عندما تحب بلدا من كل قلبك وجوارحك لابد أن تحاك ضدك الأقاويل لأن الإنسان حقود بطبعه . ... لكن على الإنسان أن لا يهتم بالقيل والقال ... لا عشت غير محسود ...وكل ذي نعمة محسود ...واللهم كثر حسادنا واهزم ظلامنا وارجع كيدهم في نحورهم وقنا من شرورهم....لقد أصبح الجميع يخاف من الأخبار الملفقة التي أحد بعض القائمين على المواقع الإلكترونية ينشرون بدون اخد بعين الاعتبار أن خير غير صحيح قد يسيء إلى شخص أو جماعة أو وطنه .... والناس عند القراءة أغلبهم يصدق ما يقرأ ... فمثلا في المغرب لا أحد يستطيع أن يرجع الاخبار التي تنشر على بعض الشخصيات سواء كانت صحيحة أو كاذبة ففي المغرب بفضل الفيسبوك اخد الناس يعرفون وزير فهمتني ولا لا ....وزير الشكلاطة معروفا ...ووزير الكراطة. . ووزيرة الزباله... ووزير ووزيرة الكوبل .... ووزيرة جوف فرنك ... والوزير الفعفاع .... والوزير البدوفيل أجرنا وجاركم الله من ظلم الشائعات والقيل والقال ...
عندما تنوي زيارة القطر الموريتاني الشقيق فعدك خيارين لا ثالث لهما ....اما اخد التأشيرة من مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الموريتاتية بحي السويسي بالرباط أو التوجه مباشرة إلى مطار ام التونسي (عزيز ) بنواكشوط لتحصل عليها في قلب المطار ... الا ان هذا الاختيار الأخير محفوف بخطر ارجاعك من طرف أمن المطار المغربي الذي لا يترك اي احد يسافر إلا إذا كان يحمل بين تنايا جاوز سفره تأشيرة موريتانيا وعندما تخبر رجل الأمن المغربي بأن التأشيرة يمكن الحصول عليها في مطار نواكشوط يقول لك بأن التعليمات تفرض علينا ارجاعك إلى حين الحصول على تأشيرة البلد الذي تقصده من السفارة ..فكم من مسافر يتم ارجاعه يوميا لأنه لا يتوفر على التأشيرة.... والجميع محتار من هذه الوضعية الشاذة ...فالبلد المضيف يستقبلك بالاحضان ويمنحك تأشيرة الدخول في ظرف ساعة وبدون صعوبة بينما بلدك الأصلي يمنعك حتى من التمتع بتسهيلات منحها لك البلد الذي تقصده ....موريتنايا تحيط علما جميع من يريد زيارتها بأن باستطاعته الحصول على التاشيرة انا من السفارة أو من مطاراتها أو من نقطة الحدود الكركرات .... و الكركرات هي النقطة الوحيدة التي لا يمنعك فيها الأمن المغربي بالخروج للحصول على التأشيرة من الأمن الموريتاني ....الجميع يتساءل عن سر التشدد الذي يجده المسافر المغربي إلى نواكشوط...ونفس المعاملة يتعامل بها الأمن المغربي من الموريتانيين الذي لم يحترموا المدة الزمنية المسموح لهم فيها بالبقاء في المغرب. .... الموريتاني عندما يحل بالمغرب لم يعد يعطي أهمية للمدة المسموح له لإقامة في المغرب وينسى انه في بلد أجنبي عنه من ناحية القانون الدولي .... عندما يريد الرجوع إلى بلده يعامل معاملة يتعجب منها لأنه لم يكن يتصورها بتاتا .... من الموريتانيين من يتم إحالته من طرف أمن المطار على وكيل جلالة الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء ليقضي ليالي في ضيافة الأمن قبل السماح له بالمغادرة.... الجميع يستغرب من هذه المعاملة التي لم يكن معمول بها طيلة العقود الماضية حتى زمن ولد هيدالة والعلاقات مقطوعة بين البلدين لم يكن الموريتاني ضيفا غير مرغوب فيه بل كان الموريتاني معززا مكرما في المغرب لأن المغرب لا يهتم بالحكام بقدرما يهتم بالشعوب لأن الحكام زائلين أما الشعوب فهي الباقية كما قال المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه ...
