لئن كان شهر نوفمبر شهر استقلال في موريتانيا تنفست فيه الحرية من عقود الاستعمار البغيضة، فإن عائلة آل صلاحي الموريتانية يذكرها بليلة من ليالي الدنيا الحالكة تلك التي اختطفوا فيها نجلهم المهندس محمدو ولد صلاحي من بين يدي والدته في شهر رمضان المبارك..
قال وهو يتلفت إليها بابتسامته المعهودة ويودعها لا تحزني سوف أعود إليك لتناول العشاء، ويا ليتها أدركت أن العشاء سوف يطول انتظاره، وأنها ليلة وداع سرمدي بينه وبينها إلى الأبد، وتمر السنون على العجوز وتبيض عيناها حزنا ويزداد حزنها كلما مرت تلك الذكرى الأليمة قبل أن تودع الدنيا حزنا على ذلك الدماغ المغيب في اغوانتنامو..
اليوم تمر هذه الذكرى على العائلة في حي "بوحديده" الشعبي وهم يتذكرون منتصف نوفمبر الأليم وما يصباحبه من ذكريات حزينة، في انتظار أن تلتفت إليهم قلوب رحيمة... وإلى إشعار آخر.