هو محامي يقف مع المظلومين، يؤمن بمهنته ويعرف معناها، لا يحب الظهور في الإعلام، ولا يريد توجيه الأضواء نحوه، لا أدري هل هذه الحروف ستغضبه لكن وفاء منا له ولوقوفه معنا في مبادرة "إنصاف" ولأن الكثيرين أرادوا تناسيه في زمن أصبحت المحاماة لعبة وطريقا للشهرة والتسلق أردنا أن نذكر بذلك المحامي الشريف والشهم حقا..
هو يوسف ولد عبد الله الفائز بمرافعة عاطفية أبكت جمهور المركز الثقافي الفرنسي، كانت المرافعة حينها عن قضية المعتقلين السابقين في غونتانامو محمدو ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز..
عندما عاد المعتقلان وكان الزوار كثرا لهما من مهنئين وشاكرين، كان المحامي بعيدا عن الأضواء حتى لا يتعرض عمله للرياء، يقول المحامي يوسف ولد عبد الله في آخر لقاء له معه:
كان بودي أن أزور محمدو ولد صلاحي لكن الفرصة لم تتح لي، وكنت أنتظر أن يخف الزوار، وتنطفئ الأضواء ويبتعد الإعلام قليلا..
هكذا هم المحامون وهكذا ينبغي أن يكونوا ..
ختاما أنشر هذه المرافعة التاريخية بنصها.. والمنظمة من طرف الهيئة الوطنية للمحامين بموريتانيا
والمعهد الدولي لحقوق الإنسان ووكالة التعاون الفرنسي بتاريخ نواكشوط، 26 مايو 2013
" عنوان المرافعة : " كفى.. كفى من غوانتانامو
ولد صلاحي وولد عبد العزيز.. نموذجا "
بسم الله العدل .. و الحمد لله الرحمن ....والصلاة على نبي الرحمة
الزمان:عصر الثامن والعشرين من مارس 2013.
المكان:حي شعبي من أحياء نواكشوط.
الحدث: امرأة في عقدها الثامن.. تَحْتَضِرُ في سكينة ووقار.
قبل أيام نمى إلى علمها أن بعض سجناء غوانتانامو دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام.. أصيبت بإحباط شديد.. وسيطر عليها الحزن والأسى..
وفي لحظة الاحتضار تلك.. تتجاذبها مشاعر متناقضة..
من جهة تستعد للرحيل عن هذه الدنيا ليقينها القاطع بالوعد الحق.
ومن جهة أخرى تتمنى لو كان في العمر بقية؛ سنة.. شهر.. أو حتى يوم، عسى أن تتسنى لها - ولو لحظة- رؤية ابنها الذي غيبه عنها القدر ورمى به في غياهب سجن غوانتانامو منذ أكثر من عقد من الزمن.
وكأن الشاعر سميح القاسم كان يعنيها حين قال:
"ووجه يغيب رويدا رويدا، وتَشْحَبُ ألوانه الحائلة.
وسيدةٌ عُمْرُها ألفُ عُمْرٍ، تقاوم قامتها المائلة
لترفع عينين ذابلتين إلى صورة الأسرة الذابلة
ترى أين أنت؟.. متى ستعود؟
وهل ستعود قبيل رحيلي؟
رجاء.. لأمك حق عليك
تعال قليلا.
ألست ترى أنني راحلة؟..."
إنها السيدة مريم؛ والدة محمدو ولد صلاحي الأسير في سجن غوانتانامو.
****
الزمان:... نهاية إبريل 2013
المكان:سرير مستشفى أطفال
المشهد:
طفل في الحادية عشرة من عمره، في جلسة علاجتحضيرية لعملية جراحية قرر الأطباء ضرورة إخضاعه لها لعلاج مرض في الرأس ألم به منذ مدة.
رغم وضعه الصحي الحرج، وقلق أمه عليه، إلا أنه في تلك اللحظات كان شارد الذهن يفكر..
