في الرياض تبدو الحياة هادئة كأي حي حزين فقير في العالم ، الأمهات يتحدثن عن بطولاتهن فجرا مع اشباح اللصوص ،وعلى وجوه الآباء ثنائية عجيبة بين الحب والموت . في الرياض تطل من نوافذ الأكواخ أخبار الرحيل المفاجئ فهناك اكبر مقابر هذه الدنيا الوديعة الشاحبة .
ومن الأبواب يحضر الحب والعشق وسط اللامكان واللا سعادة وإن كانت التقاسيم تشي بورود حب مرت من هنا أو اخضوضرت هناك، مخلفة بقايا نسائم الوحشة والحنين من غير ميعاد .
الرياض إذ تمنح الموت والحب او الحب والموت يداعب فيها عشاق الأرض عطور العشق وغول الموت، وبين حواريها وأزقة قبورها تنبت صدفة حكاية حب ينتاب فيها العاشقين هسترية الهذيان وحديث العيون الصامتة والقلوب المغلقة المفتوحة خجلا، في الرياض يستسلم الإنسان للموت كما ينتعش للحب.. في الرياض التي تمنح الحب والموت تعشعش أيضا أحلام وآلام المحبين، وينتهي المطاف بصمت كما بدأ بصمت وسط مراسيم الوداع وإحتفالات الورود .
فأي ثنائية غريبة ستمنحهم الرياض من جديد وهم الذين أهدتهم أغلى وأحزن ما في هذا الكون .
حنان محمد سيدي