كثيرون هم أولائك المشككون في نضال السيد بيرام ولد اعبيدي وما قدمته حركته "إيرا" من تحريك ملف من الملفات الموريتانية الراكدة، وهو ملف العبودية ومناصرة العبيد والعبيد السابقين وتحرير بعضهم من الأرقاء من قيودهم في أحياء من موريتانيا، وفي المقابل هناك من يبالغون في تقليد بيرام ولد اعبيدي في كل شيء حد العبادة والتأليه لرجل أضحى بعض قادة "إيرا" يصفونه ب"مانديلا" موريتانيا، يقلدونه في كل شيء حتى ولو تعلق الأمر بحرق أمهات الكتب وسب علماء أجلاء اتفق القاصي والداني على صدق نيتهم تجاه الدين الإسلامي وإن اجتهد بعضهم وأخطأ أحيانا.
وللقراءة الموضوعية للظاهرة البيرامية التي بدأت تطفو على السطح عند المدونين وعلى شاشات التلفزيونات المستقلة وعبر أثير إذاعاتنا المحلية، من تصريحات تفوح منها رائحة العنصرية في كل الاتجاهات، والتي في النهاية تخدم بيرام الذي يحب الإثارة في كل شيء ويقرأ مدحه وهجاءه بنفس الروح ونفس الانطباع فأنا عرفته منذ سنوات لا يزيدك عنده إذا مدحته ولا ينقصك إذا هجوته بأقسى العبارات، ما يريد بيرام أن يبقى الجميع يعبر عن رأيه فيه بكل حرية، وتبقى حركة "إيرا" هي الموضوع الذي يطفو على السطح فالحوارات الأخيرة تخدم بيرام كثيرا.
اليوم يعتقل النظام الموريتاني الحالي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي للمرة الثالثة اعتقالات تطرح الكثير من الاستفهامات والشبه سواء تعلق الأمر بالتوقيت أو الهدف، وحتى نكون أمينين فإن بيرام مظلوم في كل الاعتقالات السابقة، وتوقيفه كان سياسيا في كل مرة، فاعتقاله الأول كان بسبب مظاهرة نظمتها حركة "إيرا" لتحرير أمتين، أما الاعتقال الثاني فكان بسبب محرقة الكتب وكنا جميعا نظن أنه ظالم، لكن بدا واضحا أن الاعتقال جاء للفت الأنظار عن المسيرات التي كانت تنظمها المعارضة، ومحاولة لحشد مسيرات كبيرة ومضادة مؤيدة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، أما الاعتقال الثالث فكان قبل أيام عندما قامت حركة "إيرا" بمسيرة في الضفة.
فكل هذه الاعتقالات التي يقوم بها النظام الموريتاني ضد بيرام ولد اعبيدي هي اعتقالات ظالمة عن بيرام السياسي المظلوم، ويا ليتهم اعتقلوا بيرام ووجهوا له تهمة المساس بالمقدسات، أو مهاجمة العلماء وحاكموه محاكمة عادلة غير مسيسة ورفضوا ترشحه حتى يعتذر أمام الشعب الموريتاني عن حرق الكتب وسب العلماء الأجلاء، ليتهم ما اتخذوا منه نجما سياسيا يعتقل حسب رغبتهم ويطلق سراحه كما يريدون وينافسهم كما يحبون، ليتهم استهدفوا بيرام ذلك الرجل الحاقد في خطابه الداعي إلى العنصرية والتمييز في مجتمع متعايش منذ عقود في الدولة الموريتانية.
النظام الموريتاني إذن يغض الطرف عن بيرام ذي الخطاب العنصري الفئوي البغيض ويستهدف بيرام الناشط السياسي والحقوقي الشريف، فهل يسعى النظام وراء هذا الظلم المتكرر لرجل يتصف ب"الحقوقية" و"النضال" إلى تلميعه على حساب معارضة موريتانية يسعى لتجاهلها منذ زمن بعيد؟