصار تنظير فكر الهيمنة والتوسع والتبعية لثني إرادتها الحرة في تحديد التوجهات العامة والخيارات الأساسية التي تخدم رؤيتها السيادية المستقلة لما يجب أن تكون عليه علاقاتها الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والأمنية مع الشعوب والدول الشقيقة والصديقة.
إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إذ يندد ويشجب هذه التصريحات بقوة فإنه يدعو كل القيادات الاستقلالية والنخب المغربية إلى تقديم الاعتذار للشعب الموريتاني؛ ويحتفظ لنفسه بحق الرد المناسب.
عاشت الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
الأمانة التنفيذية المكلفة بالاتصال
انواكشوط 25 دجمبر 2016