..يفكر فيما سمعه - صدفة وفي غفلة من أمه - وهو في طريقه إلى المستشفى، من مذياع السيارة، حيث جاء في نشرة الأخبار أن "أكثر من ثلثي المعتقلين في سجن غواتنامو يخوضون منذ أشهر إضرابا مفتوحا عن الطعام، حالة بعضهم أصبحت خطيرة، وأن سلطات هذا السجن عمدت إلى تغذيتهم قسرا بواسطة الأنابيب. وأن السبب في هذا الإضراب مطالبتهم بتحسين أوضاع اعتقالهم واحترام شعائرهم الدينية ومقدساتهم.. والتعجيل بتقديمهم إلى المحاكمة أو إطلاق سراحهم".
في رأس الطفل الصغير تتزاحممع الألم أسئلة عديدة لم تزل تراوده دون أن يجد لها إجابات..
ترى كيف حال أبي الآن؟..
ماذا لو كان من بين السجناء المضربين عن الطعام؟
كيف يتعاملون معه؟...
يقولون إنهم يغذونهم قسرا بواسطة أنابيب تمر إلى المعدة عبر فتحة الأنف.. تُرى هل يخضعونه في هذه اللحظات لتلك التغذية القسرية؟ وكيف يتحمل تلك الآلام الفظيعة؟
ترى هل هو حي؟.. هل سيعود؟.. ومتى سيعود؟ وإذا عاد هل سيعرفني مع أنه لم يرني يوما؟ إذ يقولون إنني كنت في بطن أمي يوم اعتقله الأمريكان!
ماذا لو كان معي في هذه اللحظات؟ هل كانت أمي ستكون قلقة لهذا الحد؟ ترى هل سيكون معي يوم إجراء العملية؟؟؟.
إنه الطفل محمد، ابن الأسير في سجن غوانتانامو أحمد ولد عبد العزيز.
*****
هناك انتقلت السيدة الفاضلة إلى جوار ربها مع حسرتها لفراقها الدنيا دون أن تجد ريح ابنها محمدو،
..فاضت عيناها من الدمع.. نطقت بالشهادتين، وأسلمت الروح لباريها.
..وكان آخر ما أوصت به: "لا تنسوا محمدو..".
****
وهناك لم يجد محمد جوابا لأسئلته العديدة، وفي الطريق إلى البيت ظل شارد الذهن.. حائرا.. كئيبا.. والحزن والأسى باديان على محياه.. تسيطر عليه رغبة جامحة.. في معرفة مصير والده.
*****
سادتي.. سيداتي.. أعضاء لجنة التحكيم المحترمين.
أساتذتي الأفاضل.. زملائي الأعزاء... أيها الحضور الكريم؛
عملا بوصية السيدة مريم، وبحثا عن إجابات لأسئلة الطفل الصغير محمد، أجدني اليوم هنا.. في هذا المحفل الحقوقي، لأطرح أمامكم قضية محمدو ولد صلاحي، وأحمد ولد عبد العزيز؛ الموريتانيان اللذان يقبعان منذ أزيد من عقد من الزمن في سجن غوانتانامو، لا لجرم اقترفاه، سوى أن هناك.. وراء البحر الكبير.. وفي لحظة كان فيها ضمير البشرية في سبات.. من قرر العودة بالبشرية إلى عصر قانون الغاب.
وحيث لم يَتَسَنَّ لهذين السجينين يوما الوقوف أمام محكمة تنظر في قضيتهما وتفصل فيها وفقا للقانون، لقناعة سجانيهما بهشاشة التهم الموجهة إليهما بعد سنوات عديدة من الاعتقال التعسفي، وبعدم شرعية ما يُزعم أنها أدلة مقدمة في مواجهتهما، بل وانعدامها.
