وكأن الحياة كلها أيام نحسات وليالي سرمدية مدلهمة خالية سماؤها من الكواكب الدرية، وكأننا في صراع أبدي مع الزمن الغدار، هكذا تمر عليهم الحياة وجوهٌ مكفهّرة عليها غبرة، إلا في يوم واحد هو يوم الرابع عشر شباط، الذي هو استراحة قليلة ولا تغرب شمه حتى يعود المرء الشقي في زمنه إلى الأيام..
هكذا لخصوا لنا عيدهم وهكذا ارادوا أن يفرضوا علينا، لكن تالله ما الحب في يوم واحد ولا يومينن ولا حتى 365 يوما، تالله ما الحب بسنة ولا سنتين، فأيامنا حب ورخاء وسكينة، أيامنا سعادة لا يستطيع الملوك انتزاعها منا، وأيامهم مشهد "تراجيدي" يمر في يوم واحد ثم يختفي كالبرق الخاطف..
حياتنا تأسست على الحب من أول يوم، وحياتهم وأيامهم بل يومهم الوحيد هو مجاملة حمراء كسحابة صيف مرت فاختفت وربما لن تعود في العام القادم..
أيامنا قضيناها بين الجنات الخضر، وأيامهم قضوها في مصارعة الواقع المرير، ليالينا بيضٌ مقمرة مضت على شطآن البحر، ولياليهم حالكة ذات غيوم مبحرة..
نحن.. ونحن فقط هم من يتحدث عن الحب وأعياده، نحن الذين احتفلنا منذ أول يوم وما زلنا نحتفل يوما بعد يوم، حق لنا أن تحدث لكم عن الحب وتفاصيله، وكيف يأسر المحبين بعضهم بعضا..
جئتكم من شجرة الحب الوارفة.. تفيأت ظلالها تمعنت أوراقها الخضر، تنفست هواءها الطلق، أطربني هديل حمامها، لامس جسمي رذاذها وزخات المطر المتقاطر من فجواتها، شممت ورودها الحمر، أقرعت كؤوس الشاي عند جذعها..
جئتكم من تلك الشجرة .. وأنا أحمل رسالة مفادها أن الحياة كلها حب وأن عيد الحب أقرب إلى "سمكة ابريل" فهو كذبة يستغلها البؤساء من الناس، فهيا معي إلى تلك الشجرة..
اللهم فأشهد أننا نحبك ونحب رسولك ونحب من أحبك ومن أحب رسولك.. طابت أوقاتكم معشر المحبين..