"أفكر في أن أكون مولَ تكصي"
إذا كنتَ تمتلك 100 أوقية فأنت شخص محظوظ جدااا! لأنك تمتلك تأشيرة لدخول مؤسسة التاكسي الإعلامية ..
وهي أكبر مؤسسة إعلامية للتحليل السياسي والاقتصادي والرياضي وترويج الشائعات والشَّحات !
اِركب مثلا تاكسي وقل لهم : آن اسمعت عن الرئيس استقالْ؟!
سيقول لك الرجل الذي بجانبك : ذاك الا اسمعناه نحنَ زادْ،
ولأن الشاب الذي بجانبه مثقفٌ ولا يليق به أن تفوته مثل هذه الأخبار فسيقول : والله ذيكْ جاني بيهَ مساج اگبيل من قريب عندي فالقصر .. وتلفنلي گاع الرئيس شخصيا گالهالي!
طبعا هنا انتهى توثيق الخبر !
لكن بقي مجال التحليل السياسي والبحث فيما وراء الخبر ..
سيقول السائق إن السبب واضح جدااا معناه أن فخامته اتفق مع الرئيس الغامبي السابق أن يتنازل كل منهما عن السلطة! وتنازل فخامته حقنا للدماء –جزاه الله خيرا-..
لتُضيف المرأة الأمامية أن السبب ليس ذلك بل لأن خالة الرئيس من الرضاعة طلبت منه ذلك وهو شخص بـــارٌّ جدا –يسعدو- !
وطبعا سيسأل الركاب عن سَنَدِ هذا الخبر وستأتيهم هي بالسلسة الذهبية : حدثتني صديقة عمتي عن جارتها أنها رأت في مجموعة في الواتساب فتاة كتبت أنها حدثتها نَسِيبَتُها أن خالة الرئيس طلبت منه أن يستقيل! –قال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وطبعا سيذهب أحد الركاب وقد حفظ الحوارَ كله ويقُصه على تاكسي أخرى وهكذا حتى تنتشر شحتُك وتكتبَ مواقعُنا المحترمة أن مصادرَ موثوقة رفضت الكشف عن اسمها قالت كذا وكذا ..
بالمناسبة لماذا رفضتَ الكشف عن اسمك؟!
هل لاحظتم أن سائقي التاكسي تمر بوجوههم جميع الألوان :
فحين يكون الركاب كُثُرا ترى أوجههم عابسة لا ينظرون إلى الناس؛ حتى إنك قد تسألهم عن وجهتهم فلا يجيبونك لأنهم يعلمون أن المقاعد الستة ستمتلئ لا محالة!
وحين تكون المقاعد خاوية على عروشها تراهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يُغشى عليه من الموت وكأنهم يسألونك بجاه النبي المصطفى أن تركب معهم وإذا لم تركب معهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألاّ يجدوا ما يحمِلونَ!
أما حين يرى أحدهم "أمنَ الطرق" أمامه وهو يعرف أن أوراقه انتهت صلاحيتها منذ سنتين فإن وجهه يتحول إلى وجوه العُبّاد الزُّهّاد وتراه يتلو سور القرآن والأمداح ؛ ومقاطع من ألف ليلة وليلة ووِرد يوم الاثنين من كَليلة ودِمنه!
- أختي الكريمة حين تكونين واقفة على قارعة الطريق ويمر بك صاحب تاكسي فاركبي معه..
لأنك إن لم تركبي معه فستكونين موضوع "الجفة" القادمة .. وطبعا سيؤلفون رواية أدبية حول كيفية وقوفك -والعياذ بالله!- وكيف أنك –العـــــــــافية – لم توقفي التاكسي!!
وهذا واضح جدا فأنت طبعاً تنتظرين أن يأتيك (........) اللهم استرنا بسترك الجميل .
يبدو أنّ أهلك لم يربوك لأنهم لو ربوكِ لكنت أوقفت تلك التاكسي ..
ليضيف أسنُّ القوم : إنه آخر الزمان (طبعاً على أساس أن نساء الصحابة كن يوقفنَ التاكسي)
في النهاية أنت كنت تنتظرين أن تقطعي الشارع لأنني كنت أنتظرك على الجانب الآخر!
وسنذهب إلى مدريد سيرا على الأقدام لأنني أقنعتكِ بأن المشي مهم جدااا ..
وفهمت أنت أنني مهتم باللياقة البدنية .. لكنني في الحقيقة مهتم فقط باللياقة الاقتصادية!
دااامت بسمتكم