لذا لا يبقى أمامي مناص من التوجه إليكم اليوم؛ باعتباركم محكمة سامية، ناطقة باسم الشعوب.. باسم العدل والحرية.. باسم ضمير البشرية الحر،
ليس لإثبات براءتهما.. إذ لا يحتاج الأصل إلى إثبات، وإنما قصد التصريح بإدانة سجانيهما وكل من شاركهم وساعدهم وتواطأ معهم في تلك المأساة.. في تلك الجريمة التي لا تزال مستمرة.
سادتي.. سيداتي.. أيها القضاة الأجلاء؛
محمدو ولد صلاحي، وأحمد ولد عبد العزيز نموذج صارخ لمعاناة الظلم والقهر.. نموذج حي للسادية التي لطخت وجه العالم "الحر" مع مطلع هذا القرن..
نموذج للدوس على كل قيم العدل الكونية ومبادئ حقوق الإنسان والحرية والعدالة التي كافحت شعوب العالم من أجل تكريسها خلال القرون الماضية.
نموذج لغلبة روح الانتقام الأعمى على فكرة سيادة القانون..
وهما في كل ذلك يشتركان مع كل نزلاء هذا السجن، المنسيين هناك.. خلف الشمس.
إن قضيتهما ليست فقط قضية أمهات يمتن كمدا وحسرة على فلذات أكبادهن، ولاهي فقط قضية أطفال يتساءلون يوميا عن مصير آبائهم؛ وإنما هي قضية كل الأحرار في هذا العالم.. أو هكذا يجب أن تكون.
*****
محمدو ولد صلاحي: تم اختطافه من منزل ذويه يوم 20 نوفمبر 2001، من طرف عناصر أمن موريتانيين اقتادوه إلى جهة مجهولة، دون أي سند قانوني، وكانت تلك آخر مرة يراه فيها أحد من ذويه.
وفي معتقل سري -هنا في نواكشوط- تم احتجازه واستجوابه والتحقيق معه من طرف ضباط مخابرات موريتانيين وعناصر من الـ FBI لمدة 07 أيام متواصلة، أخضعوه فيها لشتى صنوف التعذيب البدني والنفسي.
قرر فريق المخابرات الأمريكية الذهاب به معهم، فما كان من حكومة بلاده آنذاك - وفي سابقة من نوعها- إلا أن وافقت على تسليم مواطنها إلى مخابرات دولة أجنبية، في مقايضة رمى من ورائها النظام القائم حينئذ إلى الحصول على دعم الحكومة الأمريكية في مواجهة الضغوط الشعبية المتزايدة عليه.. ضاربا عرض الحائط بدستور البلاد وبكل القوانين الوطنية والدولية والأعراف الثابتة التي تمنع أي دولة من تسليم مواطنيها لدولة أجنبية.
من معتقله السري في موريتانيا إلى معتقل سري بالأردن، إلى سجن باغرام بأفغانستان، استمرت رحلته مع المعاناة، مع التعذيب البدني والنفسي، في محاولة فاشلة لانتزاع اعتراف منه بما لم تقترفه يداه يوما.
في الرابع من آب/ أغسطس 2002 تم نقله إلى معتقل غوانتانامو الشهير؛
وهناك، وبإذن خاص من أعلى "المسؤولين" في أمريكا، تم إخضاعه لكافة صنوف التعذيب النفسي والبدني، حيث رصدت منظمتا العفو والصليب الأحمر الدوليتان في تقارير مفصلة خضوعه لأشكال عديدة من التعذيب وسوء المعاملة تراوحت بين الحبس الانفرادي والضرب بالآلات الحادة، والتعريض لدرجات حرارة قاسية، والإيهام بالغرق..
بعد ثمان سنوات من الاعتقال التعسفي و في 22 مارس 2010، قرر قاض أمريكي في محكمة مقاطعة فدرالية قبول طعن تقدم به ولد صلاحي في شرعية احتجازه، وأمر بالإفراج عنه. وقد أسس قراره على أن ما قدمه الادعاء العام لا يكفي لثبوت التهمة الموجهة إليه.