الموريتاني يجد صعوبة في الحصول على التأشيرة من سفارة المغرب بنواكشوط ويجد صعوبة في الخروج من المغرب اذا زايد يوم او يومين على مدة التأشيرة.... الجميع يتساءل عن سبب هذه المعاملة والجميع يعلم أن الموريتانيين لا يبغون على المغرب بذيلا ولو تم التسهيل في التأشيرة أو حذفها أو منحها في الحدود والمطارات للاستفاد المغرب من الموريتاتيين في مجال السياحة لأن موريتاني وحيد خير من مائة سائح أوربي من حيث الإنفاق الأخلاق......
في قلب السفارة الموريتانية عندما تريد الحصول على التاشيرة يتم استقبالك بكل حفاوة وتقدير ... عندما كان السفير أو القائم بالأعمال أو الموظف السامي يتم منحك التأشيرة في ظرف بضع دقائق وغالبا ما يمنحك تأشيرة سنة وبالمجان تأشيرة مجاملة....اما ومع تطور الإدارة الموريتانية حيث أصبحت التأشيرة بيومترية فعليك أن تحضر بنفسك لوضع البصمات وتادية واجب التأشيرة في البنك المجاور للسفارة بشارع محمد السادس زعير سابقا ...وفي ظرف 48 ساعة تجد تأشيرتك تنتظرك بدون لف ولا دوران ....بل تسلم إليك من طرف موظفين مبتسمين يسلمونها لك بعد أن يسقونك كأسا من الشاي المنعنع الرفيع في كأس ألواخ المهيء على الطريقة الموريتانية الأصيلة... بينما في السفارة المغربية في نواكشوط تنتظر في الشارع وتدفع النقود للموظف وتسلم لك بعد فترة قد تطول أو تقصر .... ولله في خلقه شؤون ...
عندما وصلت مطار ام التونسي (عزيز ) وهي أول مرة ان تنزل بنا الطائرة في المطار الجديد.... ورغم أنني زرت هذا المطار وهي في طور البناء وكتبت مقالا مطولا عنه فانني انبهرت لجمال الهندسة وحسن التجهيز وكأنك في مطار الحريري بيروث الدولي كما انني بهرت من تنظيم الاستقبال ورأيت بام عيني المكاتب المجهزة لمن يريد الحصول على تأشيرة الدخول من المطار... كما رأيت حسن الاستقبال وسرعة حصول المسافر على امتعته في فترة قياسية وسهولة الخروج من المطار حيث لا تجمهر لرجال الجمارك والجميع يكتفي بتمرير امتعته من الحاسوب الكاشف....
مطار دولي بكل المقاييس ...من ناحية الهندسة المعمارية والتجهيز الرفيع والاستقبال الجميل من طرف جميع العاملين في المطار....اتمنى ان ينتبه المسؤولين إلى نظافة المطار وصباغة الجدران وخاصة المراحيض حتى تحافظ على رونقها لأن النظافة من الإيمان....
عندما تخرج من الباب الرئيسي للمطار يستقبلك مسجد المطار ببناية جميلة ومئذنة يذكر فيها الأذان خمس مرات في اليوم اناء الله أطراف النهار ....والله موريتانيا دولة تستحق أن تحمل بكل فخر واعتزاز اسم الجهورية العربية الإسلامية الموريتاتية فهي عربية قحة رغم تواجد الأمازيغ والزنوج وكل الأطياف معززين مكرمين .... إسلامية بكل ما في الكلمة من معنى فلا خمور تباع في واضحة النهار والمواطنين متشبثين بالإسلام عن قناعة وبدون غلو ولا تجبر....
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بنى موريتانيا وحقق فيها منجزات كثيرة لا تعد ولا تحصى ويعتبر هذا المطار من أهم منجزاته التي ستخلده في حياته وبعد مماته ... هذا المطار الذي حققه بطريقة غريبة وعحيبة يجب أن تدرس مستقبلا في الكليات والمعاهد العليا ... فلا يعقل أن يتحقق مطار دولي بالمقايضة....منح أرض المطار القديم لمقاول موريتاني ليقوم ببناء مطار جديد بكل المواصفات الدولية .... إنه الفكر السباعي الخلاق المبني على التجارة والكسب الحلال ....
من المطار إلى وسط المدينة طريق سيار بكل المقاييس.... قناطر تفكرك بقناطر دبي وأوربا...إنارة على الطريقة الحديثة كلها بالطاقة الشمسية.... هنيئا لهذا البلد االاصيل الابي الذي يحسبه الجميع ضعيفا وهو غني من التعفف ....
وحرر بنواكشوط في فاتح أبريل 2017
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي