كشفت ويكيليكس عن بعض الأدوات التي تستخدمها وكالة الاستخبارات المركزية لاختراق الأجهزة الذكية ومراقبة ورصد المحادثات والرسائل، مما يؤكد أن الولايات المتحدة تطبق هذه الاستراتيجية في تعاملها مع الكثير من البلدان بدءا من كوريا الشمالية وصولا إلى إيران.
“بإمكان وكالة المخابرات المركزية أن تقتحم حياة أي شخص”، هكذا قال السناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، مؤكدا أن هذا أمر خطير جدا.
وأضاف موقع بلومبيرج في تقرير ترجمته وطن أن موقع ويكيليكس المتخصص في الكشف عن أسرار الحكومة الأمريكية نشر 8761 وثيقة أمس الثلاثاء من مركز وكالة الاستخبارات المركزية لشؤون الاستخبارات، حول مركز تطوير طرق اختراق الأجهزة بدءا من آي فون التابع لشركة أبل وصولا إلى الهواتف التي تعمل بناء على نظام جوجل أندرويد وأجهزة تلفزيون سامسونج الذكية، من أجل مراقبة المحادثات والرسائل المختلفة بين الأشخاص، مؤكدة أن الوكالة لديها القدرة على اقتحام الأجهزة واعتراض الرسائل المختلفة قبل أن يتم تشفيرها من قبل التطبيقات الأخرى مثل الفيسبوك والواتس آب أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر الموقع البريطاني أن المتحدث باسم وكالة المخابرات المركزية جوناثان ليو صرح في رسالة عبر البريد الإلكتروني قائلاً ” نحن لا نعلق على صحة أو مضمون وثائق الاستخبارات المزعومة، مضيفا أن: الحكومات الأجنبية التي تعتقد أنها مخترقة في أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الخاصة بمواطنيها يمكن أن تتبع الدرب الرقمي لتحديد الجهة المسؤولة “.
وشدد بلومبيرج على أنه من الصعب أن يتم استبدال قدرات القرصنة، طبقا لما كشف عنه موقع ويكيليكس، موضحا أن هناك صعوبة في تطوير دفاعات ضد هذه الاختراقات، وفقا لقول مهندس سيبراني في وكالة الأمن القومي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المعلومات، مضيفا: هناك أزمة في الأمن التشغيلي والحفاظ على السرية، ومن الصعب حماية البيانات الشخصية من وكالات الاستخبارات.
وقال موقع ويكيليكس إنه حجب بعض المعلومات المعنية بأسماء موظفي الوكالة الأمريكية وعشرات الآلاف من أهداف وكالة المخابرات المركزية وآلات الهجوم في أمريكا اللاتينية وأوروبا والولايات المتحدة، موضحا أن هناك فرع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية يعمل على تطوير أساليب الهجوم والبرامج التي تنتج في دول أخرى لمواجهة طرق الاختراق.
وقال موقع ويكيليكس إن وكالة الاستخبارات المركزية أيضا تبذل جهدا كبيرا للسيطرة على مايكروسوفت ومستخدمي ويندوز عبر البرمجيات الخبيثة، بما في ذلك إصابة الوسائط القابلة للإزالة مثل محركات الأقراص واليو اس بي، ونظام التشغيل ويندوز الذي يوجد في أكثر من 90 في المئة من أجهزة الكمبيوتر المكتبية.
وقال بن ويزنر، مدير اتحاد الحريات المدنية إن مشروع تكنولوجيا اختراق الخصوصية والوثائق المسربة تشير إلى أن الحكومة تستغل عمدا نقاط الضعف في الأجهزة الأكثر شيوعا التي يستخدمها مئات الملايين من الناس لتحقيق بعض الأهداف، لكن هذه الثغرات لا يتم فقط استغلالها من قبل أجهزتنا الأمنية، ولكن من قبل المتسللين والحكومات الأخرى في جميع أنحاء العالم.