غير أن الحكومة الأمريكية رفضت تنفيذ هذا القرار ولجأت إلى الطعن فيه أمام محكمة الاستئناف، لتقرر الأخيرة في سبتمبر 2010 إلغاءه، مبررة ذلك برغبة الرئيس الأمريكي في الإبقاء عليه قيد الاعتقال في انتظار توافر معلومات إضافية للبت في شأنه.
وإلى الآن، لا يزال محمدو ولد صلاحي ينتظر أن يحصل الادعاء العام الأمريكي على دليل يصلح لإقناع القاضي بإدانته.
*****
أما أحمد ولد عبد العزيزفقد تم اعتقاله سنة 2002 في باكستان حيث كان يمتهن التجارة، دون أن تكون هناك أدلة على قيامه بأي فعل مجرم أو ارتباطه بأي تنظيم إرهابي.
سلمته السلطات الباكستانية إلى السلطات الأمريكية، التي نقلته إلى سجن باغرام، ومن ثم إلى معتقل غوانتانامو، حيث لا يزال - منذ ذلك التاريخ- قيد الأغلال والأصفاد، دون أن يقدم إلى المحاكمة أو ينظر في أمره أي قاض.
وعلى الرغم من شح المعلومات المتاحة عنه، إلا أنه قد تأكدت إصابته بإعاقة جسدية تحت التعذيب في ذلك السجن، حيث يسومونه سوء العذاب صباحا ومساء؛ حاله في ذلك حال زميله وباقي المعتقلين.
*****
هناك في غوانتانامو.. وما أدراكم ما غوانتانامو؟!!!
"كوكب خارج عن الأرض، لا تشرق الشمس فيه، وما من حياة عليه...
كوكب خارج الجاذبية.. حيث سكانه ينامون بين الأسرة والريح،
أهدابهم في النجوم، وأطرافهم في مياه المحيط...
صفرا عراة.. وسودا وبيضا عراة.. وسمرا عراة.. لحاف السماء غطاء ثقيلٌ..
ينامون بين شفير الجحيم وحبل الخلاص..
وما من خلاص سوى ما تتيح حبال المشانق" (على رأي الشاعر سميح القاسم، بتصرف)
هناك.. في تلك البقعة المظلمة من هذا العالم لا يزالان ينتظران المجهول.. ويخوضان مع مطلع كل شمس معركة بقاء.. معركة وجود.. في مواجهة سجان لا يرحم.. أعزلان إلا من إيمان راسخ.. وأمعاء خاوية..
*****
سيداتي.. سادتي القضاة الأجلاء:
ألا يشكل ما حدث -ويحدث الآن- لهذين الأسيرين خرقا لكل القوانين الوطنية والدولية؟!
أين نحن من الحق في الأخذ بـ"قرينة البراءة" المكرس في كافة النظم والقوانين المحلية والدولية؟؟
ألا يشكل تسليم الحكومة الموريتانية لمواطنها ولد صلاحي خرقا منها للمادة 22 من دستور البلاد التي نصت على أنه"لا يسلم أحد خارج التراب الوطني إلا طبقا للقوانين أو معاهدات التسليم "وأي قانون أجاز لها ذلك؟ وأي اتفاقية تسليم ربطتها مع أمريكا؟!!!
أين السلطات الموريتانية من المادة 13 من الدستور التي نصت على أنه "...لا يتابع أحد، أو يوقف، أو يعتقل، أو يعاقب، إلا في الحالات وطبق الإجراءات التي ينص عليها القانون... إلخ".
وأين كانت سلطاتنا القضائية يومها؟ وأين هي اليوم؟!!!.. تلك السلطة التي نص دستورنا في مادته 91 على انها هي الحامية للحرية الفردية.
