قال الرئيس السابق اعلي ولد محمد فال إن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية كانت متدنية حيث اختفت الطوابير بشكل كامل في مكاتب الاقتراع ولم يلاحظ أمام أي منها أكثر من شخصين أو ثلاثة و كانت هذه أول مرة يستعرض فيها الشعب الموريتانية قدراته على رفض ومقاطعة انتخابات مزورة مسبقا، انتخابات أحادية فاقدة للمصداقية لعدة أسباب: لعل من أهمها أن اللجنة التي تشرف عليها معينة من طرف واحد وتخدم مصالح هذا الطرف، وان كل وسائل الدولة مسخرة لطرف واحد فهي انتخابات غير شفافة ينافس فيها النظام نفسه.
واعتبر ولد محمد فال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية" بثت مساء اليوم الأحد ان هذه الانتخابات ستكرس الهيمنة السياسية لشخص واحد وبالتالي ستجذر الأزمة السياسية، نظرا لانسداد أفاق الحلول حيث كانت ينتظر منها ان تكون فرصة تحلحل الأزمة السياسية لكنها مع الأسف جاءت عكس ذلك حيث زادت من حدة الأزمة وسدت الآفاق أمام الحلول السياسية وسادت فيها الأحادية، مشيرا إلي ان النسبة التي سيتم إعلانها ستكون في حدود الثمانين في المائة مما يعنى عودة البلاد عشرات السنين الي الوراء حيث الممارسات التي كانت تتم في بداية الستينات والسبعينات في زمن تكريس الهيمنة السياسية لشخص واحد او لحزب واحد وبالتالي هذه الانتخابات ستزيد من حدة الأزمة وتدخل البلد في نفق مظلم مؤكدا تشاؤمه البالغ حيال الوضع الراهن.
وأكد ولد محمد فال ان المعارضة الموريتانية حققت أهدافها و ونجحت في إقناع الموريتانيين بعدم جدوائية المشاركة في انتخابات كهذه مشيرا إلي أن المقاطعة كانت شاملة حيث شارك فيها سكان الداخل في القرى والأرياف معتبرا ان نسبة المشاركة الحقيقية رغم كل الجهود التي بذلت لا تتجاوز ما بين 15 الي 20 في المائة.
وفي رده على سؤال حول خلافه مع ولد عبد العزيز، قال ولد محمد فال انه لا يختلف مع هذا الشخص ولا أي شخص أخر وان هذا الخلاف إن وجد فهو أحادي مثل باقي الأمور في البلد مؤكدا ان مشكلته الأساسية هي مشكلة البلد والبحث عن حل يخرجه من الأزمة السياسية التي يتخبط فيها مبرزا انه في اليوم الذي يقدم فيه هذا الشخص حلولا سياسية للبلد سيكون أول من يناصره و أول من يساعده في تطبيق تلك الحلول شريطة أن تكون توافقية ويمكنها ان تضع حدا نهائيا للازمة.
ونفى اعل ولد محمد فال أي مسؤولية للمؤسسة العسكرية عن ما يجري في البلد بل أكثر من ذلك اعتبر أنها تماما ككل الشعب الموريتاني تعاني من هذه الوضعية حيث تم وضعها في أسوء حالة وحولت إلي مليشيات يكتتبها أشخاص وتتسمى بأسمائهم ويغيب احترام التراتبية العسكرية بين أفرادها فاليوم- يقول ولد محمد فال - يمكن أن تجد نقيب أكثر فعالية وتأثيرا من عقيد وذلك حسب قربه من رأس النظام وخلص الرئيس السابق إلي تحميل ما اسماه التمرد العسكري الفردي الذي اختطف البلاد منذ 2008 المسؤولية عن كل هذه الوضعية.
وأكد اعلي ولد محمد فال انه غير نادم بل انه فخور بتسليمه السلطة لرئيس مدني منتخب2007 بعد إجراء مسلسل سياسي توافقي بين كل الأطياف الموريتانية من أحزاب سياسية ومجتمع مدني وحتى شخصيات مستقلة والتوصل لأحسن وأرقى حلول سياسية تم الاعتراف بها داخليا وخارجيا وكانت عملا جبارا سيبقى عالقا في أذهان الموريتانيين ونموذجا حيا تمكنهم العودة إليه في أي وقت لتسوية مشاكلهم السياسية لكن مع الأسف – يضيف ولد محمد فال - هذا العمل تم هدمه من طرف شخص معين قتل أمل الموريتانيين وأعاد البلاد عشرات السنين إلي الوراء ، وأكد الرئيس السابق انه واثق من أن الموريتانيين سيخرجون حتما من هذه الوضعية ويستفيدون من تلك التجارب في إعادة الديمقراطية والتوافق.
وفي رده على سؤال حول إمكانية انقلاب عسكري في موريتانيا اليوم اعتبر ولد محمد فال انه في غياب حول سياسية في البلد تبقى كل الاحتمالات مفتوحة من انقلاب عسكري إلي ثورة شعبية إلي حرب أهلية مؤكدا ان كل ذلك وارد اليوم وممكن.