سيدي محمد ولد برار رئيس شبكة "سلام بلا حدود" وعضو ناشط في المجتمع المدني، وكان يشغل لفترة طويلة منصب الأمين العام لجمعية الصداقة الموريتانية الإسرائيلية" أخيرا أعلن باسم شبكته وباسم مجموعة من الشباب دعمه لإيران والتقى السفير الإيراني عدة مرات..
الشروق ميديا أجرت معه الحوار التالي:
بداية مالذي جعلكم تعلنون دعمكم كشبكة للتوجهات الإيرانية وأنتم من كان يدعم التطبيع مع اسرائيل؟
نحن في شبكة سلام بلا حدود ندعم التقارب بين الشعوب العالمية، ولا ندعم إقصاء أي شعب على الكرة الأرضية أيا كان بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه ولغته، وطموحه الشرعي، وقد شاركنا في عدة ملتقيات دولية تدعم التقارب بين الشعوب والعيش السلمي، ويظهر ذلك في دعمنا للحركات الانعتاقية في موريتانيا والدعوة إلى عدالة اجتماعية والتكافؤ بين كل الشرائح الاجتماعية علاقتنا مع اسرائيل لم يكن لقاء مباشرا كما يعتقده الكثيرون، وكما سوقت له بعض وسائل الإعلام ربما لعدم مهنيتها وحرصها على المصادر الصحيحة.
فكانت علاقتنا في البداية كانت مع منظمة (puits pour tous) برئاسة السيدة الفرنسية كورين فريدمان التي زارت موريتانيا 2005 وقمنا بطرح دراسة جدوائية خزانات المياه في الأحياء الشعبية، وبالتنسيق مع بلدية توجنين، وبعد السيدة مع أعضاء البلدية، وأنا كرئيس منظمة التضامن للتنمية في موريتانيا وقعت الاتفاق ولدي (الأوراق الثبوتية والدلائل المادية) على صيغة هذا العقد...
إذن أنا لم أطبع مع اسرائيل وكنت ولا زلت أدعم فلسطين وسأظل أطالب بالقدس الشريف والأراضي المغتصبة من الشعب الحركة الصهيونية، إلا أنني لا أقصي مبدأ التعايش بين اليهود والمسلمين والمسيحيين وكل الديانات.
ـ ما هي الأسباب التي جعلتكم تدعمون التوجه الإيراني؟
أعتقد يقينا أن إيران تتلقى الدعم الإلهي قبل كل شيء والإنسان المسلم لا بد أن يرى بزوغ وبشائر الصحوة الإسلامية تلوح في الأفق فكل المعطيات الميدانية والمؤشرات الدولية التي لم تعد مشروعا في الخيال بل حقائق ملموسة تجعل من إيران القوة الإسلامية الواعدة التي صبرت وضحت لتصل إلى ما هي عليه الآن من تقدم وازدهار واستقلال لقرارها السيادي فهي الوجهة الصحيحة للقوة الإسلامية وللضمير الحي المسلم.
ـ لكن إيران متهمة بأنها أضحت خنجرا في خاصرة الأمة العربية يتضح ذلك في سوريا التي تدعم رئيسها الذي يقتل شعبه لأكثر من ستة أعوام؟
في اعتقادي هذا السؤال له شقين الشق الأول هو ما بات يعرف بظاهرة "الإيرانوـفوبيا" لدى العرب وينعتون إيران بكل الأشكال، وهذا مسار موازي لبعض الدول العربية والخليجية بالذات التي تدعم المسار الصهيوني، وكأن ملامح (نيتو ـ عربي ـ صهيوني) بدأت بوادره تظهر في الخطاب وفي النعت.
أما الشق الثاني أعتقد أن مشروع إيران لا يختصر على بشار الأسد فهو يخاطب الأمة الإسلامية برمتها والمنطقة تشهد توترا عميقا وإشكالية معقدة، والأيام كفيلة بإظهار الموضوع على حقيقته..
لكن إيران أعلنت عداءها صراحة لدول العربية بشكل عام ودول الخليج العربي بشكل خاص من خلال دعمها للتمرد الحوثي في اليمن؟
إيران لم تدعم تمردا في اليمن بل دعمت شرعية مستضعفة تدافع من أجل بلدها والدول الخليجية تريد تثبيت عروشها الزائلة في المنطقة، والنتائج الميدانية لكل متتبع للعدوان على اليمن يدرك أن التقدم الذي يحرزه الحوثيون في سبيل تحرير أرضهم من المحتل السعودي والإماراتي.
ومهما قصفت دور العزاء للنساء والرجال والقصف العشوائي للمدارس والمساجد هذه الصورة المظلمة التي تؤلمنا جميعا لن تكون هي المخرج لتلك الدول الظالمة المعتدية، بل هي مستنقع اليمنيون شبرا واحدا من أرضهم مهما دفعوا من ثمن باهظ.
تتذكرون حرب صدام على إيران كم قتل من الإيرانيين ما يزيد على مليون إيراني، كان اعتداء تكاتفت فيه الدول الخليجية بمليارات الدولارات والغرب واستعملت فيه الأسلحة الكيميائية ودفعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الغالي والنفيس، لكن هل خسرت شبرا واحدا من أراضيها؟ هل تنازلت عن شبر واحد من أراضيها، هذه الصورة رائعة.
وستتكرر في اليمن وسوريا لن تتجزأ اليمن ولن تتجزأ سوريا.
لو عدنا إلى موريتانيا ، السفارة الإيرانية في نواكشوط تحاول بكل الوسائل اختراق هذا الشعب العربي والتطبيع معه من خلال تنظيم الندوات الماراتونية المتكررة والاتصال ببعض الأحزاب والمنظمات والإعلاميين، كيف تقرؤون هذا الحراك المشبوه حسب البعض؟
أنا ليس لي أي علم بما ذكرتم ولكن كلمة تطبيع لا تتطابق مع دولة إسلامية العلاقة بها طبيعة أصلا وأخوية شعبين مسلمين..
مستقبل العلاقات بين إيران ودول الخليج؟
أنا سأكون دائما متفائلا وبوادر التفاؤل تظهر ملامحها في التقارب الذي بدأ يظهر في مسألة الحج يعتبر بادرة وسلم يجب أن يحتذى به خلال الحوار وتوسية الملفات العالقة للبيت الإسلامي دون تدخلات أجنبية صهيونية، فما يجمع الدول الإسلامية أكثر مما يختلفون عليه.
ـ هل التقيم شخصيا بالسفير الإيراني في نواكشوط؟
نعم التقيت بالسفير الإيراني في نواكشوط فباب السفارة الإيرانية مفتوح للجميع وفي كل الأوقات دون أية بروتوكولات كأنك تدخل بيتا موريتانيا بدون حراس.
لقد التقيت بشخص ذي أخلاق رفيعة متواضع جدا ويحب الشعب الموريتاني ويقدر الحكومة الموريتانية رئيسا وحكومة، ويضع نفسه خادما لعلاقة مثمرة وبناءة للبلدين.