في تصرف ينم عن جهل مركب بالغاية من المساجد والمنابر واعتبار البعض أنها من ملكهم الخاص ، ويؤكد في نظر البعض الآخر أن الهدف من تشيدها راجع لنفاق اجتماعي محض لا يستحضر فيه وعاظ القوم قوله تعالى ( ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا  وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا )  .
منع الداعية عبد الله ولد أحمدو ، زوال اليوم من القاء كلمة مختصرة قبل خطبة الجمعة في مسجد أبي بن كعب بمنطقة " اه نور " بتفرغ زينه " من قبل مشيد المسجد .

وفي تفاصيل الواقعة أن الداعية ولد أحمدو المشهود له بنشر الدعوة وكلمة الخير في مختلف بقاع موريتانيا , هم بالقاء موعظة دينية مختصرة قبل خطبة الجمعة ، الشيء الذي اعترض عليه مشيد المسجد وخاطبه بأنه يمنعه من إلغاء الكلمة فرد ولد أحمدو : " أنا على منبر رسول الله صل الله عليه وسلم والمساجد لله لا يجب منع أحد من إلقاء كلمة خير فيها  ولا مصادرته ،وأنا لا أستطيع أن اقدم كلمة خير في الأماكن العامة وغيرها إلا بترخيص ، وترخيصي على هذا المنبر أستمده من رسول الله ومن قوله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ) ومن قوله {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ الله أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه} أي لا أحد أظلم .

 مضيفا : " ورغم ذلك إن كنت تمنعني فأخبرني فرد المشيد نعم امنعك لينسحب الداعية وهو يردد " لا أصلى في مجسد أمنع فيه من الدعوة إلى الله " وينسحب معه مجموعة من المصلين  معظمهم من الاجانب .

هذا التصرف المستشنع والذي لامسوّغ له ، سبب جلبة في المسجد وصدمة للحضور، كما قوبل بإدانات وانسحابات ونقاشات حادة من طرف المصلين كرد على تصرف المشيد ، معتبرين أن البعض يخلط ما بين " غرفة نومه الخاصة ، وبيوت الله " ويعبرتها سواء بسواء ، كما ندد البعض من سكوت بعض الشيوخ والمسنين في المسجد من هذه الواقعة قائلا :  إن السكوت على هذا المنكر البواح يجعلنا كلنا معرضين لغضب الله ، كما  قال ابن عباس رضي الله عنه: "أمر الله المؤمنين ألا يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم العذاب" .

فهل نحن أمام ظاهرة  جديدة على الدعاة إلى الله فيها  أن يلجأوا إلى حجز قاعات الأفراح والمسارح لعقد الدروس ووعظ الناس ؟! يعلق البعض مستغربا .

 

 

عن مسارات