أين نحن جميعا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في مادته العاشرة التي تقرر " أن لكل إنسانالحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تَنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة....الخ"؟
أين نحن من المادة الخامسة من نفس الإعلان، والمادة السابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية اللتان تقرران أنه لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب أو المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو الحاطة للكرامة.
أين العالم الحر من اتفاقية مناهضة التعذيب في كافة مقتضياتها، ومن مقتضيات المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء، والقواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء؟!!
أين أمريكا اليوم من مقتضيات دستورها الذي جاء ليكرس قيم العدل والحرية؟ وأين هي من الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها؟
ألا تجرم كل تلك القوانين والاتفاقيات ما جرى -ويجري حتى الساعة- في حق هذين الأسيرين والعديد من أمثالهما في هذا السجن.. في هذا المعسكر البغيض؟!
ألا يشكل إبقاء سجين أكثر من عقد من الزمن، دون تقديمه للمحاكمة خرقا لأبسط حقوق الإنسان؟!
ألا يشكل رفض إطلاق سجين قرر القاضي الذي عرض عليه بعد ثمان سنوات من اعتقاله إخلاء سبيله لانعدام الدليل ولممارسة التعذيب عليه على النحو الذي يفرغ أي تصريح له من أية قيمة قانونية.. ألا يشكل ذلك جريمة في حق هذا الإنسان؟!!!
أليس في الأمر وقاحة.. وصلف.. وطغيان.. حين يعلل الإبقاء على سجين بعد كل هذه الفترة بالرغبة في استكمال الحصول على الأدلة؟!!!....
الرغبة في استكمال الحصول على الأدلة بعد ثمان سنوات من التحقيق.. عفوا.. بعد ثمان سنوات من التعذيب!!
هل يكفي أن تتحايل دولة عظمى، وتقيم هذا المعتقل خارج حدودها لتتنصل بذلك من التزاماتها اتجاه قانونها الداخلي واتجاه القانون الدولي؟
أين أخلاقيات مهنة الطب؟ وأين قسم أبوقراط؟ حين يعمد أطباء الجيش الأمريكي إلى أساليب فجة للتغذية القسرية لسجناء جردوا من كل شيء سوى أمعاءٍ قرروا أن تبقى خاويةً احتجاجا على أوضاعهم المزرية؟!
سجناء لا يطالبون بأكثر من محاكمة عادلة، وبظروف اعتقال تليق بكرامة الإنسان.
*****
سيداتي سادتي القضاة الأفاضل؛
إن ساعة من العذاب والقهر لدهر طويل، فما بالكم بأكثر من عقد من الزمن.. عقد من الظلم.. عقد من الأغلال والأصفاد.. عقد من التجاهل والنسيان.. عقد من الصمت الآثم..
عقد من الحزن والأسى والعجز لأسر بكاملها تقف عاجزة وهي ترى أبناءها يتم اختطافهم وبيعهم في سوق نخاسة هذا العصر.. وبأبخس الأثمان!
إنكم، وأنتم في صمت مداولاتكم، حين تجيبون على تلك الأسئلة وفقا لما تمليه عليكم ضمائركم الحرة والنزيهة، ستصلون حتما إلى قناعة بإدانة كل من تسبب - ولا يزال- بفعله أو بصمته في هذه المأساة.. مأساة محمدو ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز، وكل نزلاء هذا المعتقل..
وستقررون حتما أنه قد حان الوقت لأن يقول كل أحرار العالم: كفى.. كفى من هذا الاضطهاد.. كفى من هذه الهمجية.. كفى من غوانتانامو.. وصمة العار في جبين البشرية.
وقبل أن تبدؤوا مداولاتكم تلك، اسمحوا لي بأن أذكركم من جديد بالوصية الأخيرة للسيدة مريم وتساؤلات الطفل الصغير محمد.
........ ورجائي أن لا تخذلوهما..
وشكرا لكم.
ذ/ يوسف ولد عبد الله
محام، عضو الهيئة الوطنية للمحامين في موريتانيا "
مختار بابتاح