أحمد ولد عبد العزيز السجين الموريتاني في اغوانتانامو منذ ثلاث عشرة سنة، حاول سجانوه حبسه وراء البحار ومصادرة أحلامه في الحياة، وتحويل جمال الطبيعة عنده إلى بؤس وشقاء دائمين، لكنه تحداهم ببسمته العريضة، ولما قالوا له سوف تودع الطبيعة أخذ ريشته وتحداهم بأن الطبيعة بجمالها بين يديه، ولما لم تطالب به من كان يفترض أنه وطنه رغم تبرئته من قبل أعدائه قبل سبع سنوات كان يرسم هذه اللوحات من الفضاء الرحب آملا أن يرى ذلك الأفق الذي تشرد فيه عينه، ويرى الشمس باشعتها الدافئة وهي تشرق على سفوح جبال آدرار حيث مرابع الطفولة والمراهقة، ويرى موج الأطلسي الأزرق يتراقص مع أشعة الغروب البرتقالية على شواطئ نواكشوط..
إنه فنان تشكيلي أضحت لوحاته متنفسه الوحيد، وكأنه يقول وهو يبتسم ويرسم اللوحات الكثيرة والموجودة في منزل عائلته:
" لي موعد مع هذا الفضاء الواسع ولو بعد حين، لي يوم مع زقزقة الطيور ونسائم البحر، وخريف "شمامه" وواحات أطار الفيحاء..
"أجل .. لنا يوم أرسمه الآن بين يدي ينسيني أنين المعذبين، وقرع السلاسل ووجو المارينز.. لنا موعد مع الحياة بجمالها.. لنا يوم نتنفس حرية وهبنا الله إيها فحاول وحوش أخرون منعنا منها، ولكنني أتحداهم بهذه الريشة وهذه البسمة فالحرية قادمة..."